الطريق
الأحد 5 مايو 2024 04:29 مـ 26 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
جامعة طنطا تحصد المركز 548 عالميًا والثاني محليا في مجال الهندسة والتكنولوجيا محافظ الغربية يقدم التهنئة لأقباط المحلة وسمنود ويوزع هدايا الرئيس جناح مصر يستضيف توقيع ومناقشة كتاب ”الألم والأمل” بمعرض أبو ظبي وزير الاتصالات يشهد توقيع تعاون لتطوير تطبيق أتمتة ضمان الجودة فى مراكز الاتصالات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى خطاب السيسي يسيطر على مناقشات اتحاد عمال تحالف الأحزاب المصرية نائب محافظ البحيرة تزور الكنيسة الإنجيلية وتقدم التهنئة للإخوة المسيحيين بعيد القيامة المجيد لليوم الثالث على التوالي.. استقرار أسعار الذهب في مصر وعيار 21 بـ 3065 جنيهًا نائب محافظ البحيرة تقدم التهنئة للإخوة المسيحيين بعيد القيامة المجيد بمقر مطرانية البحيرة شون وصوامع البحيرة تستقبل 101481 طن قمح العجواني: لقاء شيخ الأزهر مثمر.. والإمام الطيب يولي اهتمامًا كبيرًا بدعم الطلاب الأجانب محافظ الغربية يتابع حملات النظافة وجاهزية محيط الكنائس لعيد القيامة وشم النسيم الأمين العام المساعد للجهاز العربى للتسويق يكشف مزايا إطلاق صندوق للاستثمار الصناعى

رئيس «حقوق الإنسان» في البرلمان العربي: السيسي أنقذ مصر.. ومنظمات مشبوهة تحاول تشويه الحقيقة

محرر الطريق خلال الحوار
محرر الطريق خلال الحوار
  • بدون أمن واستقرار لا قيمة للحديث عن حقوق إنسان
  • استقرار مصر ضرورة لضمان أمن المنطقة
  • توقف التدخل الإيراني في اليمن ضرورة لضمان أمن المنطقة
  • لا يجب أبدا أن يترك العراق فريسة للنفوذ الايراني
  • السيسي أحدث نقلة نوعية في حقوق الإنسان والاهتمام بذوي الدخل المحدود
  • مصر أكثر الدول التي تواجه تقارير مسيئة بهدف الاستخدام السياسي أكثر من الحقوقي
  • الحوثيون لا يؤمنون إلا بالعنف وينطلقون من أيدلوجية عقائدية متطرفة
  • الإيرانيون لم يقدموا نموذجًا يحترم في أي دولة
  • نحلم في اليمن بوطن يسع الجميع

تقارير مغلوطة متعلقة بحقوق الإنسان تستهدف مصر من حين لآخر، تصور لـ المجتمع الدولي أن الوضع ليس على ما يرام، بخلاف الحقيقة تمامًا، بحثًا وراء الهدف من وراء تلك التقارير، حاورت «جريدة الطريق» علوي الباشا بن زبع رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العربي وعضو مجلس الشورى اليمني، والذي كشف عن رؤية البرلمان العربي للأوضاع الحقوقية في مصر، وكذلك نظرته للأوضاع في اليمن الشقيق، والمنطقة. وإلى نص الحوار:

-

كيف تقيمون حقوق الإنسان في عالمنا العربي عموما، ومصر بشكل خاص؟

يمكننا القول إن حالة حقوق الإنسان في الدول العربية أفضل من ذي قبل، لكننا نطمح في أن تكون أكثر تطورًا، وهي في واقع الأمر أفضل بكثير عما تصوره بعض المنظمات الدولية للناس عن حقوق الإنسان في بلداننا العربية، وذلك ليس إلا لأغراض سياسية وأحيانا لسوء اختيار مصادر المعلومات مثل المنظمات التي تهول الأوضاع في بعض الدول بشكل غير عادل وأحيانا غير عقلاني .

جمهورية مصر العربية الشقيقة تستهدف أحيانا من منظمات معنية بحقوق الإنسان، لأنها للأسف الشديد تستقي معلوماتها من مصادر معادية لمصر واستقرارها، وبالتالي يعتمدون على معلومات مغلوطة، يصدر عنها في النهاية تقارير مغلوطة كما لاحظنا في تتبعنا للحالة هنا.

