الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 06:29 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

هل خططت إيران لاغتيال سياح إسرائيليين في تركيا؟

حذرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، السياح الإسرائيليين فى تركيا، من عمليات قد تقوم بها إيران، للرد على اغتيال قيادات إيرانية، متخصصة فى المجال النووي منهم ضباط ومهندسين، وجهت إيران أصابع الاتهام في اغتيالهم لـ إسرائيل، في المقابل رفض عشرات السياح الإسرائيليين، طلب حكومتهم مغادرة تركيا على الفور.

لاحقا أعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالتعاون مع نظيرتها التركية إحباط مخطط إيراني، "للخطف، والاغتيال" يستهدف الإسرائيليين في إسطنبول.

وفى هذا الشان قال الخبيرفى الشأن الإيراني أسامة الهتيمي، لـ «الطريق»، إنه على الرغم من أن البعض، يستبعد إمكانية إقدام طهران على تنفيذ عمليات اغتيال لـ"إسرائيليين"، على الأراضي التركية خشية «تتوتر العلاقات التركية الإيرانية»، وحدوث أزمة دبلوماسية مع تركيا جراء استهداف «المخابرات الإيرانية»، رعايا طرف ثالث على الأرض التركية.

وأضاف «الهتيمي»، إذا تمت هذة العملية فهو إنقاص من سيادة تركيا، إلا أنني أرى أن ذلك أمر وارد حدوثه خاصة وأنه قد سبق، أن نجحت «المخابرات التركية»، في ضبط خلية مخابراتية إيرانية، مكونة من إيرانيين، وأتراك في "التخطيط لاغتيال رجل الأعمال الصهيوني "الإسرائيلي"- التركي يائير غيلر البالغ من العمر 75 عاما، والمعروف عالميا في مجال "الصناعات الدفاعية"، وذلك في مدينة إسطنبول التركية، وهي العملية التي تم كشفها قبل تنفيذها وكانت تستهدف إفشال محاولات تقوية العلاقات التركية مع الاحتلال "الإسرائيلي"، بعد أن أصابها حالة من التوتر والجمود لأكثر من عقد من الزمن.

وأردف الباحث فى الشؤون الإيرانية، ربما كانت ستعد هذه العملية ردا إيرانيا، مناسبا على اغتيال الاحتلال الصهيوني "إسرائيل" للعالم الإيراني النووي محسن فخري زادة، وفي إطار ما سبق فإنه من المرجح، أن تكون التحذيرات "الإسرائيلية" للسياح، أو للمواطنين "الإسرائيليين" المقيمين في تركيا جادة إلى درجة كبيرة، خاصة وأن "النشاط الإيراني المخابراتي شهد طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة"، في عهد الرئيس «أردوغان».

وأكد "الباحث "، سبق أن نجحت المخابرات الإيرانية في تنفيذ عددا من عمليات،"الاغتيال أو الاختطاف"، للعديد من الشخصيات "المعارضة الإيرانية بالتعاون والتنسيق مع أتراك دون تمييز فمن بينهم أمنيين ومنهم أيضا أعضاء في عصابات إجرامية".

اختراق سيبراني

وكشف الباحث فى الشأن الايراني، أن إيران تسعى بمختلف السبل إلى الرد على العمليات الأمنية التي نجح الكيان الصهيوني "إسرائيل" في تنفيذها مؤخرا على الأراضي الإيرانية، حيث تمكن من استهداف عدد من الضباط والمهندسين والمتخصصين في مجالي"البرنامج النووي والصاروخي" من بينهم «محسن زادة، صياد خُدائي، المهندس أيوب انتظاري والقائد بالوحدة 840 في الحرس الثوري "علي إسماعيل زاده"»، وغيرهم.

وفي سياق متصل قال « الهتيمي»، تم اختراق وتعطيل« سيبراني لشبكات العديد من المؤسسات الحكومية»، كما نفذت تفجيرات والحرائق، واستهدفت أماكن حيوية، وهو ما أهدر ماء وجه إيران أمام الجماهير الإيرانية والموالين لها في دول المنطقة إذ ما فتأ يردد قادة الثورة الإيرانية قدرة بلادهم على نسف وسحق الكيان الصهيوني مرارا وتكرار، بينما عجزت أجهزته الأمنية عن حماية الشخصيات الإيرانية أو الثأر لاغتيالهم.

وأستكمل "الهتيمي"، أن بطبيعة الحال ولكي تتمكن إيران من استهداف عناصر صهيونية "إسرائيلية"، في تركيا فلابد أن يكون لديها خلايا مدربة، يمكنها تحقيق ذلك حيث تعتمد في تشكيلها على الحرية النسبية المتاحة لهم من قبل النظام التركي الذي سبق وأعفى "خلية مخابراتية إيرانية من المحاكمة"، فضلا عن القاعدة الشعبية الإيرانية الكبيرة في تركيا فقد أضحى الإيرانيون يحتلون المرتبة الأولى في تملك العقارات في تركيا خاصة في المحافظات الشرقية لتركيا.

وأوضح الباحث فى الشأن الايراني لـ الطريق، أن التحرك الإيراني في تركيا تحرك اضطراري، فقد أصبحت إيران بالفعل في موقف حرج بعد أن تعرضت للعديد من الضربات الأمنية، بل والعسكرية من الجانب "الإسرائيلي" في العديد من الأماكن دون قدرة على الرد الذي تعجز على أن تقوم به بشكل مباشر، وبالتالي فهي في حاجة إلى أن يكون الرد عبر وكلاء أو بشكل التفافي.

وأختتم كلامه قائلا: "لكن ثمة احتمال آخر لا أميل له يتعلق برغبة الاحتلال في تشويه سمعة إيران، وتوتير العلاقة بينها وبين تركيا أو إظهارها كـ "طرف إرهابي"، مما يزيد من عزلتها الدولية، كورقة ضغط عليها لتمرير «الاتفاق النووي»، ذلك أن الاحتلال "إسرائيل" سيكون هو الأكثر خسارة نتيجة لتداعيات هذه المسألة اقتصاديا وأمنيا وعسكريا.

اقرأ المزيد: زيلينسكي: انتصارنا في الحرب مهم لسلامة الجميع في أوروبا