الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 02:21 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أسئلة الحياة وإجابتها السهلة

في الحياة قد تعمل وتجد، إلا أن النتيجة ليست محسومة بالوصول للهدف الذي رجوت، في الحياة قد تركب قطار أسوان وتصل الإسكندرية، وليس السؤال كيف وصلت الإسكندرية؟ العجيب أنك قد تشعر بالرضا والسعادة في الإسكندرية، رغم أن رحلتك وخطتك كانت أسوان، إلا أن للحياة كلمة أخرى، قد يوافقها هواك أحيانًا، وقد يُخالفها أحايين كثيرة.

في شتاء 2011، كانت الأرض على موعد مع كلاسيكو كروي عظيم، بين برشلونة وريال مدريد، حينها سارت المباراة بشكل درامي مُعتاد، إلا أن المباراة شهدت تباديل وتوافيق خططية كثيرة، بل كثيرة جدًا من طرفي الملعب، وقتذاك خرج علينا أحد المحللين الفنيين بمقولة عظيمة حين قال "في هذه المباراة كلما وجد مورينيو الإجابة، غَير جوارديولا السؤال"، بكل بساطة تلك هي الحياة، كلما وجدت إجابة على أسئلتها تجدها وبسرعة غيرت السؤال.

عودتنا الحياة أن فرصها تأتي فجأة أو تأتي مُتأخرة، وهي عادة معروفةٌ عنها إلا أننا نريدها أن تغير عادتها لأجلنا، كل ما علينا هنا أن نفعل مثلما فعل "أبو تريكة" في دوري المظاليم وكان يلعب خارج السياق وفي الملعب الفرعي، ولكنه لعب وكأنه في السياق وكأن الجماهير تهتف باسمه، وبعد أن مر العمر في لعبة كرة القدم، وبلغ "أبو تريكة" السابعة والعشرين، أتته الفرصة وما أصعبها حين تأتي هكذا بغتة، وتُقدم لك أصعب سؤال على أرض التتش، وأمام مدرب أجنبي لا قلب له مثل مانويل جوزيه، إلا أن "تريكة" استقبل الفرصة على صدره مائلًا للخلف قليلًا ومروحًا قدمه في الهواء في انتظار الكرة، التي وضعها صاروخية في الشباك.

أسئلة الحياة دائمًا من خارج المنهج وخارج التوقعات، كان موسى عليه السلام يسير في قريته لا مبالٍ في سيره، استنصره أحدهم فنصره، لكن الخصم مات، هرب موسى عليه سلام الله بعد نُصح الناصحين، وصل مدينة مدين قدرًا، لمح فتاتان ساعدهما، طلبه أبوهما وزوجه إحداهما، عمل نبي الله موسى عليه السلام أجيرًا، ذهب بأهله وفي الطريق أراد جذوة من نار يضيء بها طريقه، فكلمه الله فصار كليم الله، في بحثك عن إجابة لأسئلة الحياة ابحث وأنت تسعى، وفي السعي الإجابة.