الطريق
الخميس 9 مايو 2024 12:34 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

قاتل شقيقته وطفليها بشبرا الخيمة ”فضحتنا وكل شوية تتجوز”.. والجيران: بنت بـ 100 راجل وأخوها طمعان في الشقة

مسرح الجريمة
مسرح الجريمة

عقارب الساعة كانت تشير إلى الخامسة مساءً وقت صلاة المغرب، هدوء يطبق على منطقة شبرا الخيمة التابعة لمحافظةالقليوبية، لكنه هدوء يسبق العاصفة، وسرعان ما تبدلت الأجواء، قبل ساعات معدودة من حلول العام الميلادي الجديد، وتجمع الجيران من كل حدب وصوب أمام عقار بات محط أنظار الجميع، بعد خروج شاب ثلاثيني العمر إلى شرفة الشقة سكنه، يصرخ ليستنجد بالأهالي، بعد عثوره على جثة شقيقته وأحد طفليها مذبوحين وسط بركة دماء داخل غرفتها بمسكن والدها، وإختفاء طفلها الثاني.

اقرأ أيضا: ”فيسبوك” أسقطه.. ماذا حدث مع ”طالبة الطب” في شقة سائق الهرم؟

دقائق معدودة كانت كفيلة بأن تضج منطقة عزبة الجبلاية، بسكانها ورجال الشرطة الذين توافدوا على العقار لاكتشاف الجريمة الغامضة، ليعثر على جثة سيدة ملقاه على الأرض داخل غرفتها ترتدي كامل ملابسها وبها آثار ذبح بالرقبة، وبجوارها جثة طفلها الأكبر صاحب الخمس سنوات وإختفاء نجلها الأصغر.

باعت شباشب بلاستيكية لتوفر قوت يومها

"داخل غرفة صغيرة الحجم تعيش "تيسير" سيدة عمرها 26 سنة، مطلقة رفقة طفليها (4 - 5) سنوات، بمنزل والدها بصحبة شقيقيها، بعد إنفصالها عن زوجها الآخير، وقررت أن تعمل في بيع الشباشب البلاستيكية لتوفر قوت يومها لتصرف على طفليها، حتى لا تتذل لشقيقيها، وجمعت في الفترة الآخيرة مبلغ مالي من بيعها للشباشب البلاستيكية، وإشترت مركبة توك توك، ليعمل عليه شقيقها الأصغر "المتهم" وإعطائها الإيراد آخر كل يوم، وإستمرت على ذلك عدة أشهر حتى بدأ ينقص الإيراد يوماً عن ما قبله، وعندما كانت تسأله عن سبب ذلك.. "التوك توك عطلان وكل شوية بصلحه، أعملك إيه يعني"، لتقرر السيدة بيع مصدر رزقها.

ساعة شيطان

جلس الشقيقان الأكبر والأصغر في ساعة شيطان يخططان لطريقة للتخلص من شقيقتهما، وكان لكل منهما دافعه لارتكاب جريمته، فكان مراد الأصغر إنتقاماً منها لبيعها التوك توك، والأكبر ليخلو له الجو بعد إقناع شقيقه الأصغر لارتكاب الجريمة، ويتزوج في شقة والده بعد تخلصه من شقيقيه.

اقرأ أيضا: بتخوني مع حسن حسني.. لحظة قتل مدرسة على يد طليقها ببولاق الدكرور (فيديو)

جثة سيدة وطفلها وسط بركة دماء

يوم الجريمة إستغل الشقيق الأصغر "محمد" تواجد شقيقته، بغرفتها رفقة طفليها، وتوجه إليها، ليجلس بجوارها بدعوى تحدثه معها للإطمئنان عليها، وأثناء حديثه كانت تطعهم طفليها، ليستغل ذلك ولف إيشارب حول رقبتها، أسقطها أرضاً، ثم أخرج من بين طيات ملابسه، وذبحها ليتأكد من وفاتها، ثم ذبح طفلها الأكبر، وتركه بجوار جثة والدته وسط برطة دماء، ليتوجه إلى الطفل الصغير، وذبحه هو الآخر والطعام في فمه، ثم وضعه داخل جوال ليتخلص من جثته بمجرى الترعة، لتورط والده في الجريمة.

الجاني لصديقه: عايزك في مشوار لغاية كوبري سرياقوس

أجرى القاتل صاحب الـ 21 سنة، إتصالاً هاتفياً بصديقه، ليحضر إليه بالتوك توك قيادته أمام العقار مسكنه، لحمل الجوال .. "عايزك في مشوار لغاية كوبري سرياقوس"، وبعد حضوره حمل الجوال الموجود داخله الطفل الذي لم يكمل عامه الرابع، ليلقي به من أعلى الكوبري، بترعة الإسماعيلية، ثم تخلص من أداة الجريمة بإلقائها في الترعة، وعاد إلى منزله مرة آخرى، ليصعد إلى مسرح الجريمة ليتعاطى سيجارة حشيش رفقة شقيقه الأكبر، وبعد ذلك خرجا إلى شرفة سقتهما ليستنجدا بجيرانهما وعثورهما على جثة شقيقتهما وطفلها وإختفاء الآخر، وتم إبلاغ الشرطة التي حضرت وكشفت جريمتهما.

