الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 04:40 مـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بالبنزين والمولوتوف.. حكاية مقتل مصطفى سراج بسبب بنت الجيران

المجني عليه
المجني عليه

لم يكن الشاب مصطفى سراج مثل باقي أقرانه من الشباب، حيث انه تحمل المسؤولية وأصبح مسئولاً عن نفسه بالكد والاجتهاد والعمل المستمر بالرغم من أنه طالب في كلية التجارة، ولكن يد الغدر طالته وهو في ريعان شبابه ليفارق الحياة في لحظة شيطان على يد جيرانه.

قبل شروق شمس الخميس الماضي، عاد الشاب مصطفي من عمله في أحد المحلات بعد يوم عمل شاق، إلى مسكنه حتى يستريح جسده المنهك، ليحتضن وسادته ويخلد في النوم، ولكن هناك أصوات تزعجه، فاقبل الشاب إلى جيرانه طالباً منهم تخفيض صوتهم حتى نشبت بينهما مشاده كلامية تطورت إلى مشاجرة قام على أثرها المتهم بإشعال النيران في المجني عليه مستخدماً "زجاجة مولوتوف " حسب اقوال أصدقاء المجني عليه.

الروايات لم تتوقف، لمعرفة حقيقة مقتل الطالب مصطفى سراج، بينما قال أحد الاشخاص أن المجني عليه حضر الى شقة جيرانه لطلب من شقيقة المتهم بعض المقتنيات وعقب فتح شقيقة المتهم له تعدى عليها، حتى سمع شقيقها أصوات صرخاتها أثناء تواجده أمام العقار محل سكنه وعندما صعد إلى الشقة شاهد المتهم يتعدى على شقيقته، فأحضر زجاجة تحتوى على مادة سريعة الاشتعال وأضرم النيران في جسده مما أصابه بحروق من الدرجة الأولى فارق على اثرها الحياة.

بينما كشف بيان النيابة العامة، أن المجني عليه حضر يوم الرابع والعشرين من شهر مارس الجاري إلى المستشفى مصابًا بحروق متفرقة بجسده، وقرَّر أنه أثناء تواجده بمسكنه فُوجئ بحضور المتهم وإلقائه زجاجة داخل المسكن أشعلت النيران به، ثم زجاجة أخرى صَوْبَه أشعلت النيران بجسده، فباشرت النيابة العامة التحقيقات وانتقلت لسماع شهادة المجني عليه قبل وفاته، فأكد إلقاءَ المتهم مادَّةً مُعجّلةً للاشتعال عليه؛ لتمتد النيران لجسده قاصدًا قتله.

بينما شهدت شقيقة المتهم، بأنها حال تواجدها بمسكنها جاءها المجني عليه متظاهرًا بطلبه اقتراض أغراض منها، ففتحت له الباب، وفُوجئت بتعديه عليها، فحضر شقيقها على إثر صراخها لنجدتها ففر المجني عليه وتعقبه شقيقها وهو ممسكًا بزجاجة ألقى منها مادة أشعلت النيران بجسد المجني عليه، وقد أُرفق بالأوراق تقريرٌ طبيٌّ بإصاباتها، بينما شهد آخر كان مقيمًا مع المجني عليه بأنهما فُوجئا باقتحام المتهم مسكنهما ممسكًا بزجاجتين مشعلًا النيران داخل المسكن ثم فرّ هربًا، فحاول المجني عليه اللحاق به ولكن النيران حاصرته وامتدت لجسده مُحدثةً إصابته.

واستجوبت النيابة العامة المتهمَّ، فأنكر ما أُسند إليه من اتهامات مدعيًا أنه حالَ تواجده أسفل مسكنه رُفقةَ آخر سمع صراخَ شقيقته تستغيث، فهرع إليها، ورأى المجنيَّ عليه يحاول التعدي عليها، والذي ما أن شاهده حتى فرَّ هربًا لمسكنه، فلاحقَه ممسكًا بزجاجةٍ تحتوي على مادة مُعجلةً للاشتعال كانت بحوزة مُرافِقه، ثم لما دخل مسكن المجني عليه وحاولَ الأخير التعدي عليه دافع عن نفسه بإلقاء محتوى الزجاجة داخلَ المسكن وأشعل النيران به، والتي امتدت إليه وإلى جسد المجني عليه فأحدثت إصاباتهما.

وأكّدت التحريات سابقَ مضايقةِ المجني عليه شقيقةَ المتهم، واتفاق الأخير مع آخرين على التعدي على المجني عليه انتقامًا منه، إذ توجهوا يوم الواقعة لمسكنه، وأخَذَ كل واحد منه دَورهُ، حيث ألقى المتهم المضبوط كميةً من البنزين داخل مسكن المجني عليه، والذي حاول اللحاق به ولكن النيران امتدت لجسده، ووالَى آنذاك المتهمُ سكْبَ البنزين عليه ثمّ فرَّ والآخرين هربًا، وعلى ذلك أمرت النيابة العامة بحبسه احتياطيًّا على ذمة التحقيقات. وبإلقاء القبض على متهم آخر ممّن شاركوا الأول في ارتكاب الجريمة استجوبته النيابة العامة فيما نُسب إليه من اتهامات فأنكرها، وأمرت النيابة العامة بحبسه احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.

هذا وكانت النيابة العامة قد انتقلت لمعاينة مسرح الحادث فتبينت آثار الحريق به، وكلّفت الضباطَ المختصين بمعاينته لبيان سبب وكيفية اندلاع النيران فيه، وناظرت جثمان المجني عليه بعد وفاته، وكلفت مصلحةَ الطبّ الشرعي بإجراء الصفة التشريحية على جثمانه وصولًا لسبب وكيفية حدوث الوفاة، وأمرت النيابة العامة بضبط وإحضار المتهم الهارب، وجارٍ استكمال التحقيقات.اقرأ أيضًا: حبس حمو بيكا وعمر كمال سنة وبراءة لورديانا بسبب «انتي معلمة»