الطريق
الثلاثاء 17 يونيو 2025 05:56 مـ 21 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
وزارة الأوقاف تطلق دورة متخصصة في العلاقات العامة والمراسم التعليم العالي: فتح باب التقدم للمنح المصرية الفرنسية لطلاب الدكتوراه للعام الجامعي ٢٠٢٥/٢٠٢٦ لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.. محافظ الوادي الجديد يتابع أعمال إنشاء مبنى خدمي استثماري إزالة 9 مزارع سمكية فى شمال سهل الحسينية على مساحة 380 فدان ببورسعيد محافظ الشرقية يشهد تسلّم أُولى دفعات لحوم صكوك الأضاحي لهذا العام السفير المصري في بغداد يلتقي مع رئيس جمهورية العراق محافظ كفر الشيخ: توزيع 2 طن لحوم صكوك أضاحي للأسر الأولى بالرعاية بمراكز المحافظة رئيس الوزراء يُلقي كلمة خلال منتدى الأعمال المصري - الصربي المسلماني يلتقي المجموعة الأولي من حملة الدكتوراه بماسبيرو نائب وزير الصحة يشهد انطلاق ورشة عمل متخصصة في ”التقييم المالي للمشروعات وإعداد دراسة الجدوى” بدء توريد محصول الياسمين لمصانع شبرابلوبة بمحافظة الغربية وزير التربية والتعليم يبحث مع وفد هيئة التعاون الدولي اليابانية (JICA) خطوات التوسع في المدارس المصرية اليابانية والاستعداد لمؤتمر (TICAD)

أحمد زاهر ومافيا السوشيال.. ذكاء البطولة الأولى

طارق سعد
طارق سعد

للنجاح مقومات كثيرة تساعدك على التميز والتفرد، فليس بالموهبة فقط تستطيع أن تصنع لنفسك مكانة مختلفة، ولكن هناك مفتاح واحد "ماستر كي" به تستطيع أن تحقق نجاحاً مختلفاً تستحق به أن يسبق اسمك لقب "النجم"، وهو الذكاء، فليس كل من يطلق عليهم هذا اللقب هم أهل به إلا الأذكياء فقط وهم النجوم الحقيقيون.

في أول بطولة رسمية له، كان يلزمه عملاً مختلفاً فماذا سيقدم "أحمد زاهر" بعد ما صال وجال لسنوات طويلة قدم فيها أنجح الأدوار التي تميز فيها جميعاً وصنع لنفسه بطولة موازية في كل عمل يشارك فيه، حتى أصبح اسم "أحمد زاهر" عامل جذب جماهيري وضمان لجودة العمل فور الإعلان عنه، ومصدر طمأنينة للجمهور الذي لم يخذله "زاهر" طوال مشواره، منذ أن قدمه العملاق الراحل "نور الشريف" في مسلسله "الرجل الآخر" وحفر اسمه بوضوح فور ظهوره الأول.

رهان البطولة مؤكد كان عبئاً ثقيلاً على "زاهر"، فنجاحه المستمر يجعل من تصدره العمل لأول مرة رسمياً مسئولية كبيرة وتحدٍ أكبر، خاصة أن الجمهور ينادي بتصعيد "زاهر" للبطولة منذ عدة سنوات، وها قد جاءت الفرصة فماذا أنت فاعل يا "زاهر"؟

الحقيقة أن "زاهر" كان شديد الذكاء والدهاء في اختيار موضوع العمل الذي سيتصدره اسمه، ليقدم أحد أهم وأخطر القضايا التي تهدد المجتمع المصري والعربي ككل فكان العنوان جواباً "سوشيال" والذي يفضح مافيا الـ "سوشيال ميديا" ومن أطلقوا عليهم "بلوجرز" و"يوتيوبرز" واقتحم هذا العالم الغامض والذي لا يظهر منه سوى ما يريد المحركون له أن يكون في الواجهة فكان قرار مسلسل "سوشيال" الوصول إلى دائرة التحكم وفضح إدارة هذا العالم الذي سيطر على عقول الشباب الصغير وفرض واقعاً جديداً وأصبح يحركه.

