الطريق
الثلاثاء 21 مايو 2024 07:17 صـ 13 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قيادي بـ”فتح” لـ”الطريق”: على أرملة عرفات عدم التحدث للإعلام العبري.. والاحتلال حقن أبو عمار بالسم

دكتور أيمن الرقب
دكتور أيمن الرقب

"لم أتهم جهة بقتل زوجي واللغز لا يزال أمام القضاء".. تصريحات أدلت بها أرملة الشهيد ياسر عرفات، استغلها الإعلام العبري لتحسين صورة إسرائيل، ويبدو أن رؤيتها كانت تستوجب توضيح منها ورد رسمي في نفس الوقت.

تصريحات سهى عرفات

 

قالت سهى عرفات أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات، إنها من الصعب أن تتهم أي جهة بعينها بأنها مسؤولة عن مقتل زوجها، مشيرة إلى أنها على يقين من أنه لقي مصرعه مسموما لكن وعلى الرغم من ذلك من الصعب معرفة مدبر الجريمة، أو توجيه أصابع الاتهام لجهة بعينها حتى وإن كانت إسرائيل.

اقرأ أيضا : صائب عريقات.. صندوق أسرار ياسر عرفات الذي كشف أكذوبة هيكل سليمان

وانتقدت أرملة الشهيد الانتفاضة الفلسطينية واعتبرت أنها لم تكن متكافئة أمام عمليات العنف والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

استغلال صهيوني

 

من جانبها استغلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية التصريحات التي أدلت بها سهى عرفات، وقالت إن أرملة الرئيس الراحل تبرأ إسرائيل من دمه، وتعمدت تغير المعنى كليا، فقررت السيدة سهى الرد بشكل سريع عبر حسابها على "أنستجرام" وأكدت مجددا أنها لم تبرأ أحد لكنها لم تتهم أي جهة خاصة وأن القضية حتى الآن لا تزال منظورة أمام القضاء ولم يتحدد فيها قرارا محددا.


تحريف مستمر

 

وللرد على ما ورد على لسان أرملة الشهيد ياسر عرفات قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والباحث فى الصراع العربى الاسرائيلى وأمين عام التجمع الوحدوي العربى، وأحد أبرز قيادي حركة فتح الفلسطينية، إن السيدة سهى عرفات ظهرت أكثر من مرة الإعلام العبري وفي كل مرة تتحرف تصريحاتها ويتغير المعنى الذي كانت تقصده، مشيرا إلى أنه من الأفضل إذا أن لا تظهر مجددا في أيا من وسائل الإعلام الإسرائيلية خاصة وأنهم يتعمدون تغير المعنى الذي تريد قوله، منوها أنها من الممكن أن تدخل في مناظرة قوية أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن أي تصريحات ستقال في الإعلام العبري بالتأكيد سيتم تحريفها.

اقرأ أيضا : تفاصيل خطة إسرائيلية لتفجير استاد بيروت واغتيال عرفات.. وأوامر شارون بدس السم لـ”أبو عمار”

وأشار الرقب في تصريحات خاصة لـ "الطريق" إلى أن ما وضحته سهى عرفات عبر صفحتها على "أنستجرام" وهو أن قضية مقتل الشهيد ياسر عرفات لا تزال أمام القضاء الفرنسي، وأنها من الصعب أن توجه أتهام مباشر أو تحمل أي جهة مسؤولية مقتل الرئيس الراحل ياسر عرفات ولا حتى إسرائيل، فالرد على ذلك بسيط، فمن كان يدخل الطعام والشراب للرئيس ياسر عرفات بعد الفحص هم رموز الاحتلال الإسرائيلي، كما أن هناك مكالمة تليفونية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك أرييل شارون والرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش وأجري الطرفان مباحثات حول سبل التخلص من ياسر عرفات، فالشواهد إذا تؤكد بأن أبو عمار لقي مصرعه مسموما على يد قوات الاحتلال.


موقف القضاء الفرنسي

 

والتفت الدكتور أيمن الرقب للقضاء الفرنسي ونوه أن قضية مقتل ياسر عرفات يتم بحثها أمام القضاء الفرنسي طيلة 16 عاما ولم يتحدد فيها أي قرار رسمي حتى الآن، منوها أن صحيفة "يديعوت أحرونوت تعمدت استغلال ما قالته السيدة سهى عرفات وحاولت تغير محتواه ومعناه كليا لتحسين صورة دولة الاحتلال وأن إسرائيل لا علاقة لها بما حدث للشهيد أبو عمار.

وبحسب قيادي حركة فتح، فقد أكد التقرير الطبي الذي أصدرته سويسرا، قتل الشهيد ياسر عرفات بعد سمه بمادة البوليوم وهي مادة مشعة من مشتقات اليورانيوم، موضحا أنه من السهل على الاحتلال حقن ياسر عرفات بهذه المادة، خاصة وانهم هم من كانوا يدخلون له الطعام والشراب، مشيرا إلى أن ما يستوجب على أرملة الشهيد الآن هو أن تعيد حسابتها جيدا، فالحديث عن احتمالات بأن الاحتلال ليس له يد فيما حدث خطأ كبير.

موقف فتح من الانتفاضة الفلسطينية

 

ويعتبر الدكتور أيمن الرقب أن ما قالته سهى عرفات بأن الانتفاضة الفلسطينية كانت غير متكافئة أمام عمليات العنف التي يمارسها الاحتلال محقة فيه، قالأزمة تكمن في أن الفلسطينيين ليس لديهم القدرات العسكرية التي يمتلكها الاحتلال، الذي تساعده بشكل أساسي في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني الولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ أيضا : أرملة ياسر عرفات: تصريحاتي للتلفزيون الإسرائيلي ”خرجت عن سياقها”

واختتم الرقب بالتأكيد على أنه على الرغم من عدم القوى المتكافئة بين الانتفاضة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، لكن لابد من الاعتراف بفضل النضال الفلسطيني فلولا إصرار أبناء فلسطين على المواجهة والصمود ما كان الاحتلال قبل اليوم بمبدأ حل الدولتين.