الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 01:38 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ميرنا رضا تكتب: ”ياما في الجراب يا حاوي”

قرار اختيار الشريك ده يبقى أهم وأصعب قرار من الممكن أن تأخده في حياتك، لأنه يجعلك تعيش مع شخص طوال عمرك وفي حال قررت الانفصال عنه سوف يكلفك ذلك الكثير نفسياً ومعنوياً، فتضطر لأن تختار صفات مهمة وتتنازل عن صفات تبقى أقل أهمية بالنسبة لك وتقبل عيوب، فضلا عن أن أغلب القرارات بعد ذلك في الحياة تكون معا.

ومع كامل احترامي لمؤيدي أن "الحب يصنع المعجزات" ولكن التقارب الفكري والمستوي الاجتماعي والمادي من وجهة نظري يحكمون علي مدى استمرارية العلاقة من عدمها جائز من الحب نفسه، فمنظور الحب تغير وبقي شئ نسبي، أحياناأ يقل ويزيد علي حسب الحالة المزاجية، القلوب ليست ثابتة والمشاعر يمكن أن تتغير في أي لحظة، يبقي الاختيار الأنسب المبني علي أسباب عقلانية مع المشاعر هو العمود الصلب لاستمرارية العلاقات.

يعتقد الشباب والفتيات دائما أن أساس الزواج الناجح والسعادة هو اختيار شريك حياة مناسب فقط متوافق نسيباً فى الطباع والصفات والحب، ويتناسوا المودة والرحمة، ووفقا لدراسة أجرتها جامعة "ولاية ميشيغان" في مجلة البحث في الشخصية، فإن المكون الرئيسي لعلاقة مُرضية هو شريك لطيف طيب يتحمل الطرف الآخر وقت الظروف الصعبة أو المرض أو حالة المزاج السيئ، ومدى حرصهم على مراعاة مشاعر الآخرين، قام الباحثون بدراسة 2500 من الأزواج من جنسين مختلفين تم زواجهم لمدة 20 عامًا، واكتشفوا أن الاهتمامات المشتركة لم تكن العنصر الأول في العلاقة المُرضية على الرغم من ما يعتقده الكثير من الناس، فمجرد وجود شريك "لديه ضمير ولطيف ورحيم ويتحمل المسؤولية" يؤدي إلى علاقات أكثر سعادة، وقال "بيل تشوبيك" أستاذ علم النفس المساعد بجامعة "ميتشيغان" في بيان "يستثمر الناس الكثير من الوقت والجهد في العثور على شخص متوافق ويعملان علي إنشاء رابط الحب بينهم، لكن بحثنا يقول إن هذا قد لا يكون كل شيء بدلًا من ذلك، قد يرغب الناس في طرح السؤال" هل هو شخص لديه ضمير؟" "هل يتحمل المسؤولية؟"، "هل قادر علي اتخاذ القرارات أم تابع لمن حوله؟" هذه الأشياء تهم أكثر من حقيقة أن شخصين من ألطف الشخصيات علي الكوكب اجتماعا وقررا الزواج".

وبحديثنا عن قرار اختيار شريك حياتك دعونا نحاول أن نساعد الفتيات قليلاً، وبالاختلاف عن الآخرين فلن نقول لكن "كيف تختارين شريك حياتك صح"، لا هنقول لك "كيف لاتختاري الشخص الخطأ".

فكما يقولوا في الأمثال: "علي الأصل دور"، بمعني "الخلفية الأسرية" أي التوافق وسوء التوافق في الزواج يبدو وكأنه ميراث اجتماعي تملكه الأسر جيلاً بعد جيل، ذلك أن الفرد يتوافق في الزواج أكثر إذا كان والده قد عاش حياة زواجية موفقة، لأن علاقات الحب والدفء العاطفي التي عاشها أثناء الطفولة والمراهقة يميل إلى تكرارها والتمسك بها مع شريكته في الحياة الزوجية، و"الطبقة الاجتماعية" بحيث أن الطبقة الاجتماعية الدنيا أقل الطبقات استقراراً في الزواج، وهذا يرجع إلى تدهور المستوى الاقتصادي، أما الزواج الذي يتكون من زوجين غير متماثلين من حيث الثقافة والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والديني فإنه يلزمه المزيد من الجهود بقصد إحداث التكيف ولن يحدث هذا التكيف في أغلب الأوقات بسبب عامل النقص الذي يصيب الرجل، والذي يرفض نجاح زوجته أو كونها أفضل منه في المستوي الاجتماعي والثقافي ولذلك عزيزتي الفتاة عند اختيارك لشريك حياتك عليك أن تبحثي عن أسرة سوية نفسية في نفس مستوي أسرتك وثقافتها لتتجنبي المقارنات التي ستحدث من خلفك والتي ينتج عنها أنك فتاة قوية تتحمل المسؤولية، وأنت المظهر الخارجي الرائع لهم، سيتباهون بك أمام الناس، ولكن لن تستطيعي أن تستمري في هذه العلاقة، لأنك سوف تشعرين أنك "الأيقونة" التي يضعونها داخل بيت من الزجاج عرضاً للعائلة والمعارف وعند حقوقك ف عذراً شعور النقص سيسود المشهد والنتيجة لن تكون مُرضية لكي.

