الطريق
السبت 20 أبريل 2024 10:38 صـ 11 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

  إعدام الفكر الإخواني .. ممر للتنميه

أستقبلت شوارع المحروسه حكم محكمة مصر العليا بعد طول انتظار شديد بقطع روؤس الفكر الخرابي الذي يعدم التنمية ويمحيها بحجج واهية زاهية زاهدة يصعدون الشعارات مكبرين ومهللين بأسم الدين والدين من فكرهم براء فهؤلاء المخادعون المنافقون أصحاب هذا الفكر الدموي المتصارع والمنقسم علي نفسه لا يفكرون إلا بأنفسهم ومن معهم ومن يواليهم ومن يمولهم . وامامنا مثالا يحتذي به في ذلك ومدي تأثيره علي باقي الامم من حوله في حقبة ليس بقصيرة بل قد تتجاوز الربع قرن من الزمن عشناها معا في هذه الفترة العصيبة التي تمكن وتشعب هذا الفكر الخرابي فكر الهرج والمرج بدولة السودان الشقيق في الفترة التي حكمها وشد وثاق أمورها السيد البشير حيث حكم عمر البشير السودان لمدة ثلاثون عاما بدأت عندما استطاعت الجبهة الإسلامية بقيادة عمر حسن البشير السيطرة على مقاليد الحكم في السودان بانقلاب 1989 المسمى ثورة الإنقاذ التي جاءت بإسلاميين للحكم ومن ثم تحول الاسم من الجبهة الإسلامية إلى حزب المؤتمر الوطني الذي اعتبر وعاء يضم جميع الطوائف والأديان السودانية، كمثال لحزب الحرية والعدالة وظلت السودان منذ ذلك الحين هالكة متهالكة في حروب ونزاعات وتفرقات وجماعات ولم يتحرك لها ساكن قابعة علي نفسها خاوية علي عروشها محتفظة بردائها القديم المتهالك الذي البسها ايها ملكها المبجل ملك مصر والسودان .

عاشت السودان عصور من الظلام مع هذا الفكر القاتل الذي يؤجج الصراعات ويسوده الهرج والمرج والاختلافات والتناحرات والمشدات والتعصبات والازمات التي توقف الإنسان علي أن يفكر في اهتماماته الشخصية فالحالة التي يصنعها هذا الفكر هو الارتباط الدائم والولاء للجماعه ونسيان الشعب الامه الرعية الأمر الذي يؤدي بصورة طبيعة الي الاهمال والرعونة في اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية والحتمية لحماية مقدرات الشعب والحفاظ علي الوطن وعدم تفكيكه وتحوله الي دويلات متصارعه متناحره ليس منها رجاء هكذا هم وهكذا افكارهم.

فلم تستفيق دولة السودان من كبوتها الفكريه القائمة علي فكر متجمد الا عندما وقعت اتفاقية نيفاشا للسلام عام 2005م التي ألغت حكم الشريعة في الجنوب وسمحت بالتعاملات الربوية هناك وأفسحت المجال للحريات المدنية بالبلاد.

ظلت السودان محتفظة بالعصر القديم حتي يومنا هذا فليس هناك اي مظاهر للتقدم والحضارة والرقي فليس هناك إلا خط وحيد لقطار واحد وحيد يمر . مازال السودان الشقيق حتي يومنا هذا يعتمد علي احتياجاته المائيه من خلال خزان بالمنزل يملا اسبوعيا من خلال شرائك له ليس هناك صرف صحي بالسودان ليس هناك شبكة طرق ومواصلات ليس هناك مترو ( ولا حتي كارفور ) .

الحياة رغم بساطتها إلا أنها تحمل كثيراً من العناء والعذاب والتفكك والتناحر.

تأثرت الاوضاع كثيراً بمصر من هذه الاجواء التي تدور من حولها ففي ظل هذه الفترات استطاعت جماعة الذئاب من شد وثاقها وتقوية مراكزها المالية والادارية والقتالية وتشعبت كعنكبوت افرد خيوطه الهينة المترامية الطويلة واوصلت اذرعها بعناصرها الجهادية والتكفيرية من الجماعات المتعددة المختلفة الأسماء والشعارات المتحدة فكريا فعندما تمكنت الجماعه من تقوية نفسها وامتلاكها لاذرع سياسية مكونة عناصر لها بغرف اتخاذ القرارات الهامة للتنميه فتأثرت مصر كثيراً وتراجعت في أخر فتراتها مرورا بعام حكمهم الذي لم يختلف كثيراً عن دورهم بدولة السودان الشقيق فثارت النزاعات وكثرة الاختلافات وسالت الدماء وتزعزت المؤسنوات

أصدرت محكمتنا الشامخة محراب العدالة والعدل حكمها بقطع روؤس هذا الفكر بعد صبر طال انتظاره لسبع سنوات بعد أن زاد فجرهم وثبت يقينا خيانتهم لشعبنا المترابط بقتلهم لجنودنا وشبابنا وتعديهم علي الحرية العامة وفرض السيطرة واستعمال القوة وحيازة الاسلحة وزعزت امن وسلامة الوطن والتهديد والوعيد لجنودنا .

فكان لابد أن تتخذ الدولة المصرية ممثلة في قيادتها المصرية بجيشها وشعبها الواعي المدرك لهذا الفكر الغريب علينا خطوات جدية نحو القضاء علي هذا الفكر بأستخدام شتي طرق التطهير لحماية امننا القومي وتقويم من يستقيم .

استطاعت القيادة المصرية بعد القضاء علي حكم الاخوان ومحاربة عناصرهم بدولة السودان الشقيق بثورة شعبية ضد البشير ان تقرب وجهات النظر بالملفات الدولية المشتركه بعد أن كان موقفهم ضدنا علي حساب الشعب السوداني فلم يراعي البشير خطورة السد علي بلاده لولائه لجماعته التي تخوض حربا دروسا بمصر بعد أن لقنهم الشعب المصري درسا في الترابط والتلاحم بعد فشل مخططهم الدموي للتفرقه الذي قابله الشعب المصري بكثيرا من التضحيات والوفاء ليعطيهم درسا في الخيانة والوفاء لشعبهم.

... حما الله مصر بشعبها وجيشها وترابطها ووحدتها ...

... والله الموفق