هناك تهويلات وادعاءات ليس لها أساس من الصحة، الأمر نفسه، يحدث في بلدان عربية أخرى على رأسها مملكة البحرين الشقيقة، واليمن وغيرها .

ماذا عن دور البرلمان في تقييم تلك البيانات والرد عليها؟

نحن بدورنا في البرلمان العربي، وبمتابعة مستمرة من رئيسه «عادل العسومي»، نتابع ونناقش مثل هذه القضايا داخل البرلمان ونتصدى لمثل هذه التقارير المغلوطة، وكذلك يخاطب الرئيس المنظمات الدولية لتوضيح حقيقة الأمور، مثل منظمة العفو الدولية، والبرلمانات ذات الصلة، ومنظمات الأمم المتحدة، ونطالب تلك الهيئات بتحري المصادر التي تنقل عنها المعلومات، وألا تُسيس هذه التقارير بهدف استخدامها كسلاح ضغط لتحقيق أغراض معينة.

نعتبر أن سيادة الدول وحقها في حماية أمنها القومي ومصالحها مكفول في كل القوانين والنظم والأعراف الدولية .

ماذا عن حقوق الإنسان في مصر خلال الفترة الأخيرة؟

بداية، أود أن أشير إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أنقذها من السيناريوهات التي نرها في بعض بلدان المنطقة، وهذا يحسب له، وللقوات المسلحة المصرية الباسلة.

فبدون أمن واستقرار لا قيمة للحديث عن حقوق إنسان؛ إذا انعدم الأمن ضاعت الدولة، وإذا ضاعت الدولة ضاع المواطن، وهنا يمكنك القول إن هذا الاستقرار والأمن في هذه الدولة المحورية أمر غاية في الأهمية لأمن المنطقة والعالم .

لا بد أن نوجه التحية لـ مصر على دورها الكبير في احتواء العديد الأزمات العربية، والعمل على حلها، فمصر دائما البيت الكبير للعرب.

ويستطيع المرء أن يقول إن مصر قفزت في الفترة الأخيرة في ملف حقوق الإنسان، وتحديدا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي استطاع أن يحدث نقلة كبيرة في الاهتمام بذوي الدخل المحدود، وشاهدنا ذلك في أزمة كورونا، حيث تم صرف منحة للعمالة غير المنتظمة، كذلك تم تدشين مبادرة حياة كريمة، والتي تهدف إلى تحسين حياة 60 مليون مصري، ناهيك عن المبادرات الصحية الرئاسية، التي حققت تقدما لمسه الجميع على المستوى الصحي للمصريين، وأيضًا جنبها الكثير من الخسائر في فترة ذروة انتشار كورونا، هذه الإنجازات لا بد أن تكون محل تقدير.

أيضًا لا بد أن نشير إلى أهمية "صندوق تحيا مصر" لعلاقته بتحسين حالة الانسان المصري والتطور الملموس في حرية الصحافة والإعلام، ونجاح انتخابات البرلمان بغرفتيه (النواب والشيوخ)، وقد لاحظنا في الإشراف على الانتخابات إقبالاً من المواطنين، وشفافية، ونزاهة.

تلك بمجملها قفزات نوعية التي تشهدها مصر في مجال حقوق الإنسان، تأتي ترجمة مباشرة وسريعة للاستراتيجية الوطنية الأولى لحقوق الإنسان، والتي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في شهر سبتمبر الماضي، حيث تعكس حرصه على إعلاء قيم احترام حقوق الإنسان.

المؤكد أن الحكومة المصرية، حققت قفزة كبيرة في مجال حقوق الإنسان، لكن للأسف بعض المنظمات لا تريد أن تنصفها، ومصر من أكثر الدول التي تواجه التقارير المسيئة، وأنا اعتبرها أنها تقارير استخدام سياسي أكثر منها استخدام حقوقي.

كيف تنظر إلى المشهد اليمني الآن؟

في اعتقادي أن الحالة اليمنية الآن تشهد تطورا متناميا في الموقف السياسي، وكبيرا في الجانب العسكري، فهناك إنجازات حققها الجيش الوطني بإسناد قوي من قوات العمالقة، والتحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وشراكة فعالة من الإمارات العربية المتحدة.

أسفر ذلك؛ عن تحرير أماكن استراتجية في شبوة إذ تمكنت قوات العمالقة من تحرير مديريات «بيحان ـ عسيلان ـ العلياء وعين، وكذلك مديرية حريب في مأرب» في زمن قياسي، يثمل تطورا عسكريا غاية في الأهمية لجهة استعادة الدولة، ونجاح جهود التحالف العربي الذي شارك بثقل كبير في هذه العملية.

