الطريق
السبت 20 أبريل 2024 12:31 مـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

د. صابر زلابية يكتب: في رحاب الاستغفار

إن للاستغفار ثمارا يانعة... وفوائد جمَّة.. وغنيمة باهظة .. إن فيه خيرَي الدنيا والآخرة... إن فيه السعادةَ في الدنيا والفلاح في الآخرة..

- كثير من الناس فى رحاب هذه الأيام التى نعيشها يبحث عن أمن وأمان له من هذه الفتن والمحن والابتلاءات التى نعيشها ..
فهو طريق للنجاة وملاذ للإنسان حين تحيط به الخطيئات... إنه أمان المؤمنين الطائعين وأمان المذنبين الخائفين المستغفرين.

- قال أبو موسى رضي الله عنه : كان لنا أمانان.. ذهب أحدهما وهو كون الرسول فينا ... وبقي الاستغفار معنا... فإذا ذهب هلكنا ..

فبالاستغفار تغفر الخطايا والذنوب ... وبالاستغفار تكون البركة فى الأرزاق..

- عن أبى هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن عبدا أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنبا فقال رب أذنبت وربما قال أصبت فإغفر لي...
فقال ربه أَعْلِمْ عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي... ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال رب أذنبت أو أصبت آخر ... فإغفره ..
فقال أَعْلِمْ عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي.. ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا وربما قال أصاب ذنبا قال قال رب أصبت أو قال أذنبت آخر.. فاغفره لي.... فقال أَعْلِمْ عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء ) .

"وهذا ترغيبٌ في أنَّ الإنسان إذا أذنَبَ فليستَغفِر الله.. فإنَّه إذا استَغفَر الله عزَّ وجلَّ بنيَّةٍ صادقة.. وقلبٍ موقن.. فإنَّ الله - تعالى - يغفر له: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )..

- والعبد دائما بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر.. وذنب يحتاج فيه إلى استغفار... وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائما فإنه لا يزال يتقلب في نعم الله وآلائه ولا يزال محتاجًا إلى التوبة.. والاستغفار.. ولهذا كان سيد ولد آدم..وإمام المتقين محمد - صلى الله عليه وسلم - يستغفر الله في جميع الأحوال)..

- أكثر من الاستغفار ..

فإن من طَرَقَ باب الله بالاستغفار لايخيب وحتما سيُفتَح .... لزومه يكفيك من كل همّ وغمّ ...وأعطاه الله مالم يعطى السائلين ...

- فكم من استغفار كان سببا فى تحويل فشل إلى نجاح وتمّيز .
- فكم من استغفار كان سببا فى تحويل محنة إلى منحة .

- فكم من استغفار كان سببا فى تحويل مرض إلى عافية .
- فكم من استغفار كان سببا فى تحويل ضيق إلى سعة .

- فكم من استغفار كان سببا فى شفاء معيون ومحسود ومسحور .
- فكم من فقير بالإستغفار صار ميسورا وذا مال .

- فكم من مديون سدّد الله عنه دينه وعافاه من غلبة الدَيْن وقهر الرجال .

- فكم من عقيم شفاه الله بالإستغفار ورُزق البنين والبنات بعدما ذهب حلمه ومات...
- فكم من الشباب طال شوقه للزواج لضيق اليد ثم بالاستغفار تزوج وفرح .
- فكم من الفتيات طال إنتظارهن للستر والعفاف ثم أكثرن من الإستغفار فتزوجن وفرحن .

- الاستغفار نعمة من الغفٌار... ومن داوم عليها وجد أثرها في نفسه... وماله..وولده وكل شأنه.

- أخيرا...

إن أكثرت الاستغفار لله .. فلا تقنط ... فالقنوط من دلائل الضلال .
والمؤمن الكثير الإستغفار لربه لايمكن لليأس أن يتمكن منه أبدا.. ولا للإحباط أن يعرف إليه سبيلا ....

فسبحانه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار... ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها... فله الحمد والمنَّة....