الطريق
الأربعاء 18 يونيو 2025 11:40 مـ 22 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب

اتصال تأخر 7 سنوات.. المياه تتحرك بين الدوحة والقاهرة

الرئيس السيسي وتميم أمير قطر
الرئيس السيسي وتميم أمير قطر

الأمير تميم بن جمد يتصل بالرئيس السيسي مهنئأ بحلول شهر رمضان مبارك

خبراء: خطوة لرأب الصدع خاصة بعد محاولات التقارب التركي مع القاهرة

 

بين عشية وضحاها تتغير المعالم السياسية الدولية، فالأوضاع الخارجية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمصالح هي التي تحكم في علاقات الدول مع بعضها بعض، فمنذ بداية أزمة قطع العلاقات (المصرية – القطرية) تعيش الأخيرة في حالة تحريض ضد الدولة المصرية سواء عبر منابر الإخوان لديها أو عبر منصة قناة الجزيرة التي خصصت أكثر من 99% من وقتها للهجوم على مصر.

بالعودة لأسباب الخلاف من قطر يتبين أن القاهرة طفح بها الكيل مع التدخلات السافر للدوحة في الشأن المصري وتأييد إمراء قطر وتسخيرهم للمال للعناصر الإرهابية وزعزعة الاستقرار في مصر والعالم العربي ما استدعي العرب لمقاطعة جماعية لامارة السوء وانضمن كل من السعودية، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، واليمن، وجزر المالديف، جزر القمر، موريتانيا، الأردن، جيبوتي، إلى المقاطعة بجانب مصر في يونيو من عام 2017، بسبب الانتهاكات التي تسببت فيها قطر، ودعمها للجمعات الإهابية في مختلف البلاد بدعم وتأييد تركي.

 

مقاطعة الخارجية المصرية لقطر

في يوم الـ5 من يونيو 2017، قررت الحكومة المصرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معادي لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثناءه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، بالإضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلا عن إصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية وفق مخطط مدروس يستهدف وحده الأمة العربية ومصالحها.

كما أعلنت جمهورية مصر العربية غلق أجوائها وموانئها البحرية أمام كافة وسائل النقل القطرية حرصاً على الأمن القومي المصري، وستتقدم بالإجراءات اللازمة لمخاطبة الدول الصديقة والشقيقة والشركات العربية والدولية للعمل بذات الإجراء الخاص بوسائل نقلهم المتجهة إلى الدوحة".

 

انهيار قطر بسبب الإخوان وتركيا

نقترب في العام الحالي 2021 على 4 سنوات ونصف على مقاطعة الدول العربية لدويلة قطر، الأمر الذي آثار متخصصين الاقتصاد والسياسة الدولية في تقدير الخسائر التي تكبدتها قطر بسبب تلك الأزمة، والتي قُدرت بنحو التريليون دولار؛ وذلك بسبب الأموال الطائلة التي صرفتها قطر في دعم الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، إضافة إلى استحواذ تركيا على قطاع كبير من الاستثمارات واتفاق بين الجانبين على المبادلة بنحو 15 مليار دولار، إلا أن فشل مخططهم في الحصول على دورٍ إقليمي ودولي في مصر، بدء من ثورة الـ25 من يناير وصولا بأحداث "رابعة العدوية".

وأشار بيان إحصائي دولي لوكالة التصنيف الائتماني "فيتش"، إلى أن قطروجدت الدوحة نفسها نتيجة سياسة المكابرة والعناد والارتماء في أحضان إيران وتركيا اللتين تعاملا مع ورطتها بمنطق الغنيمة، في أزمة هي الأسوأ في تاريخها، مقدرين حجم خسائر هائل؛ بسبب ارتفاع في مستوى التضخم، وهروب الاستثمارات الأجنبية وتحول كبرى الشركات من المكاسب الهائلة لخسائر غير محتملة، بالإضافة للتداعيات الاقتصادية لأزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" والأموال التي تم صرفها على مونديال كأس العالم 2022.

 

طرف الخيط في عودة العلاقات

وفي يناير من العام الحالي 2021، دعت السعودية إلى قمة العلا لتحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، وتم التوقيع على البان من قبل السفير والوزير سامح شكري وزير الخارجية، حتى تم عقد اجتماعا في فبراير من العام ذاته بين وفد رسمي من مصر وقطر بدول الكويت؛ مرحبين بخطورة مسار بناء الثقة بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك.

اقرأ أيضا: أمير قطر يهنئ الرئيس السيسي هاتفيا بحلول شهر رمضان

عودة العلاقات مع قطر

وفي مطلع العام الحالي وقعت مصر وقطر مذكرتيَّن رسميتيَّن، وتم الاتفاق بموجبهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين واستئناف عمل الدبلوماسيين أعمالهم بكل دولة، حتى تعرضت مصر لحادثة قطاري الصعيد والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 25 شخصا وإصابة المئات، الأمر الذي دعا أمير قطر، تميم بن حمد إرسال برقية عزاء إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي في ضحايا الحادث.

رمضان يجمع تميم والسيسي

وأخيرا وليس بآخرا، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، برقية تهنئة من قبل أمير دويلة قطر؛ بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك منتصف الأسبوع الحالي، متمنيا له ولجموع الشعب المصري الصحة والعافية والسلامة، ولا يزال السؤال مطروحا.. هل تعود العلاقات بين البلدين كما كانت في الماضي وتغلق صفحات دعم الإرهاب وتتخلى قطر عن سياستها أم سيستمر تعنتها؟.. وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.

موضوعات متعلقة