وهناك تطورات مهمة في مختلف الجبهات في محافظة مأرب وفي شمال اليمن، حيث تحرير مدينة حرض، وهي مدينة استراتيجية تشكل أهمية حدودية، وسيطرة بحرية لقدرة القوات المتواجدة فيها تغيير المعادلة هناك، حيث إنها تقع على مقربة من ميناء "ميدي" وهو ذو أهمية كبيرة، وأحد المنافذ البحرية لتهريب الأسلحة والممنوعات، ويستخدم بشكل مقلق من قبل المليشيات الحوثية والأذرع الأخرى للتدخل الإيراني في اليمن، ولا زالت المواجهات هناك على أشدها، ونأمل أن تنتهي العملية العسكرية الجارية هناك كما هو مخطط لها.

يمكن القول بأن هناك نقلة نوعية في العمل العسكري، تصب في صالح استعادة الدولة، خصوصا بعد أن أطلق التحالف علمية «تحرير اليمن السعيد» والتي سيكون لها مردود قوي على كافة المستويات من حيث تطوير الخطط والآليات وجاهزية القوات، وإعادة دعم المقاومة بمختلف مسمياتها الهادفة لإسقاط انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران .

بصفتكم من مشايخ قبائل اليمن.. ماذا عن دور القبيلة في مواجهة الحوثي؟

اليمن بطبيعتها «قَبلية»، وتأثير القبيلة مهم في الجانب العسكري، وفي تدعيم استقرار الدولة على مدار التاريخ، والجميع يعرف أنها كانت صاحبة المبادرة في إنشاء المقاومة الشعبية؛ لإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.

وتعتبر المقاومة الشعبية هي النواة الأساسية التي أعاد بعدها الجيش اليمني تنظيم صفوفه، وتحديدا ما بعد عام 2015، وجميعنا يعرف أنها هي الأكثر قدرة على المناورة، ومحاربة العصابات الموجودة، من خلال خبرتها الكبيرة بطبيعة الأرض والمكان وهي بالتأكيد رافد مساند للجيش الوطني، ومختلف التشكيلات العسكرية الرافضة للانقلاب المشئوم .

كيف يمكن حسم الوضع في اليمن.. وما مدى خطورة الحوثي؟

الحالة في اليمن لا يمكن أن تحسم عسكريا إلى مالا نهاية، لكن لابد من فرض القوة العسكرية للدولة، واستعادة سيادتها، وأن تكون الحكومة الشرعية في وضع قوي، ثم بعد ذلك يكون الجلوس جميعا لنبني سلاما حقيقيا في اليمن يكون قابلا للاستمرار، وشراكة وطنية عادلة؛ تحقق الاستقرار والتنمية، وتضمن هدم تهديد أمن دول الجوار، والبحر الأحمر، ومصالح المنطقة والعالم.

وهذا لن يتأتى في وجود نفوذ إيراني في اليمن من أي نوع، فهذا التدخل الإيراني يجب أن يتوقف تماما حربًا أو سلمًا، وبدون توقفه سيبقى اليمن في دوامة لا تنتهي، ومنصة إقلاق لدول الجوار والمنطقة للأسف الشديد.

الإشكالية الكبرى، مع جماعة الحوثي، هي أنها لا تتفاهم بنوايا صادقة، ولا تحترم الحوار، ولا تنفذ ما يتم الاتفاق عليه، والجميع يعرف انتهاكاتهم بحق الشعب اليمني والأعيان المدنية لدى الأشقاء في المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وحتى تهديد التجارة العالمية، والملاحة، وفي فترة الهدنة الماضية والتي استمرت لنحو 16 شهرًا، شاهدنا انتهاكات بالجملة، وطرحت مبادرات وقدمت تنازلات؛ ولكن لم يحترموها على الإطلاق، فهم لا يؤمنون إلا بمنطق «العنف» وهو منطق مرفوض وطنيا، وإقليميا، ودوليا، فالعالم لم يعد يؤمن بشرعية البندقية كحل للنزاعات، ومع جماعة كالجماعة الحوثية إما أن تكون قويًا أو مستضعفًا، لا تواجد لديهم مناطق وسط حتى في تعاملهم مع الدول والمنظمات الدولية .

