الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 08:04 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

”كان فاضله أسبوعين ويتخرج”.. عاصفة حزن وغضب بين أصدقاء طالب الأزهر المقتول بالقليوبية

الضحية
الضحية

"دكتور ضياء زميلنا كان فاضله أسبوعين ويتخرج، يتقتل وسط الشارع قدام الناس.. القاتل مش مريض نفسي.. ده واحد لسه مخلص جيش من شهر ومخلص كلية علوم.. وكل أهل البلد عارفين ضياء وأخلاقه".. بكلمات تفوح منها رائحة المأساة والغضب عبر زملاء طالب الطب القتيل عن غضبهم مما حدث لزميلهم الذي كان قارب على التخرج.

حالة من الحزن الشديد والاستياء إانتابت طلاب الدفعة 51 طب الأزهر، بعد معرفتهم بخبر مقتل زميلهم ضياء يوسف الطالب في السنة السادسة، على يد مريض نفسي في قرية "السيفا" بطوخ، عند محاولة الطبيب تهدئته بعد أن شاهده في حالة هياج في وسط الشارع وهو ممسك بسلاح أبيض "سكين".

اقرأ أيضا: حريقاً استمر 15 دقيقة.. كيف تصدت قوات الدفاع المدني لألسنة لهب إندلعت في شقة دبلوماسي مغربي؟

صديق الطبيب

أصدقاء الطبيب الراحل

كتب عبدالرحمن السكري، صديق طالب الطب الراحل عبر التواصل الاجتماعي "فسيبوك": "المطعون شهيد، لا نقول إلا ما يُرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أرحم عبدك ضياء واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم وأكرم نزله ووسع مدخله وأغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد، اللهم ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم واجعل قبره عليه نورا".

وتفاعل جميع أصدقاء الطالب الضحية، مع تلك الكلمات، بالدعاء والثناء على زميلهم "ضياء"، الذي كان مشهورا بسمعته الطيبة وأخلاقه التى يتمتع بها بينهم طوال 6 سنوات، وأنه مات قبل أيام من تخرجه في كلية الطب.

اقرأ أيضا: والد ضحية العلاقة الزوجية لـ”الطريق”: مراته خنقته وكانت شغالة في ديسكو

أصدقاء الطبيب الضحية

اقرأ أيضًا: كواليس دهس نجل وزير سابق لموظف بمحكمة الجيزة ”صور”

وكشفت تحقيقات النيابة العامة بالقليوبية، أن المتهم انقض على الطبيب، وذبحه في ثوانٍ، وسط حالة ذهول عدد من أبناء قرية السيفا في طوخ، الذين تجمعوا للإمساك به، لكن المتهم تمكن من طعن موظف، فسقط بجانب جثمان الطبيب جثة هامدة، وأصاب المتهم أيضًا 4 من الشباب، الذين حضروا للسيطرة على المتهم، وتم نقلهم إلى المستشفى لإسعافهم.

شهود العيان

وقال شهود العيان، إن طالب الطب الضحية، شاهد المتهم يمشي فى وسط الشارع ممسكا بسلاح أبيض "سكين"، فتوجه إليه محاولا تهدئته وأخذ السلاح منه، في نفس الوقت الذي حضر فيه القتيل الثاني محمد عبدالعليم الموظف على المعاش، ورددا عليه: "اهدى بس، وهات السلاح من إيدك"، فكان مصيره القتل ليلحق بطالب الطب.

اقرأ أيضا: مصور سيشن فتاة سقارة”: ”التصوير ده أكل عيشي وهكمل شغل مع سلمى...

وأضاف شهود العيان لرجال المباحث أثناء سماع أقوالهم، الذين قالوا إن المتهم تحول إلى وحش، وبدأ يطعن "الدكتور ضياء" و"عم محمد" دون أي سبب، فتدخل 4 أشخاص آخرون وحاولوا الإمساك به، فأصابهم أيضا بعدة طعنات، ثم اجتمع 10 أشخاص من القرية، وأمسك أحدهم يد القاتل، ونجحوا في أخذ السكين منه، وربطوه حتى حضرت الشرطة، وتم نقل المصابين والضحايا إلى مستشفى طوخ العام.

تحريات المباحث

كشفت تحريات المباحث الأولية، أن المتهم في منتصف العقد الثالث من العمر، يعاني من مرض نفسي، وسبق حجزه داخل مستشفى للأمراض النفسية، ولم يسبق اتهامه في أى قضايا، أو تحررت ضده محاضر بالاعتداء من قبل.

واشارت التحريات، إلى أنه تخرج من الكلية، والتحق بالعمل في عدة أماكن، لكنه لم يستمر بسبب مرضه النفسي.

أسرة المتهم

واستمع ضباط المباحث إلى أقوال أسرة المتهم، الذين أكدوا أن ابنهم كان يجلس في منزله ويتحدث مع نفسه بكلام غير مفهوم، وقبل الجريمة بوقت قليل دخل إلى المطبخ، واستولى على سكين، وأخفاها في ملابسه، ثم خرج مسرعًا الى الشارع، قبل أن يسمعوا صوت استغاثات الأهالي: "الحقوا ابنكم بيقتل الناس في وسط الشارع".

اقرأ أيضا: بعد سيشن سقارة.. خبير قانوني يوضح سر إخلاء سبيل سلمى الشيمي

وأشاروا أسرة المتهم، إلى أنهم أسرعوا إلى مكان الواقعة، وشاهدوا بحر من الدماء و6 من الأهالي مطعونين وأمعاؤهم ظاهرة في وسط الشارع، موضحين أن ابنهم أصيب بحالة نفسية منذ فترة، وأنهم حاولوا علاجه، لكن دون جدوى.

بداية الجريمة

كان مدير أمن القليوبية اللواء فخر الدين العربى، قد تلقى إخطارا من مأمور مركز طوخ العميد تامر موسي، يفيد بتعدى مهتز نفسيا على 6 أشخاص في وسط الشارع بقرية السيفا دائرة مركز طوخ، وعلى الفورانتقل اللواء حاتم الحداد مدير المباحث، ورئيس مباحث المديرية العميد خالد المحمدى.

وكشفت تحريات رجال المباحث قيام مهتز نفسي يدعى "أحمد ج."، بالتعدى على كل من محمد عبدالعليم أحمد، 60 سنة، عامل، توفى فور وصوله مستشفى الجامعة، وضياء السيد عبدالعظيم، 22 سنة، في السنة السادسة بكلية الطب، توفى هو الآخر متأثرا بإصابته، فيما أصيب كل من منصور علي متولي القزاز، وأشرف إبراهيم عطا الله بإصابات خطيرة، ونقلا إلى مستشفى الجامعة فى حالة خطرة، ونقل الاثنان الآخران إلى أحد المستشفيات الخاصة.