الطريق
الإثنين 27 مايو 2024 10:59 صـ 19 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«أويل برايس»: تباطؤ الطلب الآسيوي على الغاز المسال تزامنا مع زيادة الطلب الأوروبي

أرشيفية
أرشيفية

• من شأن التصميم الأوروبي على خفض الاعتماد على الطاقة الروسية، بدايةً بالغاز، أن يبقي الطلب على الغاز الطبيعي المسال والأسعار الفورية مرتفعة لسنوات قادمة.

• هناك تباطؤ الطلب الأسيوي على الغاز الطبيعي المسال بسبب ارتفاع أسعاره، وأصبحت مولدات الطاقة الآسيوية تتحول من الغاز إلى الفحم.

• تعد أوروبا حاليًا الوجهة الأولى لصادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية.

شهد الطلب الآسيوي على الغاز الطبيعي المسال تباطؤًا بسبب ارتفاع أسعار الشحنات مدفوعة بالمنافسة الشديدة من جانب أوروبا، التي تعمل طوال الوقت لتقليل اعتمادها على إمدادات الغاز الروسية، وفقًا لتقرير (أويل برايس).

وذكر التقرير أن أوروبا حاليًا تعد الوجهة الأولى لصادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية، بينما تتجه الاقتصادات النامية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بعيدًا عن السوق الفورية للغاز الطبيعي المسال، وتتحول إلى استخدام الفحم والنفط نتيجة للارتفاع القياسي في أسعار الغاز.

ويرى المحللون أن التصميم الأوروبي على خفض الاعتماد على الطاقة الروسية، بدءًا بالغاز، سيبقي الطلب على الغاز الطبيعي المسال والأسعار الفورية مرتفعة لسنوات قادمة، وسيؤدي هذا بدوره إلى إبطاء نمو واردات آسيا من الغاز الطبيعي المسال مقارنة بالفترة السابقة للحرب الروسية في أوكرانيا.

وأوضح التقرير أن أزمة الغاز الطبيعي والطاقة التي شهدتها أوروبا في نهاية عام 2021، وقبل أشهر من غزو روسيا لأوكرانيا، جعلت القارة –بالفعل- الخيار الأفضل لشحنات الغاز الطبيعي المسال الفورية، مع ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا لمستويات أعلى منها في آسيا وأعلى 14 مرة مقارنة بسعر Henry Hub الأمريكي.

وفي ديسمبر 2021، اتجهت العشرات من ناقلات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى أوروبا، كما تم تحويل ما لا يقل عن عشر شحنات أخرى من الغاز الطبيعي المسال من آسيا إلى أوروبا.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية، في أحدث تقرير شهري لها عن الغاز الطبيعي، أن كلًّا من (المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا وتركيا وكوريا الجنوبية) جاءوا كأكبر خمس دول استيرادًا للغاز الطبيعي المسال الأمريكي في شهر يناير2022، أي قبل شهر من الغزو الروسي لأوكرانيا.

كما سجلت صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية أعلى مستوى لها على الإطلاق في يناير2022، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة.

وفي شهر فبراير 2022، دفعت الحرب في أوكرانيا أوروبا إلى تقليل اعتمادها على الغاز في روسيا ودفعت الاتحاد الأوروبي إلى السعي للتخلي عن الوقود الأحفوري الروسي قبل عام 2030. ويعد تنويع إمدادات الغاز، مع زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال، ركيزة أساسية على المدى القريب لتلك الخطة.

وفي نهاية شهر مارس الماضي، وقع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اتفاقًا ستعزز بموجبه الولايات المتحدة الأمريكية إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا لمساعدتها على استبدال جزء من إمدادات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية.

أوضح التقرير أيضًا أنه على المدى القصير والمتوسط، من المقرر أن يكون الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال قويًا، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار الفورية العالمية ويسحب الشحنات إلى أوروبا على حساب آسيا.

ولا تزال آسيا أكبر سوق لواردات الغاز الطبيعي المسال، لكن مشترياتها من الغاز الطبيعي المسال انخفضت بنسبة 10% خلال الربع الأول من عام 2022 مقارنة بالربع نفسه من عام 2021 ، وفقًا لبيانات شركة استشارات الطاقة "وود ماكنزي"؛ حيث شهدت الأسواق الآسيوية الرئيسة (مثل: الصين واليابان والهند) انخفاضًا في واردات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 11٪ و 14٪ و 25٪ على التوالي.

وأكد "فاليري تشاو"- نائب رئيس شركة "وود ماكينزي" أن مولدات الطاقة الآسيوية أصبحت تتحول من الغاز إلى الفحم، كما تحولت بعض الصناعات في الهند إلى النافتا بدلًا من الغاز الطبيعي مرتفع التكلفة.

ووفقًا لشركة استشارات الطاقة، من المتوقع أن ينخفض الطلب على الغاز الطبيعي المسال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ هذا العام. كما يرى المحللون أن الدافع الأوروبي لاستبدال الغاز الروسي في أقرب وقت ممكن سيبقي نمو الطلب في أوروبا مرتفعًا وترتفع الأسعار الفورية حتى عام 2025.

في الوقت نفسه من المرجح أن يحجم المشترون ذوو الحساسية للسعر في آسيا عن شراء الغاز الطبيعي المسال الفوري، متوقعين ارتفاع الأسعار حتى عام 2025.

اقرأ أيضا: روسيا على وشك مواجهة أول عجز سيادي لتخلفها عن سداد ديونها