كما أن الحوثيين ينطلقون من أيدلوجية عقائدية «متطرفة» تجمع في حالة ملتبسة «الهادوي الجارودي على الإمامية والصفوي» وهي تركيبة غريبة على اليمن، تدمر حالة الانسجام التي كانت موجودة بين اليمنيين، وهذا التطرف العقائدي جلب إلى اليمن الصراع الطائفي، الذي لم تعهده البلاد وثقافة تجريف الدولة.

نحن الآن أمام جماعة لا تستطيع أن تتفاهم معها مالم تكن في موضع قوة، يمكنك من أن تكسر الميليشيات الحوثية عسكريا، وحينها يمكن أن نصل باليمن إلى بر الأمان ويمكنك أن تذهب لعملية سياسية شاملة.

ماذا عن المشروع الإيراني في المنطقة ومدى خطورته؟

إيران تحاول من خلال أذرعها في المنطقة؛ فرض نفسها وأفكارها المتطرفة، وعلى الجميع أن يعلم أن مشروعها هو الأخطر على المنطقة، فما يحدث في اليمن ليست حالة فريدة، بل يجب أن ننظر أيضًا إلى لبنان (حيث حزب الله) وإلى العراق (حيث الحشد الشعبي)، وغيرها من البلدان العربية التي وللأسف الشديد استطاعت إيران أن تصل إليها، وهو ما يجب أن يواجه بكل حسم وحزم.

المشروع الإيراني في اليمن، لا يهددها فقط؛ وإنما تطال التهديدات دول الجوار، وعلى امتداد البحر الأحمر، لذا فإن كل الدول العربية مطالبة بمحاربة هذا التدخل، فالأمن العربي منظومة متكاملة، وإن لم تقم كل دولة عربية بدورها في حماية هذه المنظومة سنعيش جميعا في خطر لعقود قادمة.

ماذا عن هدف المشروع الإيراني من وجهة نظركم؟

المشروع الإيراني واضح رغم اختلاف التكتيكات، فهو لم يكن أبدًا من أجل أمة، أو عقيدة، أو شعب، بل هدفه فرض سيطرة على الدول المحيطة، سعيا لاستعادة الإمبراطورية الفارسية، «سواء كان ذلك تحت مظلة الشاة، أو الخميني، عمامة بيضاء أو سوداء» المهم أن يتحقق الهدف هكذا نفهم التحدي الايراني الذي يواجه العرب جميعا.

الإيرانيون يتفننون في اختراق الدول والمجتمعات، ولحسن الحظ، لم يقدموا نموذجا واحدا محترمًا، حتى في طهران، حيث سيطرتهم الكاملة، كل بلد وصلوها دمروها، ولعل العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، خير دليل.

ويمكن القول بأن اليمن دفع ثمنًا باهظا، فكل مكتسباتنا في الـ 50 عامًا الماضية دمرت بالكامل، بأيادي الحوثي، وبتوجيهات مباشرة من إيران.

لو حدثنا عن دور التحالف العربي كمواطن يمني ونائب بالبرلمان العربي؟

ممتنون لدور التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، ومشاركة الإمارات والـ 10 دول الأخرى. وفي الحقيقة موقف عربي مشرف، لإنقاذ دولة جرى اختطافها من قبل قوة معادية «القوة الإيرانية» التي تهدف لنشر مشروعها الخبيث في منطقتنا.

التحالف العربي كان أول من وقف بجوار المقاومة الشعبية والقبلية في البداية قبل أن يوجد الجيش، ووقوفه هذا كان استراتيجيا، ومهمًا، حيث حافظ على معنويات الشعب، في مقاومة الحوثي منذ الطلقة الأولى، ثم ساهم بقوة في إعادة بنى الجيش والأمن في المحافظات المحررة من سيطرة الانقلاب الحوثي .

ما تقييمكم لمدى احترام الحوثي لـ حقوق الإنسان؟

الحوثيون يعتقدون أنهم جماعة اصطفاهم الله، والجانب الإنساني عندهم غائب تمامًا! لذا نجد بعض القرى أخليت تمامًا من سكانها خوفا من ظلم وبطش الحوثي، ولعل مأرب خير دليل، فعدد النازحين فيها تخطى 2.5 مواطن، لأنه وبكل بساطة إن ظل المواطن في أماكن سيطرتهم سيدفع ضرائب، وسيتم اجتزاء راتبه، وتسخير رجاله وحتى أطفاله لخدمة الأجندة الإيرانية فيما يسمونه رفد الجبهات والمجهود الحربي للمليشيات الحوثية الإرهابية .

