المعهد الأطلسي: هل تقود الأزمة الأوكرانية العالم إلى نظام دولي جديد؟

• الأزمة الأوكرانية فتحت المجال واسعًا أمام سيْل من اجتهادات المراقبين، والتساؤلات بشأن احتمالات قيام نظام دولي جديد يُنهي القيادة الغربية للعالم، في مقابل تصاعد أدوار الصين وروسيا.
• دول منطقة الشرق الأوسط ليس لديها استعداد للتضحية بعلاقتها مع الصين أو روسيا، التي استطاعت ترسيخ نفسها كقوة لا يُستهان بها في المنطقة.
• فقدت دول المنطقة الثقة في "واشنطن" كحليف موثوق به، وفي كفاءة القيادة الأمريكية للعالم، وذلك عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، ومحاولات إتمام الاتفاق النووي الإيراني.
• استراتيجية "القيادة من الخلف" لأوباما، و"أمريكا أولًا" لترامب قادتا إلى تراجع القيادة الأمريكية للعالم.
فتحت الأزمة الأوكرانية المجال واسعًا أمام سيْل من اجتهادات المراقبين، والتساؤلات بشأن احتمالات قيام نظام دولي جديد، يُنهي القيادة الغربية للعالم، في مقابل تصاعد أدوار الصين وروسيا، واعتبر المراقبون أن جائحة "كورونا" والصراع الروسي في أوكرانيا، ساهما في الإسراع من وتيرة تحوُّل العالم نحو النظام الدولي الجديد.
وفي هذا الصدد، تطرق التقرير إلى انطلاق فاعليات "القمة العالمية للحكومات 2022" في "دبي" في 29 مارس 2022، والتي بحثت مجموعة واسعة من التحديات المُلحة التي يواجهها العالم في محاولة لاستشراف المستقبل.
ووفقًا للتقرير، أظهرت المباحثات أن دول منطقة الشرق الأوسط ليس لديها أدنى استعداد للتضحية بعلاقتها مع الصين، أو التنازل عن شراكاتها مع روسيا، التي استطاعت ترسيخ نفسها كقوة لا يُستهان بها منذ قدَّمت الدعم للرئيس السوري "بشار الأسد" طيلة السنوات الماضية.
ولفت التقرير إلى أن دول المنطقة فقدت الثقة في "واشنطن" كحليف موثوق به، وفي كفاءة القيادة الأمريكية للعالم، وذلك عقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عام 2021، فضلًا عن اتجاه إدارة "جو بايدن" لإتمام الاتفاق النووي الإيراني دون مراعاة المخاوف الخليجية والعربية من هذا الاتفاق، وتأثيره على الأمن الإقليمي.
وأوضح التقرير أن استراتيجية كلٍ من الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما" -التي استندت على مبدأ "القيادة من الخلف"، والتي رفضت التدخل بشكل مباشر في الصراعات، وكذا استراتيجية الرئيس "دونالد ترامب" "أمريكا أولًا" قادتا إلى تراجُع القيادة الأمريكية للعالم.
ختامًا، أكَّد التقرير أن حلفاء "واشنطن" في منطقة الشرق الأوسط يراقبون تطورات الأزمة الأوكرانية عن كثب؛ ذلك لأن انتصار أوكرانيا يعني وجود ظهير غربي قوي قادر على دعم حلفائه في مواجهة أية تهديدات، أما إذا انتصرت روسيا -حتى إذا كانت التكلفة الناجمة عن هذا الانتصار باهظة على كلٍ من أوكرانيا وروسيا- فإن ذلك من شأنه تسريع وتيرة تراجُع الغرب كقوة فاعلة على الساحة الدولية.
اقرأ أيضا: عاجل | بعد إعلان لبنان.. اقتصاديون يكشفون معنى إفلاس الدولة والحلول