الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 01:14 صـ 15 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
42 حزب سياسي يقررون دراسة الأثر التشريعي لتعديلات قانون المرور وتشديد الغرامه الماليه محمد عبدالجليل: مهمة الزمالك صعبة في غانا.. ودريمز فريق عشوائي كرونسلاف يورتشيتش يعبر عن سعادته عقب بيراميدز على البنك الأهلي في دوري نايل بشير التابعي للطريق: الأهلي راح الكونغو ”مكسح” ومازيمبي فرقة فاضية أوس اوس من أجل فيلم ”عصابة مكس” في الفيوم هذا ماقالتة هنا الزاهد للجمهور عاجل.. ”كاف” يرد الاعتبار ويصدر قرار صارم بشأن أزمة نهضة بركان واتحاد العاصمة في بيان رسمي لبلبة تستكمل مشاهدها في فيلم ” عصابة مكس” الأرصاد تحذر من رياح مثيرة للرمال والأتربة تصيب القاهرة الكبرى غدًا ياسر إبراهيم: نتيجة مباراة الذهاب أمام مازيمبي الكونغولي خادعة و اللاعبين لديهم خبرات لغلق صفحة مباراة الذهاب محافظ الغربية يتابع الاستعدادات النهائية لبدء تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء سكرتارية المرأة بـ ”عمال مصر” تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بالذكرى 42 لتحرير سيناء

محمد خليفة يكتب: الإدارة الناجحة والتغاضي عن الخطأ

لا أحد معصوم من الخطأ، ومن الخطأ أن نتبع أخطاء الآخرين، فلن تستقر أبدًا الحياة. فالإدارة الذكية هي الإدارة التي تتغاضى عن الخطأ، الذي يمكن تجاوزه تجاوزًا لا يضر بأمانة وسير ونجاح العمل، لكن لعبة العداوات المبنية على تصيد الأخطاء، لن ينتظم بها أي عمل.

وليس معنى التغاضي عن الخطأ، هو الإهمال والتسيب، ولكن أن تكون هناك مساحة من العتاب الإيجابي، الذي يتخلله فقرة من التعليم والتوجيه والتدريب، وليس اصطيادًا، ولا المحاسبة التي تبث الرعب والخوف في صغار الإداريين والقائمين على تسيير العمل.

لا بد أن تكون هناك مساحة من التغافل والعفو والتسامح لتسير الأمور بشكل من الود والاطمئنان، أيضًا، أن نتعلم من الأخطاء، سواء داخل الإدارة أو فيما بين جميع الإدارات، وذلك عند التعامل مع الخطأ على المستوى الإداري أو التنظيمي، وهذا يتطلب توفير المزيد من الشفافية عن الأخطاء، مع خلق حوار مفتوح أساسه الثقة واستثمار الخطأ كفرصة للتعلم، واستراتيجية فعالة لكيفية الخروج الآمن من الخطأ وعواقبه السلبية.

فالإدارة المنضبطة تحتاج في أحيان كثيرة، لمنهجية في التعامل مع الأخطاء، لأن التعامل مع الخطأ يعتمد بدرجة كبيرة على طبيعته وأسبابه، فليس من العدل أن نطبق الإجراء نفسه على جميع الأخطاء.

فلا بد من وجود أساليب في التعامل مع الخطأ، فإن أسلوب التجاهل والتغاضي، قد يكون خطأ وفشلًا إداريًا، فليس من الحكمة إنكار الخطأ، أو السكوت عنه والتستر عليه، أو تجاوزه كأنه لم يكن، ولكن أن تكون هناك مساحة من التغاضي المقصود عن الخطأ، كإتاحة الفرصة للتصحيح والتعليم والمراجعة وعلاج الخطأ والاستفادة منه.

كل التجارب الإدارية والقيادية، تؤكد أن النجاح المثمر المستمر، لا يمكن أن يبنى على رؤية تغض الطرف عن الأخطاء، بل تصححها، مع إعطائها قدرًا من التغاضي الذي لا يضر بالمسؤولية، وإلا أصبح التغاضي أكثر ضررًا وأشد خطرًا.

فالإدارة الذكية، هي التي تتبنى الفكرة والاتجاه السليم في كيفية التعامل مع الخطأ ومع المخطئ، ليقر بأخطائه وتصل به ليتعلم منها.

هنا الإدارة تقوم بدورها الوسطي في التغاضي والتعليم والحساب المعتدل، فدور الإدارة ليس الحساب المبني على العقاب، ولكن مبني على مساحة من التغاضي المبني على الفهم والود، حتى تسير الأمور بشكل صحيح وناجح، بعيدًا عن التعصب الإداري غير السليم.

فإن هذا التوجه لدى بعض الأفراد المخلصين قد يغيب، في ظل أجواء تتعامل مع الأخطاء المهنية تعاملًا ينبئ عن عدم النضج، وعدم الذكاء، وعدم الشجاعة.

لا بد للقيادة أن يكون عندها رؤية واضحة مستنيرة، وسطية بين التغاضي والمحاسبة، ليسير العمل بشكل لائق تسوده المحبة والود والإخلاص والتفاني، تسعى فيه القيادة إلى الاستفادة من الخطأ؛ حيث يتم كشف وتصحيح الأخطاء، والتعلم منها، وعدم النظر إليها بشكل سلبي يعوق العمل؛ لأن من مهام الإدارة الناجحة الوصول بالموظف إلى الشعور بأن المنظومة التي يعمل بها، قد صارت جزءًا من هويته وشعوره الذاتي، وذلك بمنحه الحرية في العمل بشكل من الطمأنينة والود والرحمة.

* نائب المدير العام لنقابة الصحفيين
* باحث ماجستير أكاديمي بمعهد التخطيط القومي