الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 06:35 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ميرنا رضا: ألسنتهم مساجد وقلوبهم معابد يهودية

أمامك كأنهم ملائكة، وخلفك أخبث من سبعين شيطان، ألسنتهم مساجد وقلوبهم معابد يهودية، هكذا الناس في حياة بعضهم البعض، نري كثير من العلاقات والأشخاص مع اختلاف مسمياتهم في حياتنا أمامنا كأنهم ملائكة يحبونك ويحبون إظهار حبهم لك بالكلام قد يشعروك بالحيرة والجنون من كثرة الحنان الذي تجده منهم، ولكن كلما اقتربت من هذه الشخصيات ستكتشف الحقيقة ستكتشف كم الغل والحقد الذي يظهر في عيون هذه الناس، لن نقول إن كل البشر هكذا لا فكما قال رسولنا الكريم " الخير في وفي أمتي إلي يوم الدين"، لكن نحن نتحدث عن فئة أصبح أغلبنا يتعرض للتعامل معها يومياً، هذه الشخصيات التي يغلب عليها طبع النقص والغل والحقد، والنقص هو الشعور بالضعف وقلة الحيلة والاعتماد على الغير والاتكالية، لاحقا يمكن أن يزداد هذا الشعور عن طريق المقارنة مع الإخوان والأخوات والرفقاء وشريك الحياة، وصف الطبيب النمساوي "ألفرد أدلر" أسلوب النقص بأنه "أسلوب الحياة"، وأعتبر أن كل إنسان يولد وعنده درجة ما من الشعور بالنقص، والتي تبدأ حالما يبدأ الطفل بفهم وجود الناس الآخرين والذين لديهم قدرة أفضل منه للعناية بأنفسهم والتكيف مع بيئتهم، مما يعطيه القوة الدافعة لتطوير قدراته وتجد البعض يتخلص من هذا الشعور بتقدمه في حياته وصنع مستقبل واعد له، والشعور بالنقص قد يفقد الناس أصدقائهم وأحبابهم.

وقد تجد علاقات زوجية انتهت لهذا السبب، من السهل التعامل مع الإنسان الغاضب ولكن من الصعب أن تتعامل مع إنسان يشعر بالنقص اتجاهك أو هناك شخص في حياته يشعر بالنقص بسببك، ليس عليك أن تختبأ فقط أختر خليلك وشريك حياتك بحكمة وأختر من يستحق نجاحك ويفتخر بكونك ناجح، أختر من يحاول بناء مستقبل يتماشى مع مستقبلك حتي تكونوا فخر يوماً ما لأولادكم، وأعلم أن لا أحد يحب أن تكون أفضل منه حتي لو شريك حياتك ف عقدة النقص تؤثر علي الطبع البشري أغلب الوقت.

أما الغل والحقد فهم من أسوء الصفات التي تجدها في الطبع البشري، فالشخصيات التي تتسم بهذه الصفات لا يتمنون الخير لغيرهم، بل نجدهم يتمنون فشلهم و زوال نعم الله من عليهم، يبنون مستقبلهم علي حطام الأخرين اعتقاداً منهم بأن فشل الأخرين هو نجاح لهم، يحطمون الناس نفسياً ويؤذونهم اجتماعياً، منهم من تستطيع أن تعرفهم من أسلوبهم، ومنهم من يتلونون كالحرباء في حياتك أمامك ملائكة يتمنون أن تكون بخير وخلفك شيطان يحاربك ويسعون للقضاء عليك، أفعالهم كإبليس يوسوسون لمن تعرفهم ويحبونك بصفات ليست بك حتي يرضوا طبع النقص وينفذوا طبع الحقد، فئة زادت في مجتمعنا لن تستطيع أن تفلت منهم بل ستقع ضحية لهم في أغلب وقتك، كل ما عليك هو أن تقرأ عيون البشر فلغة العيون دائماً صادقة.

في حقيقة البشر ونوايا الناس لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي، كلما اقتربت من الشخص وبحثت عن أفعاله قد تنصدم إلي أبشع الدرجات فمدعي التقي قد تجده شارب الخمر والممنوعات من خلفك كاذب في كل ما يقول، وليس كل من قال أعمل فهو يعمل والكاذب يكذب في كل شئ حتي مشاعره تجاهك، وليس كل من قال الله يعرف كيف يعاملك بما يرضي الله، صدقوا الإشارات وأمشوا ورا العلامات وصدق ما قاله لك قلبك.