بنت محترمة بـ 100 راجل

وداخل الشارع الذي شهد الجريمة كان يقف رجل تجاوز الـ 60 عاماً، الذي بدأ حديثه: "أنا ساكن هنا طول عمري من أيام ما كانت تيسير دي بنت صغيرة، عمري ما شفت منها حاجة وحشة واللي يقول أنها سئية السمعة يتقطع لسانه، ربنا يرحمها كانت بنت محترمة بـ 100 راجل، قعدت في الشارع تبيع شباشب بلاستيك علشان تعرف تصرف على عيالها، ومتحتاجش لحد من أخواتها، وأخوها الكبير هو العقل المدبر للجريمة، علشان ياخد الشقة.. إحنا بنطالب أنه ميدخلش البيت تاني والشرطة تحقق معاه، لأنه هو السبب وكان بيحرض أخوه من وهو صغير"، وإلتقط الحديث منه، جاره، الذي أكد على حسن سمعة السيدة.. "ذنبها إنها ملهاش حد في الدنيا، واتجوزت مرتين بسبب إخواتها، كان بيقف مع جوزها ضدها، ويقعد معاه يشرب حشيش في الشقة، منه لله أخوها الكبير هو السبب، وقالوا أنهم شاكين في سلوكها علشان يهرب من حبل المشنقة، لكن البنت عمرنا ما شفنا منها حاجة وحشة".

كانت عايشة علشان تربي عيالها بعد فشلها في جوازها

وإستكمل رجل إنحنى ظهره لكبر سنه، وظهرت على وجهه علامات الشيخوخة، أطراف الحديث قائلاً: "تيسير إبنتي، لو كانت سلوكها وحش مكنتش هقول إبنتي، لكن هي أحسن من إبنتي، متربية وفي حالها، وكانت عايشة علشان تربي عيالها بعد فشلها في جوازها، إحنا مش قادرين نشوف وش أخوها تاني من يوم اللي حصل، يومها كنت قاعد قدام بيتي وشايف محمد "المتهم"، كل عشر دقائق يطلع الشقة وينزل تاني، وبعد ساعة وصل أخوه وطلعوا شقتهم، شربوا حشيش وبعدها بعشر دقائق طلعوا البلكونة يستنجدوا بينا.. وطلعنا جرينا عندهم لقينا رائحة المخدرات مالية الشقة، وتيسير مرمية على الأرض وجنبها طفلها، وسط بركة دماء"، موضحاً: "محدش فيهم نزل دمعهة على أختهم، منهم لله، وإحنا مش هندخلهم البيت تاني بعد اللي عملوه في أختهم .

الشرطة تتلقى بلاغاً

وكان تلقى اللواء فخر الدين العربي، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية، إخطاراً من رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة بتلقيه بلاغًا من الأهالي بالعثور على جثة ربة منزل 26 سنة، فضلاً عن العثورعلى جثة طفليها 5 سنوات و4 سنوات، وقال شقيقيها أنها تعيش برفقتهما ولدى عودتهما من العمل عثرا على جثتهها، وكشفت تحريات فريق البحث الجنائي المُشكل برئاسة قطاع الأمن العام بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية وبمشاركة قيادات ومفتشي القطاع وضباط إدارة البحث الجنائي إلى أن وراء ارتكاب الواقعة المُبلغ الثاني "شقيق الضحية"، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه بمأمورية برئاسة قطاع الأمن العام وبمشاركة مفتشى القطاع وضباط إدارة البحث الجنائى أسفرت عن ضبطه، وبمواجهته اعترف المتهم بارتكابه الواقعة لسوء سلوك القتيله وأنه انتظر حتى غادر شقيقه وقام بخنق المجني عليها حتى فقدت الوعي، ثم قام بذبحها وطفليها ووضع جثة أحدها 4 سنوات والأداة المستخدمة داخل حقيبة واستقل دراجة البخارية" توك توك" خاص بأحد أصدقائه وتوجه لترعة الإسماعيلية، وألقى الحقيبة وبداخلها جثة الطفل والأداة المستخدمة من أعلى كوبري سرياقوس، وأشار إلى ان القى جثة نجل شقيقته الاخر بالترعة لإيهام جهات التحقيقات بأنها واقعة خطف.