الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 01:26 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حقيقة فض الجن غشاء البكارة للبنت؟ عالم فتوى يكشف الحكم الشرعي

حقيقة فض ”الجن” غشاء البكارة
حقيقة فض ”الجن” غشاء البكارة

يحذر الكثير من العلماء وفقهاء الدين من الأوهام التي تصيب البشر بشأن عالم الجن، لأن الله سبحانه وتعالي هو الواحد القادر والعالم بالغيبيات والتي منها الجن، وهو عالم غيبي يصعب على البشر التمعن فيه لكي لا يقع الإنسان أو يوهَم بما يضره.

 

ورصد "الطرق"، سؤالا هاما عن عالم الجن وفحواه ما يلي:

هل يمكن للجن أن يتزوج من بني آدم أو العكس؟ وهل يمكن للجان فض غشاء البكارة للبنت؟

ورد على ذلك السؤال الشيخ هاشم إسلام، عضو لجنة الفتوى الأسبق، بأن هذه الأمور يدخل فيها التعب النفسي، ولابد أن يُعرض على طبيب يحدد حالته، فالمس ربما قد يحدث للإنسان أما ما يتعلق بقضية الزواج بين العالمين فلم يحدث على الإطلاق.

 

وأشار "إسلام" لـ"الطريق"، إلى أن الجن لا يمكن أن يقوم باغتصاب بني البشر من الجنسين الذكور والإناث، ولا يمكن مثلا أن يقوم الجان بفض غشاء بنت، هكل هذه أمور غيبية غير معلومة إلا للخالق تعالي، كما جاء في كتاب الله تعالى " إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ".

 

وأضاف عضو لجنة الفتوى السابق أن افتراض إمكان زواج الأنسي بجنية فإن ذلك لا يجوز شرعا، لمفهوم قوله تعالى: ‏‏( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ) [النحل:72] وقوله سبحانه: ( ومن آياته أن ‏خلق لكم من أنفسكم أزواجاً) [الروم: 21] قال المفسرون في معنى الآيتين: ( جعل لكم ‏من أنفسكم أزواجاً ) أي من جنسكم ونوعكم وعلى خلقكم.

 

وقال الإمام السيوطي في ‏الأشباه والنظائر: ( فإن قلت: ما عندك من ذلك؟ قلت: الذي أعتقده التحريم، واستدل ‏بالآيتين المتقدمتين: ثم قال: فروي المنع منه عن الحسن البصري، وقتادة، والحكم بن عيينة، ‏وإسحاق بن راهويه. وأشار الجمال السجستاني من الحنفية في كتاب "منية المغني عن ‏الفتاوى السراجية"، إلى أنه لايجوز الزواج بين الإنس والجن، وإنسان الماء لاختلاف الجنس، ‏وذكر وجوهاً أخرى للمنع منها: أن النكاح شرع للألفة، والسكون، والاستئناس، ‏والمودة، وذلك مفقود في الجن.‏

اقرأ أيضا: ”اغتصبها وحملت منه وتريد الإجهاض”.. عالم أزهري يكشف عن الحكم الشرعي (فيديو)

 

ومنها: أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك، فإن الله تعالى قال: "فانكحوا ما طاب لكم ‏من النساء" والنساء اسم لإناث بني آدم خاصة، فبقي ما عداهن على ‏التحريم، لأن الأصل في الأبضاع الحرمة حتى يرد دليل على الحل. ومنها: أنه قد منع من ‏نكاح الحر للأمة، لما يحصل للولد من الضرر بالإرقاق، ولا شك أن الضرر بكونه من جنية ‏وفيه شائبة من الجن خَلقاً وخُلقاً، وله بهم اتصال ومخالطة أشد من ضرر الإرقاق الذي هو ‏مرجو الزوال بكثير، ثم قال: وإذا تقرر المنع، فالمنع من نكاح الجني الأنسية أولى وأحرى".

وأكمل عضو لجنة الفتوى الأسبق: إنما منع زواج الجني من الإنسية لما تقدم، ولئلا تقول المرأة إذا وجدت ‏حاملاً إنها حامل من زوجها الجني فيكثر الفساد. وقال الماوردي بخصوص المناكحة بين بني ‏آدم والجن:‏" هذا مستنكر للعقول، لتباين الجنسين، واختلاف الطبعين، إذ الآدمي جسماني، والجني ‏روحاني. وهذا من صلصال كالفخار، وذلك من مارج من نار، والامتزاج مع هذا التباين ‏مدفوع، والتناسل مع الاختلاف ممنوع".

اقرأ أيضا: الإفتاء تحذر من هذه الأفعال خلال العلاقة الحميمة بين الزوجين

 

وتابع: إن زواج الإنسي بالجنية على فرض إمكانية وقوعه - وهو مستبعد جداً - ‏يترتب عليه مفاسد كثيرة، لقدرة الجنية على التشكل بصورة أخرى، وكيف يثق أن التي ‏تخالطه هي زوجته حقاً، ربما كانت غيرها، ولأن الزواج لا بد فيه من ولي وشاهدي عدل ‏كشرط صحة للنكاح، ولا بد من خلو المرأة من الموانع، وربما تعذر تحقق كل ذلك ‏لاختلاف طبيعة الجن عن الإنس، إلى غير ذلك من الأمور.‏