الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 04:17 صـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عاجل… «الكابوس الأسود».. مقدمات السقوط اللبناني إلى المجهول

لبنان
لبنان

على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، كان لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، ويعاني من ركود اقتصادي حاد وطويل الأمد.

كيف وصلنا إلى هنا؟

بعد فوات الأوان كانت الأزمة الاقتصادية في لبنان متوقعة بحلول الوقت الذي اندلعت فيه الأزمة في أكتوبر 2019، وكان الاقتصاد يواجه أربعة تحديات غير عادية أولا، وصل ديون القطاع العام إلى مستويات مرتفعة لدرجة أن التخلف عن السداد أصبح مسألة معقدة.

ثانيًا أصبح القطاع المصرفي بعد أن أقرض ثلاثة أرباع الودائع للحكومة، مفلسًا وظيفيًا وغير سائل بشكل متزايد، وثالثًا لم يشهد الاقتصاد الإنتاجي أي نمو فعليًا طوال عقد كامل - وهو تطور له آثار اجتماعية وسياسية حادة، وأخيرًا وربما الأهم من ذلك، أن البلاد كانت بلا دفة سياسية: لم يكن هناك رئيس بين عامي 2014 و2016، وكانت هناك تأخيرات متعددة وطويلة في تشكيل الحكومة، وجرت الانتخابات البرلمانية لعام 2018 ولكن بعد تأخير دام خمس سنوات.

الأزمة

بحلول أكتوبر 2019، شعر مئات الآلاف من الناس بأزمة تلوح في الأفق وإحباطهم بسبب النقص المطلق في اتخاذ الإجراءات من قبل الطبقة السياسية، ونزلوا إلى الشوارع مطالبين بتغيير سياسي جذري، واستقال مجلس الوزراء وألقى بالبلاد في أزمة سياسية ومن غير المستغرب أن تدفقات رأس المال توقفت فجأة.

وشهدت البنوك المعسرة بالفعل، أزمة سيولة حادة، مما أجبرها على إعلان "عطلة البنوك" وفرض قيود صارمة على عمليات السحب المصرفي، وظهرت سوق سوداء للعملات الأجنبية وانخفضت قيمة العملة الوطنية، الليرة، بشكل حاد في المقابل، ارتفع التضخم وانهارت الأجور الحقيقية للأفراد والقوة الشرائية، بالإضافة إلى ذلك، كما لو أن كل هذه المشاكل لم تكن كافية، ضربت البلاد أزمة COVID-19 الشديدة، والأكثر مأساوية، وقع انفجار مدمر في 4 أغسطس.

الصدمات السلبية الكبيرة

وأدى التقاء هذه الصدمات السلبية الكبيرة إلى انهيار الاقتصاد: تشير التقديرات إلى تقلص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 25٪ في عام 2020، مع توقع انخفاض إضافي بنسبة 10-15٪ لعام 2021، وعند قياسه بالدولار الأمريكي، فقد ينتهي الأمر بالاقتصاد اللبناني تقلص من 60 مليار دولار في 2018 إلى 15 مليار دولار في 2021، وهناك شكل متطرف من تدمير الثروة يحدث مع خسارة اللبنانيين بحكم الأمر الواقع لغالبية مدخراتهم المصرفية، وفي الوقت نفسه، فإن أربعة من كل عشرة لبنانيين عاطلين عن العمل، ونصف السكان تحت خط الفقر.

لكن ما لا تكشفه هذه الأرقام هو الندوب الهيكلية، ويشهد رأس المال البشري تآكلًا سريعًا بسبب هجرة الأدمغة الهائلة للشباب ومما يثير القلق بنفس القدر فقدان القدرة الإنتاجية المادية الناتج عن إغلاق الأعمال على نطاق واسع، الأمر الأكثر إثارة للقلق هو العواقب الأمنية للانهيار الاقتصادي تاريخ لبنان الطائفي مليء بالصراع ويوفر الانهيار الاقتصادي بيئة مثالية لعودة العنف.

ما يجري؟

في مواجهة هذه الصدمات المؤلمة كانت الطبقة السياسية اللبنانية مفقودة بشكل مروّع في العمل، وتم تشكيل حكومة جديدة في كانون الثاني (يناير) 2020، وتحسب لها، عملت مع مستشار دولي في برنامج اقتصادي طارئ وبدأت مفاوضات صندوق النقد الدولي.

حدد البرنامج حجم الخسائر المالية ودعا جميع أصحاب المصلحة إلى المشاركة في العبء، بدءًا من الدائنين ومساهمي البنوك لسوء الحظ، سرعان ما ثبت أن الجهد خيالي، وفي ظل هجوم منسق من تحالف واسع النطاق من المصالح السياسية والراسخة، امتنعت الحكومة عن اتخاذ الإجراءات الاقتصادية والمالية المطلوبة، مما أدى بدوره إلى توقف مفاوضات صندوق النقد الدولي في هذه الحالة، أصبحت الحكومة غير فعالة.

اقرأ أيضا: اليونان تدعو إلى معاقبة المسؤولين عن الجرائم المروعة في بوتشا