الحوثيون لا يهمهم الرأي العام، ويسعون لكسر معنويات الشعب اليمني، والمقاومة، من خلال الانتهاكات التي يرتكبونها على مرأى ومسمع من العالم ليل نهار، ولا يهمهم على الإطلاق حياة الناس، ومن ثم يحتكمون إلى القوة، وإلى منطق البندقية، وأنها هي التي تحسم الأمور وفوق هذا «يتمرتسون بالمدنيين ويجعونهم» ويتحدثون ليل نهار عن السيادة والكرامة بينما هم يسحقون كرامة من في مناطق سيطرتهم، بالقمع، والفقر، ويتغنون بعلاقتهم وتبعيتهم لإيران، ومحور الشر الذي يسمونه «الممانعة» مع أنهم ليسوا محور ممانعة إلا مع العرب، أما الاحتلال الإسرائيلي أو التغول الغربي، لا تجد لهم غير شعارات جوفاء لا تحمل شاهدا تاريخيا على جديتها.

ماذا عن دور البرلمان العربي في التصدي لانتهاكات الحوثي للمجتمع الدولي؟

نحن في البرلمان العربي، عندما نتحدث عن حقوق الإنسان في اليمن، يكون الكلام موجها للرأي العام الخارجي، أو اليمني، أما بالنسبة للحوثيين فقد يأسنا منهم؛ لأنهم لا يقرأون أصلا ما يصدر من حولهم، ولا يؤمنون بالحرية، ولا الإنسانية، خصوصا أنهم يرون المعركة عقائدية، «ومن الصعب التفاهم مع شخص يعتقد أن الله اختاره دون غيره، وأن أي شخص يعترض على رأيه كافر!».

أيضًا أود أن أشير إلى انتهاكات الحوثي المتعلقة بالأطفال تحديدًا، وهي تعتبر أكبر جريمة ترتكب في حق الإنسانية، وتشكل خطرا على العالم بأسره، فالأطفال الذين تنتهك طفولتهم في هذه السن لشيطنتهم وتحويلهم الى قنابل موقوته، بالطبع سيكون مستقبلهم سيء، وقد يخرج من بينهم متطرفين، يمثلون أزمة أكبر مما نحن فيه بعد أعوام ليست بعيدة .

والجميع يعلم أن جماعة الحوثي تجند الأطفال بحكم العوز وأحيانا إجباريًا، دون أي خيار، وتستخدمهم أيضًا كأدوات ضغط في انقلابها، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أما مسؤولياته لإنقاذ «أمل المستقبل».

الحوثيون اختطفوا الدولة اليمنية، وسرحوا الجيش، ويمثلون تهديدًا أمنيًا خطيرًا لدول الجيران، والبحر الأحمر، وهذا التهديد يتصاعد يومًا بعد يومًا.

والانتهاكات المتصاعدة بحق المدنيين، والملاحة الدولية، تفرض على المجتمع الدولي تصنيف هذه الجماعة إرهابية، إذا لم يعودوا لرشدهم، ونؤكد هنا أن اليمن حتى اليوم هو ضحية اللعبة الايرانية التوسعية في المنطقة عمومًا.

إذ؛ لماذا يرفض المجتمع الدولي حتى الآن تصنيف الحوثي جماعة إرهابية؟

المجتمع الدولي يفهم الوضع جيدًا، لكن أغلبه يتغاضى عنه لتحقيق مصالح تخصهم، وممارسة سياسة ابتزاز على بعض دول المنطقة، أيضًا لترويج أسلحتهم، فبقاء الصراع الإيراني في المنطقة أغلبهم مستفيد منه؛ لذا لا نرى عقوبات حقيقية تُفرض رغم الانتهاكات التي بلغت أوجها في اليمن، وطالت التجارة، والأطفال، والمدنيين، والنساء، والكبار والصغار.

نحن رغم المواقف السلبية لبعض الدول مصرون على أننا أصحاب حق، ولا بد أن نأخذ هذا الحق بالشكل الذي يمكن أن نصل إليه في إطار احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، ولن نستسلم أبدًا.