وكما قال المثل أيضا "اللي تفتكره موسي يطلع فرعون"، عزيزتي الفتاة الرجل الطيب المُسالم الحنين يطلع زي الأفلام أما "خائن" أو أنك لا تعرفي عنه شئ، المظهر السلوكي الظاهري للشخصية قد يعكس لكي بعض ما يدور من خلفك والعلامات هي إشارات لكي للمستقبل، فالتعاون والتضحية والقبول، تحمل المسؤولية وقيام كل طرف بدوره، هي عوامل استمرار العلاقة، ومؤخراً ظهرت ظاهرة وهي أن الفتاة تقوم بدور الرجل من كل الجوانب من شغل وتجهيز وبحث وتحمل أعباء مادياَ واجتماعياً والرجل نائم في البيت منتظر عودة الفتاة من العمل، مثل الطفل الذي ينتظر والدته لتعطي له المصروف، وتعد نجاح إي علاقة هي مُحصلة لطبيعة التفاعلات المتبادلة بين الطرفين في جوانب متنوعة منها، التعبير عن المشاعر الوجدانية للطرف الآخر، واحترامه هو وأسرته، والثقة فيه، ومقدار التشابه أو التقارب في القيم والأفكار والعادات، ومدى الاتفاق حول أساليب تنشئة الأطفال، وأوجه الاتفاق على ميزانية الأسرة، إضافة إلي أن يكونوا نفس المستوي التعليمي ونفس المستوي المادي ونفس الطابع الديني، وإذا كان الإنسان في حاجة إلى التوافق في الحياة ومجالاتها المتعددة والمختلفة، فما أحوجه إلى التوافق في مجال هو من أكثر وأهم مجالات الحياة كافة، ألا وهو الزواج، فيجعله أكثر رضاً عن نفسه وعن أسرته، وذلك لأن التوافق في مجال الحياة الزوجية قد يتيح الفرصة للفرد من أجل إقامة حياة سعيدة مفعمة بالسكنية والمودة والرحمة والتفاهم.

ومن أخطر الأساطير والحكايات التي تحكي عن خراب العلاقات، هي التفتيش خلف الطرف الأخر، فيقول علم النفس إن البحث خلف أي شئ سيصيبك بشرخ في روحك من الصعب أن يعالجه الزمان، لأنه حُفر في عقلك الباطن، هناك قصة سوف تفقدك ثقتك في نفسك لفترة من الوقت، وهناك قصة ستنضج من بعدها عند اكتشافك أنك كنت تتعامل لأعوام مع شخص بوجه الملاك وأخلاق إبليس، والشخص الكاذب لن يكذب عليك أنت فقط بل يكذب علي كل من حوله، من يكذب مره يكذب ألف مرة، ومن يبحث خلفك ف هو من يخبئ شئ وقتها أعذري برائتك علي ما اكتشفت، فليست كل البشر تستحق أن تتعاشر، أعذري براءة الأطفال داخلك حين يتم خداعك لأعوام وفي لحظة تكتشفي الحقيقة، فلا تحاولي أن تصدقي أسلوبهم المراوغ في خداعك بأنك الخطأ، فشلهم سيرموه علي أنه خطأك، وعديمون الضمير سيشعرونك أنك علي أرض غير مستقرة، ف عند شعورك أنكي في علاقة تستنفذ روحك، وقتك، وعقلك، فعليك بتركها فوراً، وإذا وجدت العلاقة تسير عكس الطبيعي فاتركيها، وإذا شعرتي أن المكان لا يناسبك فعليك بالرحيل، العوض أتي لا محالة.