عيد لبيب.. حكاية سقوط «حوت الاستثمار» وتشريد 1600 عامل

نهاية العام الماضي خرجت تقارير صحفية تشير إلى اعتزام مجموعة عيد لبيب للملابس الجاهزة الحصول على قطعة أرض فى المنطقة الصناعية بمدينة ملوى الجديدة فى إطار توسعها فى النشاط الصناعى بالمدن الجديدة. لم تمر سوى أشهر قليلة حتى انهدم المعبد على رؤوس الجميع.
الشهر الماضي، ألقى ضباط مباحث تنفيذ الأحكام بمديرية أمن القاهرة القبض على رجل الأعمال عيد لبيب بالتجمع الخامس؛ لتنفيذ عدة أحكام صادرة بشأنه، حيث سبق له إصدار العديد من الشيكات بدون رصيد، وأيضا حكم خاص بالحجز على بعض الممتلكات.
مصير مجهول يواجهه "حوت الاستثمار" -كما يطلق عليه البعض- بينما يصرخ 1600 عامل بمصنع "وردة تكس" طلبا للحصول على حقوقهم بعد حرمانهم من رواتبهم وفصلهم تعسفيا وإغلاق المصنع.
مأساة بدأت في شهر ديسمبر الماضي، لاحظ العمال تأخر الرواتب ثم تخفيضها ثم تجزئة صرفها. شهر تلو آخر من المماطلة حتى بلغت مستحقات العمال 4 أشهر. راحوا يطالبون برواتبهم، فرد عليهم عيد لبيب "اصبروا.. عليَّ أحكام جنائية بعشرات الملايين" مطالبًا إياهم "اقفوا جنبي الفترة دي".
بمرور الوقت ازدادت الأمور سوءا، تراكمت مديونية المصنع للمرافق (غاز- كهرباء –ومياه) بملايين الجنيهات ما تسبب في توقف عجلة الإنتاج نظرا لعمل المصنع بقدر كثيف من للطاقة.
اقرأ أيضًا: الداخلية تكشف ملابسات سرقة جواهرجي بعين شمس
أثرت الميديونات بالسلب على 1600 عامل الذين فوجئوا بإلقاء تعاقدات وسائل الانتقال، ليضطر العمال للتحرك من منازلهم إلى مقر المصانع بالعاشر من رمضان على نفقتهم الخاصة ليصطدموا بواقع مرير. أغلق المصنع أبوابه دون سابق إنذار، بات العمال بين مطرقة عدم الحضور فيعتبر منقطعا عن العمل وسندان الغلق ذاته.
مع استفحال الأمر، بدأ العمال يقدمون شكاوى جماعية بمكتب العمل ليسقط قناع عيد لبيب ويظهر بوجه حقيقي طالما أخفاه عن الجميع. سب وقذف ووعيد مرددا عبارته الشهيرة "اخبطوا رأسكم في الحيط".
لم يجدي استعانة العمال بمكتب العمل فقرروا اللجوء إلى القضاء في انتظار صدور أحكام واجبة النفاذ بينما تعاني أسرهم ضيق الحال ما بين مصروفات دراسية ومتطلبات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب فيما ينشر "حوت الاستثمار" صوره ممسكا بأسماك من حصيلة رحلات صيده.
محاولات مضنية بذلها 1600 عامل تشردت أسرهم؛ بحثا عن حق ضائع قد يساعد القبض على "لبيب" في إعادته لأصحابه.