الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 06:53 مـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

إيهاب الملاح يجدد ذكرى نبي المعرفة

عن دار نشر الرواق، يصدر قريبًا كتاب "طه حسين.. تجديد ذكرى عميد الأدب العربي"، للكاتب والناقد إيهاب الملاح، غلاف كريم آدم.

يقول الملاح: "أزعم أنه مع انتباه الوعي الذاتي لكاتب هذه السطور لقيمة طه حسين وأدواره المتعددة والكبرى، أدركت أن قيمة طه حسين الكبرى، في ظني، أنه استطاع في لحظةٍ مبكرة، في السنوات الأولى من القرن العشرين، إدراك لُبِّ الأزمة التي يعانيها مجتمعنا؛ مجتمع يحيا مشكلات عالم قديم في زمن حديث، أدرك طه حسين أننا ندق على أبواب العالم الحديث، ظاهريًّا، ونحن محملون حتى النخاع بقضايا وهموم عالم مضى وانتهى".

واستطرد: "شعرتُ بأن ثمة مسؤولية أدبية وأخلاقية، قبل أن تكون فكرية وثقافية ومعرفية، في ضرورة الإلحاح (بل التشديد في الإلحاح) على إعادة «التعريف»، و«تجديد» التذكير بهذه القيمة التي أعتقد أننا ما زلنا في أشد الحاجة والاحتياج لما مثَّلته من رمز، وأشاعته من معرفة، ودعت إليه من تجاوز شروط التخلف والتراجع الحضاري والمادي الذي كنا نغرق فيه حتى الثمالة!

ومن هنا، اتخذ الاحتفال السنوي بذكرى رحيل عميد الأدب العربي، في الثامن والعشرين من أكتوبر من كل عام، مناسبة حافزة وضرورية على إعادة تأمل وتمثل بل استعادة سيرة طه حسين الإنسانية والفكرية والثقافية، والبحث في جانب أو أكثر من جوانب إنجازاته الضخمة ومسيرة حياته الزاخرة.

وعندما تحل ذكرى الأستاذ العميد، فإن عديدًا من الألقاب والأوصاف يبرز على الفور في الفضاء الثقافي الذي مارس فيه طه حسين إنجازه الضخم؛ لقد وصف بحق بأنه «مؤسس النهضة الأدبية الحديثة»، و«واضع بذور العقلانية والتفكير النقدي في ثقافتنا العربية المعاصرة»، و«أحد الكبار الذين حملوا عبء الحلم بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية الحديثة"

وهذه مجرد أمثلة فقط على ما يصعب حصره واستقصاؤه من الألقاب والأوصاف والتمييزات، بتعدد الأشخاص والزوايا ووجهات النظر التي تناولت حياة العميد أو جوانب من فكره ومشروعه الثقافي والحضاري الزاخر".

وعما واجهه خلال إعداده للكتاب، وكيف احتشد لإنفاذ هذه المهمة الصعبة، والممتعة في الوقت نفسه، يقول الملاح: "في أثناء الرحلة التي امتدت لما يزيد على عشر سنوات، وكنت أتحضَّر فيها لإعداد مادة أو أكثر أو ملف أو موضوع عن طه حسين، كان من المدهش بالنسبة لي أنه مع كل مناسبة تخص طه حسين (ذكرى ميلاده أو وفاته وبينهما شهر واحد)، ويتجدد فيها الحديث عنه، يجد الباحث الجاد والمنقب الدؤوب والمُقلِّب في أوراقه وأعماله مادةً غزيرة جدًّا جدًّا تستأهل إعادة النظر في كل ما تركه من أفكار ومقولات ورؤى، بل وتكتشف زوايا جديدة ومدهشة لقراءة جانب أو أكثر من إرثه الزاخر، تأليفًا وترجمة، تحقيقًا وتقديمًا، مراجعة وتعليقًا، وهجومًا كاسحًا من خصومه، وآراء قوية ومتماسكة تدحض هذه الاتهامات وتأتي عليها من أساسها.. إلخ. وفي خضم ذلك كله؛ كان ثمة أجيال ناشئة، بازغة، واعدة، تتساءل: ومن يكون طه حسين؟ وما أهميته لنا؟ ولماذا يجب علينا أن نقرأه ونتعرف عليه؟

وذلك في مقابل أجيال أخرى، للأسف، تنشأ في سجون الظلامية والتعصب والتطرف، لا تسأل ولا تبحث عن إجابة؛ فهي ترث الحقيقة المطلقة أبًا عن جد! وفي هذه الدائرة لن تجد طرحًا أو سؤالًا عن طه حسين بل وصمًا واتهامًا بالكفر والزندقة والخروج عن الإسلام".

إيهاب الملاح

ويلمس الملاح وترًا حساسًا بقوله: "وبين هذا وذاك، ورغم سيولة المعلومات والانفجار الرهيب في وسائل التواصل والوسائط المعلوماتية، يبقى الرهان على غرس قيمة المعرفة، والبحث عنها، والقدرة على إنتاجها، فضلًا على امتلاكها، وقد كان طه حسين الرائد الذي لم يكذب أهله، أبدًا، فكان نبي المعرفة المُبشِّر بها، والداعي إليها في زمننا هذا".

إيهاب الملاح، صحفي وكاتب وناقد مصري، رئيس القسم الثقافي بمجلة أكتوبر وله عمود ثابت بجريدة الشروق. صدر له عديدٌ من الكتب التي تعالج موضوعات ثقافية وإثرائية متنوعة، أشهرها: "سيرة الضمير المصري"، "شغف القراءة"، "مشاغبات مع الكتب"، "دار المعارف.. 125 عامًا من الثقافة".

للتواصل مع الكاتب