الطريق
الأربعاء 8 مايو 2024 11:05 مـ 29 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ذكرى نصر أكتوبر… ارتباك إسرائيلي من جبهة سوريا وخطة الخداع الإستراتيجي للسادات

جولدا مائير وموشيه ديان
جولدا مائير وموشيه ديان

47 عاما مرت على انتصار حرب أكتوبر، والتي تظل من الأسرار العسكرية، إلا أنها خلدت ذكرى عظيمة في أذهان العالم أجمع والشعب المصري خاصة، وكشفت أكذوبة إسرائيل بأن جيشها لا يقهر، لا سيما بعد تعاون الجيشين المصري والسوري، وتكبيد الاحتلال خسائر فادحة على عدة جبهات.
 

انسحاب موشيه ديان من الجولان

شكَل الهجوم السوري مفاجأة غير متوقعة بالنسبة لوزير الدفاع الإسرائيلي وقت حرب 1973 موشيه ديان، ليقرر الانسحاب من الجولان السوري ثاني أيام حرب أكتوبر، بسبب الضغوط التي تعرض لها هو وجنوده، حيث قتل وأصيب العشرات من الجنود في تلك العملية.

الجنرال إسحق حوفي قائد اللواء الشمالي السابق في قوات الاحتلال الإسرائيلي، قال في ذلك التوقيت: إن "ديان وصل إلى قيادة الجبهة في وقت مبكر من صباح الـ7 من أكتوبر، وأبلغه بعزمه الانسحاب من هضبة الجولان"، مشيرا إلى أن ديان كان قد أصيب بالصدمة بسبب قوة الهجوم السوري في الجولان وتصرف بطريقة تدل على ما يشعر به من يأس وفكر بعد الانسحاب في بناء خط دفاعى على حدود خط الهدنة.

اقرأ أيضا: السادات يناور وإسرائيل مطمئنة.. ماذا حدث في 4 أكتوبر 1973؟

رد الإعلام العبري

أما مسؤول الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية زنيف شيف، أوضح أن ما قاله الجنرال إسحق حوفي، معلومات يحاول التاريخ الإسرائيلي حجبها أو ربما محوها تماما، خاصة أنها تتعلق بحرب أكتوبر، قائلا: "على الرغم من المطالبات الشعبية في إسرائيل بضرورة فتح جميع الملفات التي تتعلق بخرب أكتوبر، إلا أن هناك تعمد لحجبها تماما، وهناك صعوبة في إيجاد أي نقاط عنها".

دبابات إسرائيل تقتل جنودها

اللافت في الأمر أن الصحفي الإسرائيلي ايلان كفير لم يتردد في الإعلان عن الهزيمة الساحقة التي تعرضت لها إسرائيل خلال حرب أكتوبر، مؤكدا في كتاب بعنوان " إخوتي أبطال المجد"، أن كتيبة الدبابات الإسرائيلية فتحت النار عن قرب على مجموعة من الجنود الإسرائيليين، فقتل العديد منهم علاوة على المصابين.

أحد الناجين من الهجمة الإسرائيلية ويدعى موشيه ليفي قال: إن "جنود كتيبة الدبابات اعتقدوا أن الجنود المقابلين لهم ينتموا للجيش المصري".

وأضاف ليفي في شهادته: "لم يشفع للجنود الإسرائيليين كونهم كانوا عُزَل لا يحملون أي سلاح ويتحدثون العبرية بطلاقة، ويعرفون أسماء قادة الكتائب الإسرائيلية، فقد فتح رفاقهم عليهم النار، فقط لأنهم اعتقدوا بأنهم عرب".

واستطرد الجندي الناج من نيران أصدقائه قائلا: "كان المصريون يطلقون علينا النار ونحن نركض في مستنقع، وتخلصنا من متاعنا وأسلحتنا كي نتمكن من التحرك بسهولة داخل هذا المستنقع، ولما تعبنا من السير بدأنا الزحف، وكان العريف أول شلومو إرمان يتذوق رمال المستنقع ويقودنا على مدار 8 إلى 9 ساعات، لانه كان الوحيد الملم بتفاصيل المنطقة وبعد ساعات طويلة وشاقة، وصلت المجموعة إلى حيث رابطة كتيبة دبابات إسرائيلية".