"سوشيال" فكرة بعيدة تماماً عن كل ما يُعرض أو يتم تداوله في الدراما ورغم أن هذه القضية تؤرق المجتمع منذ سنوات إلا أنه لم يلتفت أحد لتقديمها وصياغتها في عمل درامي ليعي الشباب خطورة ما يدورون في فلكه وأصبح يسوقهم نحو توجهاته وأغراضه وأهدافه.

لم يكن موضوع العمل فقط هو الجديد ولكن أداء "زاهر" أيضاً كان مفاجئاً مغلف بنضوج لافت نتاج عمر فني حقق على مداره كل النجاح في كل أعماله ليأتي متصدراً اسمه عملاً مميزاً وشائكاً فيحقق به نجاحاً كبيراً والأهم أنه وصل بالرسالة للفئة المطلوبة من الشباب وهو النجاح الأكبر لصناع العمل ككل.

قدم "زاهر" واحداً من أفضل الأداء التمثيلي الذي قدمه طوال مشواره الفني فكان على قدر المسئولية تماماً ليظهر في قمة تركيزه .. الصحفي صاحب الاسم اللامع الذي تدمره مافيا الـ "سوشيال" ويجد فجأة حياته أصبحت حطاماً فتعامل "زاهر" مع التفاصيل بمنتهى الاحترافية وقدم أداءً هادئاً وضح فيه التركيز الشديد حتى في انفعالاته الشهير بها كان مروضاً لها بشدة لتناسب طبيعة الدور فاستطاع أن يقدم مشاهد مؤثرة مع الموهوبة صاحبة الطلة العذبة "ميرنا نور الدين".

وأيضاً مشاهده المميزة مع أحد نجوم الدراما الذي ثبت أقدامه بشدة "تامر فرج" ليكونا ثنائياً مميزاً قاده "زاهر" باقتدار والمفارقة أن الثنائي جاء لـ "سوشيال" مغيراً جلده تماماً وهو أحد المكاسب المهمة التي قدمها العمل ولم ينسى "زاهر" خفة ظله التي يتميز بها فحقن بها مشاهده مع "جورج" في شخصية مساعده الصحفي والذي قدمه للجمهور في أول ظهور فني له وترك له مساحة واضحة للظهور بخبرته وسلامة نيته ليساعده "زاهر" في تحقيق نجاحاً كبيراً كوجه جديد أمام نجم مخضرم يعي تماماً أهمية جماعية العمل التي ترفع من جودته.

النجاح الكبير لمسلسل "سوشيال" قدم صورة رائعة بطلها المخرج "رؤوف عبد العزيز" الذي استطاع أن يكتشف نجوم عمله من جديد ويقدمهم في شكل مختلف ليشاهد الجمهور أبطال العمل في مناطق تمثيلية جديدة وهو أحد عناصر القوة التي جعلت الجمهور يلتف حوله ويتفاعل مع قضيته الشائكة.

الحقيقة أن "أحمد زاهر" في بطولته الرسمية الأولى أكد أنه يستحق هذه الخطوة عن جدارة وبلغة السوق "قادر يشيل مسلسل" كما يستحق ثقة الجمهور الذي نادى بها كثيراً ليطالبه بعد نهاية 15 حلقة هي عدد حلقات المسلسل بتقديم جزءٍ ثانٍ وهو أكبر مكاسب الشركة المنتجة التي تخوض إنتاجها الأول بعد النجاح الذي حققه العمل على المستوى الإعلاني والذي زاد من مدة عرض الحلقة مرتين ليصبح زمن وجود الحلقة على الشاشة ساعة ونصف كاملة عن مدتها الفعلية وهي نصف الساعة.

القادم أصبح مسئولية كبيرة على عاتق "أحمد زاهر" وخطواته القادمة ستكون محسوبة بدقة وذكاء وهي أدوات يملكها جيداً ولكن المطمئن أنه دائماً ما يكون عند حسن ظن وثقة الجمهور به أما الثابت أن الشاشة اكتسبت في قائمة أبطالها بطلاً جديداً يحترم نفسه .. ويحترم جمهوره.