الطريق
الجمعة 17 مايو 2024 01:14 صـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الأمن المائي خط أحمر.. خبراء مياه دولية يكشفون لـ”الطريق” أسرارا جديدة في أزمة سد النهضة

سد النهضة
سد النهضة

السفير مجدى عامر: بيان إثيوبيا هزلي ولا يستحق الرد أو التعليق

ما تزال أزمة "سد النهضة" الإثيوبي، تلقي بظلالها على الساحة المحلية والإقليمية، وأصبح الحديث دائرًا عن تطورات الأزمة بين الأطراف الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، وخلال الأيام القليلة الماضية تعددت البيانات الرسمية من قبل وزارات خارجية وري الدول الثلاث، والتي أكدت عدم التوصل إلى حلول عملية ترضي دولتي المصب.

وشهدت الأيام الماضية تطورات جديدة في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، حيث عُقدت عدة اجتماعات بجمهورية الكونغو الديموقراطية بعاصمتها "كينشاسا" باعتبارها رئيس للاتحاد الأفريقي الذي يرعى المفاوضات، وقد أعلنت الخارجيتين المصرية والسودانية، عن فشل المفاوضات وتعنت الجانب الإثيوبي، واعتزامه ملء السد بالمرحلة الثانية يوليو المقبل (موسم الأمطار) مع فرض سياسة الأمر الواقع، الأمر الذي أثار غضب الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته لقناة السويس، عقب تعويم السفينة الجانحة وافتتاح مركز الوثائق المؤمنة بالعاصمة الإدارية الجديدة وآخرها لقاءه مع الرئيس التونسي قيس سعيد، مؤكدا أن مصر لن تفرط في نقطة مياه من حقها المائي ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع فعل ذلك، معلقا على ذلك :"مياه مصر.. خط أحمر".

رد الرئيس السيسي

أصدر الرئيس السسيس تصريحات مهمة بشأن تلك الأزمة، وملخصها أن الخيارات كلها مفتوحة أمامنا، ومن الأفضل أن لا يتم المساس بنقطة مياه من حق مصر في نهر النيل، منوها أن آية كتاب الله "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل"، يعتقد الناس أنها القوة العسكرية فقط، إلا أن مفهومها بالنسبة له شامل لكافة الجوانب من الاقتصادية والثقافية والفكرية والمعنوية والعسكرية، والتي يتم تسميتها بـ"الدولة الشاملة" خاصة وأن موقفنا من سد النهضة موقف مشرف واحترمنا رغبة الشعوب في التنمية، والتعاون معنا سيكون أفضل الحلول، مستخدما لفظ "الأشقاء" باعتبارها دولة أفريقية شقيقة.

آراء خبراء الأمن المائي

وتواصلت "الطريق" مع خبراء ومهندسي الأمن المائي والمتخصصين في تلك الأزمة؛ للحديث عن آخر التطورات وآرائهم ومقتراحاتهم في حل الأزمة، وما إذا كانت مصر قادرة على الحل العسكري أم لا:

حيث صرح السفير مجدى عامر، سفير مصر فى الصين ومساعد وزير الخارجية لشئون حوض النيل سابقاً، أن تصريحات الخارجية الإثيوبية لا تعني إلا الكلام الفاضي ولا يستحق التعليق، خاصة وأن تبادل المعلومات التي تتحدث عنه إثيوبيا بشأن تبادل المعلومات كان مفترضا أن يتم منذ 10 سنوات ماضية.

وأشار "عامر" في تصريح لـ"الطريق"، إلى أن إثيوبيا رفضت خلال الفترة الماضية كافة الحوارات والحلول التي تم عرضها، الأمر الذي وصفه بالهزلي ولا يستحق الرد أو التعليق.

اقرأ أيضا: اتصال تأخر 7 سنوات.. المياه تتحرك بين الدوحة والقاهرة

من جانبه، قال الدكتورأحمد عبدالخالق الشناوي، الخبير الدولي بالموارد المائية وتصميمات سدود النيل، إن دعوة ترشيح مشغلي سدود تعني "نصبة مخفية"، وهي طلب مهندسون وفنيون خبراء ببناء السدود؛ لإبداء أرائهم في مدى قوة السد من الناحية الإنشائية أم لا وإبداء الملاحظات من قبل تلك الخبير.

وأشار "الشناوي" في تصريح لـ"الطريق" إلى أن ماحدث في السودان من غرق بالمنازل والزراعات في شهر سبتمبرالعام الماضي 2019/2020، كان سببه انهيار بسد النهضة، منوها أنه يكون هناك تصميمات للسدود إما خاملة أو نشطة والخاملة التي تعني حجز المياه واستهلاكها خلال عام فقط (موسمي) وإلا فسيكون مصيره الدمار، أما النشط فهو الذي يكون بمنطقة متعرضة للزلازل والبراكين، الامر الذي يعني عدم بناء أية سدود أو أبنية ضخمة.

وأضاف الخبير المائي أن فيضان السودان حدث بسبب انهيار سد النهضة، وعليه تحركت أمريكا برئاسة دونالد ترامب، رئيس أمريكا السابق، والذي جلب خبراء في تصميمات السدود الجيولوجية من إيطاليا والذي اكتشف عدم صلاحية بناء السد وفقا للمجسات الكهربائية، وتم إيجاد وجود فوارق أرضية وكهف بعمق 15 مترا، مما أدى إلى حدوث تلك الأزمة وغرق السودان.

وأوضح الدكتورأحمد عبدالخالق الشناوي، أن سد النهضة عبارة عن ركام بطول 1800 م، و150 خرسانة مسلحة فقط وهو يشبه السد العالي، وعند انتهاء ملأَه سيصل إلى 145 م3، الأمر الذي يُصعِب أمر ضرب السد بسبب كمية المياه التي ستغرق السودان والسد العالي.

وأضاف "الشناوي"، أن تصريحات الرئيس السيسي تعبر عن حكمته وإدارته للأزمة، خاصة وأن السياسة العالمية تفرض علينا بعض القوانين الدولية الصهيونية، مؤكدا أن مصر وقيادتها وراء الرئيس السيسي في كافة الحلول، وداعمة له في مختلف المواقف.

موضوعات متعلقة