بصفتكم رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان العربي.. ما هي أبرز اختصاصات اللجنة؟

البرلمان العربي أنشأ لجنة حقوق الإنسان، إيمانًا منه بأهمية هذا الملف، حيث يعطي البرلمان لهذا الملف زخما كبيرا من أعماله، ووجدنا أنفسنا أمام ثلاث قضايا رئيسية.

الأولى: وهي كيف نستطيع أن نطور من حالة حقوق الإنسان في الوطن العربي، سواء تشريعيا وقانونيا، وكيف نساعد البرلمانات في هذا الجانب .

أما الثانية: فهي متعلقة بكيفية الرد على التقارير المغلوطة التي تصدر ضد دول عربية معينة لأهداف سياسية وتصحيح الصور والمفاهيم عن دولنا العربية المستهدفة، وهي إشكالية كبرى نحاول بقدر الاستطاعة نتعامل معها.

وبخصوص الثالثة: فهي متعلقة بكيفية رصد حالة حقوق الإنسان في الوطن العربي، ونحاول من خلالها أن نرشد ونخاطب دولنا، إذا ما كان هناك قصور، ونشيد بالإيجابيات.

وذلك أنشأ البرلمان بمبادرة من معالي رئيسه الأستاذ عادل العسومي «المرصد العربي لحقوق الإنسان» والذي يقوم بدور كبير، ويحظى بمتابعة فيما يتعلق بالرصد والتحليل والمتابعة لحالة حقوق الإنسان كمرصد محايد ومتخصص .

كيف تقرأ المشهد في العراق خصوصا بعد نية مقتدى الصدر تشكيل حكومة وطنية عراقية؟

أنا شخصيا كمواطن يمني عربي، أميل إلى دعم أي نفس عروبي، وأتمنى أن يستطيع مقتدى الصدر تشكيل حكومة عربية عراقية، دون تدخل إيراني، ويجب علينا جميعا أن ندعم أي فكرة تعيد العراق لدورها العربي، وحتى نساعد الدول التي أصيبت بالسرطان الإيراني في التغلب عليه.

ولابد أن نشير إلى دور مصر الداعم لأمن العراق، فمصر تقوم بدور محوري في المنطقة، ودور مبكر للملكة العربية السعودية في هذا الجانب، إذ يعتبران رافعة أساسية للجسم العربي «المنهك من مشاريع إيران لتفكيك الجيوش والدول»، وقد شاهدنا زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي، لـ بغداد مؤخرا، في الوقت ذاته هناك تبادل زيارات على مستوى رفيع بين السعودية والعراق.

ما نشدد عليه، هو أن المبادرات العربية مهمة جدًا لاستعادة العراق، ولا يجب أبدا أن يترك العراق فريسة للنفوذ الايراني، وأدوات إيران هناك كمليشيات الحشد الشعبي، والتي نرى أنها ترتكب انتهاكات صارخة، مثلما تفعل المليشيات الحوثية في اليمن، ومليشيات حزب الله، في لبنان.

ونحذر من أن هذه الأذرع الإيرانية، التي تتلقى تعليماتها من الحرس الثوري الإيراني، تفرغ الدول من محتواها، وتروج للطائفية، ولا تسطيع أبدًا أن تتجانس معها طالما خرجت من محيطها العربي إلى أجندة الحرس الثوري الإيراني الطامع في بلاد العرب.

رسالة توجهها كمسؤول عربي ويمني للشعوب والقادة؟

ختامًا أؤكد أنه يجب أن نتصارح مع أنفسنا، وأن نعلم جميعًا أن معركتنا هي مع إيران مباشرة، ونحن ـالدول العربيةـ بحاجة أكثر إلى التماسك عن أي وقت مضى، حتى نمنع التدخل الإيراني من الوصول إلى بلدان أخرى.

وعموماً الانقلاب الحوثي إلى زوال، وكذلك المشروع الإيراني في المنطقة.

نحن في اليمن، نحلم بوطن يسع الجميع، كل المكونات والأجناس، كل القبائل والعرقيات، وطن قائم على شراكة عادلة وموضعية، لا مجال لفكرة اجتثاث أي مكون في الوطن مالم يتمرس بالعنف والإرهاب في مواجهة الإرادة الشعبية الجامعة والنظام والقانون والدستور الذي يحكم الكل.

اقرأ أيضا| وكيل وزارة الإدارة المحلية اليمنية: هجمات الحوثي على الأعيان المدنية لن تنجح.. خاص