خداع جولدا مائير

اعترف مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية في حرب أكتوبر إيلي زعيرا المعروف في إسرائيل بأنه "مهندس الهزيمة" في الكتاب الذي نشره بعنوان "حرب أكتوبر الأسطورة أمام الواقع"، بأن المخابرات المصرية دست معلومات مضللة عن رئيسة الوزراء جولدا مائير، مؤكدا أن السبب الرئيسي في الهزيمة هو وصول المعلومات مباشرة إلى جولدا، دون تحليل تفصيلي لها من قبل الموساد للتأكد من صحتها.

وبحسب زعيرا، فإن المعلومات المضللة جزءا من خطة الخداع والتمويه المصرية التي تم تنفيذها استعدادا للمعركة.

اقرأ أيضا: القوات المسلحة تستعرض قوة الجيش بـ10 فيديوهات عن حرب أكتوبر

حرب يوم الغفران

وفي كتاب "حرب يوم الغفران اللحظة الحقيقية" كشف مؤلفيه رونين برجمان وجيل مالتسر، أنه كان واضحا لقادة إسرائيل السياسيين والأمنيين أيضًا أن هناك احتمالات كبيرة لاندلاع حرب، إلا أنهم تجاهلوا الأمر ولم يتخذوا خطوات جدية لتجنب الهزيمة، مؤكدين أن معلوماتهم التي اعتمدوا عليها في كتابهم صادرة من وثائق سرية سُربت من بروتوكولات هيئة الأركان العامة والحكومة الإسرائيلية اتضح خلالها الاستهتار الإسرائيلي بالقوة العربية.

وتضمن الكتاب أيضا أبرز الاعترافات التي أدلى بها رئيس الأركان الأسبق في الجيش الإسرائيلي دافيد بن اليعازر، حيث قال قبل حرب أكتوبر 1973 ببضعة أشهر: "إذا كانت لدينا 100 دبابة في الجولان، فليكن الله بعونهم"، مستبعدًا أي احتمال لهجوم سوري على إسرائيل، ورغم أن إسرائيل كان لديها وقت الحرب 177 دبابة في الجولان، إلا إنها لم تفكر في وقوع الهجوم السوري، الأمر الذي يؤكد مدى الاستهتار الشديد لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلية بالقوات السورية التي لم تنجح 177 دبابة إسرائيلية كانت موجودة في الهضبة بمنع تقدمها، واتضح أن هذا العدد كان بعيدا جدا عن كونه كافيا لصد الهجوم السورى.

شهادة جولدا مائير

وفي كتاب لها بعنوان "حياتى"، قالت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل خلال حرب أكتوبر: "المصريون عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء وتوغل السوريون في العمق على مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة على الجبهتين، وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما إذا كنا نطلع الأمة على حقيقة الموقف السىء أم لا؟

وتابعت جولدا: "الكتابة عن حرب يوم الغفران لا يجب أن تكون كتقرير عسكري بل ككارثة قريبة أو كابوس مروع قاسيت منه أنا نفسي وسوف يلازمنى مدى الحياة".


اقرأ أيضا: إسرائيل تشبه تفشي كورونا بهزيمة حرب أكتوبر: تلقينا ضربة كارثية

شهادة أهارون ياريف

في ندوة عن حرب أكتوبر عقدت في القدس في 16 سبتمبر 1974، قال أهارون ياريف مدير المخابرات الإسرائيلية الأسبق: "لاشك أن العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والإحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء، وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب أجاب انظروا إلى مايجرى في إسرائيل بعد الحرب وأنتم تعرفون الإجابة على هذا السؤال".