حكاية فتوى دينية حبست المومياوات الملكية لمدة عقود في حجرة مظلمة

تستعد مصر لإبهار العالم من خلال فعالية نقل المومياوات الملكية الفرعونية من المتحف المصري القديم إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، المقرر أن تستمر لمدة ساعة ونصف يوم السبت المقبل، ليخرج الحدث العالمي بصورة مشرفة تليق بمصر.
تم وضع المومياوات داخل حجرة في المتحف المصري بالتحرير بعد حملهم إليه منذ نحو قرن ونصف من الزمان، ولكن بعد فترة قصيرة أغلقها ملك مصر فؤاد الأول، ليتم فتحها لاحقا للجمهور، إلا أن فتوى دينية تسببت في إغلاقها مجددا خلال فترة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وحبسها في حجرتها بعيدا عن أعين الجمهور، حسب الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين.
فتوى دينية تحجب المومياوات عن الجمهور حتى 1993
وأوضح "شاكر" لـ"الطريق" أن المومياوات الملكية ظلت محجوبة داخل المتحف المصري عن الجمهور، بعد فتوى أصدرها الدكتور عبدالحليم محمود، شيخ الأزهر الراحل، بعدم جواز عرض جثامين الموتى على المواطنين، إعمالا بالآية القرآنية التي تتضمن أنّه يجب وضع الموتى في المقابر سريعا، لمنع التمثيل بجثثهم أو عرضها.
فتوى عبدالحليم محمود لاقت حينها دعما كبيرا من المتشددين في فترة صعود التيارات الدينية في مصر، حسب كبير الأثريين، وذلك بحجة أنّه لا يجوز لأحد استخراج جثمان جده أو أفراد أسرته من الراحلين، لإجراء أبحاث عليه ثم عرضه عبر "فاترينة" زجاجية، وصاحب ذلك الفكر دعوات عالية بإعادة المومياوات إلى المقابر، وهو ما اتجه للتنفيذ بالفعل حينها.
اقرأ أيضا: خاص | الآثار: تم الانتهاء من سيناريو العرض بمتحف الحضارة.. ويضم 1600 قطعة
وأكد كبير الأثريين أنه في ذلك التوقيت كان يجري التجهيز لإعادة المومياوات للمقابر، إلا أن المثقفين عارضو الأمر ومنعوا حدوثه، لتظل المومياوات الفرعونية محبوسة في أحد غرف المتحف المصري.
وواصل "شاكر" خلال حديثه أن حبس المومياوات الملكية استمر حتى عام 1993، الذي شهد إزاحة الستار عنها، وتخصيص قاعة لها داخل المتحف المصري، على أن يحفظ كل منهم في صندوق زجاجي لحفظها، بحسب شاكر، لافتا إلى أنه رغم ذلك الجدل الضخم حينها، لكن مازالت توجد الدعوات المطالبة بإعادة المومياوات الفرعونية للقبور حتى الآن.