الطريق
الإثنين 6 مايو 2024 06:10 صـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

يحيى خاطر يرصد مأساة المتنبي بين جدلية النص والنفس

سيظل المتنبي شاعرا عبقريا يثير حول حياته وشعره تساؤلات تتجدد، تضيف أبحاثاً ودراسات إلى المئات التي تمت حولهما.

بهذه الكلمات يبدأ الدكتور يحيى خاطر كتابه، " مأساة المتنبي.. جدلية النص والنفس" الصادر عن دار غراب للنشر والتوزيع، والذي يدور حول شعر المتنبي وحياته، وثراء نص الحمى وقيمته، باعتباره رسالة سياسية.

وقال المؤلف في مقدمة كتابه، دارت مراحل حياته وكثير من موضوعات شعره، فى فلك شخصيته ، ونفسيته وطموحه ، وما طبع عليه فى نفسه من ثورة وتمرد ورغبة فى الإصلاح، مع أنفة وإباء ، وأمل فى الحياة يتسع إلى مستوى الحلم القومي .

وأضاف، أن المتنبي اختار لنفسه حياته وحدد خطواتها ومراحلها إلى حد كبير وعرف قيمة نفسه. وأدرك أن حلمه السياسي بدولة عربية كبرى ، هو سر عظمته ومكمن التميز فى شخصه وفى شعره، فجسد فيهما صورة نموذجاً تراود كل عربي، فى عصره وإلى اليوم.

وأشار إلى أن نص الحمى يومض بمجموعة رموز لغوية تحتاج إعادة قراءة، أو يمكن قراءتها على نحو مغاير، فى ضوء يكشف مكانها من حياة المتنبي وطموحه وحلمه، ويربطها بدوائر متصلة فى ديوانه الشعرى، باعتبارها واحدة من أهم قصائده، موضوعاً وأسلوباً وفناً.

وتابع: فهي نص حوارى دائم الجدل، فى داخله وبين أجزائه ومقاطعه، تتعدد داخله الأصوات ظاهرة وخفية، وتتحاور حول المتنبي وحلمه وتختفى ملامح الحمى –المرض- وتتبدى ملامح الحمى الثورة الفكرية نحو المستقبل، وتتبادل مواقعها، لتكشف وتكثف وتبرز صورة ونفسيّه المتنبي فى أواخر أيامه فى مصر.

ولذلك تبقى تشكيلاتها اللغوية والصوتية والدلالية...والأسلوبية ككل، فى حالة اتصال جدلي دائم مع النص-الكل، بحيث يصعب الانسراب بين جنباتها الثرية دون الومضات البارقة من مرجعيات هذا الكل...

حينئذ تتواصل الوشائج والملامح والدلالات والصور والرؤى بين الجزء وبين الكل...وتنكشف العلاقات، وتترابط السمات داخل النسق العام لفن المتنبي وحياته، لتجسد ثراء نص الحمى وقيمته، باعتباره رسالة سياسية، بين المتنبي وسيف الدولة-حول الحلم بدولة عربية موحدة، تعيد هيبة العرب، وتتخلص من حكامهم الأعاجم والديلم؛ آنذاك.

وأكد أن هذا الكتاب هو مقاربة تصل بين نص الحمى وحياة صاحبه ونفسيته، وبينه وبين غيره من نصوص الديوان.

وهو كذلك مغامرة تفض فى الحمى قدراتها وطاقاتها الدلالية والصوتية والخيالية وصولاً إلى تفسير مغاير، يكشف ثراءها، ويجدد عطاءها.

ثم اعتمد التحليل الأسلوبي للظواهر اللغوية والصوتية داخل النص، ليكشف طاقاتها الدلالية والنفسية، ويربطها بحوار النص داخلياً، مع غيره من نصوص ديوان المتنبي.

مع الاستعانة بالإحصاء والوصف -أحياناً- للربط بين الظواهر، فى تكرارها وتفاعلها وتكثيفها وتناقضها وجدلها، لكشف ثراء العلاقات الدلالية الشائكة المنسربة بين أطراف النص؛ وتآزرها لنقل التجربة الحقيقية للمتنبي فى الحمى، وربما فى الديوان ككل...مضيئة جوهر المأساة فى حياة المتنبي؛ (الحلم السياسي العربي).

اقرأ أيضًا: عبد الوهاب يفتتح أولى محاضرات مدرسة خضير البورسعيدي للخط العربي