الطريق
السبت 18 مايو 2024 09:04 مـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عاجل… الصين تسعى لإزعاج الغرب بتعيين أول مبعوث خاص للقرن الإفريقي

الرئيس الصينى
الرئيس الصينى

حملت زيارة وزير خارجية الصين الأخيرة إلى إريتريا وكينيا وجزر القمر، في طياتها مفاجأة من خلال الإعلان عن أول مبعوث سياسي خاص للصين إلى القرن الإفريقي، والذي قد يمثل تحولًا محتملًا في سياسة الصين المتمثلة في عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وكان وزير الخارجية الصيني، "وانغ يي"، قد أعلن خلال جولته في إريتريا وكينيا وجزر القمر، الشهر الجاري، تعيين مبعوث خاص؛ لتعزيز الاستقرار الدائم والسلام في القرن الإفريقي، حيث تشهد المنطقة تفاقم العديد من الصراعات.

تعيين مبعوث خاص لتعزيز عملية السلام في منطقة القرن الإفريقي

ولا يزال من غير الواضح شكل الدور الذي ستمارسه "بكين" من الناحية العملية بتلك المنطقة، وما إذا كان المبعوث الجديد سيلعب دورًا في محادثات السلام بتلك الدول من عدمه، وأنه يمكن النظر إلى القرار الصيني باعتباره محاولة لإزعاج الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، التي تعثرت جهودها الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية في إثيوبيا، وحماية الانتقال الديمقراطي في السودان إلى حد كبير.

يذكر أن وزير الخارجية الصيني قد وجّه انتقادات بشكل غير مباشر للولايات المتحدة الأمريكية خلال زيارته لإثيوبيا، الشهر الماضي، قائلًا: "نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا، كما نعارض أي تدخل من قوى خارجية في الشؤون الداخلية للدولة".

وفى الوقت نفسه وصل المبعوث الأمريكي الجديد "ديفيد ساترفيلد" بالإضافة إلى مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية "مولي فيي" إلى السودان وإثيوبيا، الأسبوع الماضي، لإجراء محادثات بشأن الأزمات السياسية التي تشهدها تلك الدول.

توفير حماية أفضل لاستثماراتها في منطقة القرن الإفريقي

والسبب الأكبر وراء تعيين الصين لمبعوث خاص بالمنطقة هو توفير حماية أفضل لاستثمارات الصين في منطقة القرن الإفريقي، خاصة في ضوء تصاعد أعمال العنف بالمنطقة، وتجدر الإشارة إلى أن الصين لا تزال أكبر مقرض للكثير من الدول في منطقة جنوب الصحراء، حيث تمثل القروض الصينية حوالي خمس إجمالي القروض، فقد بلغ الإقراض الصيني السنوي أكثر من 29 مليار دولار في عام 2016، على الرغم من تراجعها في عام 2019 إلى 7.6 مليارات دولار.

الصين لا تزال أكبر مُقرض للكثير من الدول في منطقة جنوب الصحراء

وتٌعد إثيوبيا من أكبر المتلقين للقروض والاستثمارات الصينية، والذي يشمل تمويل خط سكة حديد من "أديس أبابا" إلى جيبوتي، وكذلك توسيع مطار العاصمة الإثيوبية.

وفي هذا الصدد، أوضحت الباحثة غير المقيمة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، "هانا رايدر"، أن الصين تتجه للتركيز على قضايا الصراع والسلام والأمن، على الرغم من عدم كونها أولوية سياسية للصين في بداية الأمر، لاسيما في ضوء التوسع في الاستثمارات الصينية بالمنطقة، حيث تواجه الشركات الصينية صعوبة في الاستمرار في الدول التي تشهد صراعات.

والجدير بالإشارة أن "شي جين بينغ" منذ أن أصبح رئيسًا في عام 2012، اتجهت الدولة الصينية للتخفيف من سياسة عدم التدخل التي التزمت بها رسميًّا لأكثر من 60 عامًا؛ حيث أقامت "بكين" في عهد "شي جين بينغ" أول قاعدة بحرية خارجية لها في جيبوتي، كما أقرت قانونًا يسمح بالتمركز للجنود في الخارج.

اقرأ أيضا: المعارضة تفشل في جمع توقيعات لعزل رئيس فنزويلا

ومع ذلك، أعلن الرئيس الصيني خلال منتدى التعاون الصيني الإفريقي في نوفمبر الماضي أن "بكين" ستخفض حجم القروض للقارة بمقدار الثلث على مدى السنوات الثلاث المقبلة إلى 40 مليار دولار، من جهة أخرى، ورحَّبت بعض دول القرن الإفريقي بشكل عام بالنهج الصيني نحو تعيين مبعوث خاص، خاصة بعد أن فرضت "واشنطن" عقوبات على إثيوبيا وإريتريا العام الماضي، فقد أكّد الوزير الصيني دعم حكومته لحكومة وشعب إثيوبيا، وذلك خلال زيارته للبلاد.