بعيدا عن أمريكا.. مصر تضع خطوطا حمراء جديدة أمام أردوغان (خاص)

"حائط الصد المنيع".. هكذا يمكن وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي بات في عيون دول العالم السبيل الأقوى في مواجهة مخططات وأطماع الديكتاتور العثماني رجب طيب أردوغان.
التصدي للاستقرار
كانت مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي الثنائية التي أجراها مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، هي رسالة ضمنية قوية تؤكد أن بدون مصر لم تكن "قبرص واليونان" من إعلان التحدي أمام أي انتهاكات قد تحدث في منطقة شرق المتوسط.
وربما أبرز ما تم تناوله في هذه المباحثات هو العمل على تحقيق الاستقرار والتنمية والأمن في المنطقة.
حقيقة موجعة
بالعودة إلى تصريحات رئيس وزراء اليونان والإشادة بقوة مصر وأنها الحليف الأقوى بالنسبة لمختلف دول أوروبا وليس في العالم العربي، علاوة على أنها من أهم الحلفاء الاستراتيجيين في إفريقيا، نجد أنها بمثابة "ضربة قاضية" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
اقرأ أيضا: عاجل | السيسي يدعو رئيس البرلمان اليوناني لتبادل الزيارات مع نظيره المصري
قوة مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي، دفعت دول المنطقة إلى تعزيز التعاون معها، لا سيما في ظل تأكيد كيرياكوس ميتسوتاكيس على أن مصر هي التي ستعمل على توحيد إرادة الشعوب، عكس ما تقوم به تركيا، التي لا يتردد رئيسها في إلحاق الأذى بدول الجوار في سبيل تحقيق مطامعه.
ضمان الاستقرار
فيما أكدت رئيسة اليونان كاترينيا ساكسلاروبولو على أن التحالف مع مصر هو الضامن الوحيد للتصدي أمام مخططات رجب طيب أردوغان، وأنها ستساعد على تحقيق الاستقرار الأوضاع.
موقف حاسم
وأثبت الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه لا يخشى الصعاب وسيبذل جهودًا طالما أنها تصب في مصلحة المنطقة وستمنع الممارسات التي تنم عن أطماع شخصية، فقد تعهد بالتصدي لأي انتهاكات يمكن أن تمارس في منطقة شرق المتوسط، مؤكدا لليونان أنه لن يتخلى عنها أو عن قبرص، ولن يسمح بأن تمس حقوقهما بأي شكل من الأشكال.
اقرأ أيضا: السيسي لرئيس البرلمان اليوناني: ستجدون مصر دائما الصديقة الداعمة
الموقف الأمريكي
مساعي مصر الحثيثة للحفاظ على استقرار المنطقة، دفعها إلى التعهد بحماية اثنين من أهم الدول الأعضاء في حلف الناتو والتصدي لأي محاولة تضر بمصالحهم في ظل الصمت الأمريكي، وهو ما يجعل مصر تحت مظلة الرئيس عبد الفتاح السيسي صاحبة القرار بالأوضاع في منطقة شرق المتوسط، وهي من ستحدد الخطوط الحمراء التي لن يُسمح لرجب طيب أردوغان أن يتخطاها.
جبهة قوية
مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا حسن قال: إن "تحالف مصر مع اليونان وقبرص كان سببا في تشكيل جبهة قوية للتصدي أمام أي انتهاكات من الممكن أن تقوم بها تركيا في منطقة شرق المتوسط"، موضحا أنه بهذا الشكل سيضمن حماية البترول والغاز في هذه المنطقة.
وأشار الدبلوماسي السابق في تصريحات لـ"الطريق" إلى أن الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو سيتفقان على التعاون مع هذه الجبهة الثلاثية "مصر وقبرص واليونان"، وهو ما سيجعل تركيا على يقين من عجزها عن ممارسة مثل هذه الانتهاكات.
محاولات تركيا في شرق المتوسط
وأوضح أن تركيا تقوم حاليا بعمليات استكشاف في منطقة شرق المتوسط، من خلال إرسال سفنها تحت حراسة عسكرية لاستكشاف آبار الغاز، وتعتمد في هذه الممارسات على أن لديها حقوق في هذه المنطقة، وهذا بالطبع غير صحيح على الإطلاق.
اقرأ أيضا: عاجل | السيسي يلتقي رئيس وزراء اليونان السابق
وأفاد السفير رخا حسن أن هذه المنطقة تدخل ضمن مجال الاقتصاد البحري لليونان وقبرص، وبالتالي فإن هذه المنطقة ليس مباح فيها ممارسة عمليات استكشافية، منوها أن تركيا لا يحق لها أيضا القيام بأي عمليات تنقيب.
اتفاق ترسيم الحدود البحرية
وأكد مساعد وزير الخارجية، أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان وقبرص، أغضب تركيا بشدة، فقد أيقنت أنها باتت أمام قوة من الصعب مواجهاتها، كما أن هذا الاتفاق أغلق المجال أمام تركيا لإيذاء مصر أو التعدي عليها.
احتمالات التدخل الأمريكي
ورأى السفير والدبلوماسي رخا حسن، أن أمريكا إذا فكرت أن تتدخل في الأمر سيكون بشكل بسيط وهادئ، كونها لا تريد في الوقت الراهن أن تكون سببا في إثارة مزيدا من المشكلات والاضطرابات في منطقة شرق المتوسط، خاصة وأنها كانت السر وراء التدخل التركي في ليبيا.
واختتم بالإشارة إلى بعض ما قامت به أمريكا في جميع الأحوال دورها الأساسي بعدم السماح لدول في حلف الناتو تعتدي على أخرى عضوة أيضا في نفس الحلف.