الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 08:44 صـ 24 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

موجات حر وفيضانات وجفاف.. هل «فات الأوان» للحد من كارثة الاحتباس الحراري؟

موجات حر وفيضانات وجفاف في مختلف أنحاء العالم
موجات حر وفيضانات وجفاف في مختلف أنحاء العالم

وسط تحذيرات من «فوات الأوان» أمام محاولات الحد من الاحتباس الحراري، انطلقت أعمال حوار بطرسبورج للمناخ الذي تنظمه ألمانيا ومصر في برلين تمهيدًا لمؤتمر المناخ العالمي «كوب 27» المزمع عقده في شرم الشيخ أوائل نوفمبر المقبل.

ويشارك في المؤتمر ممثلون عن نحو 40 دولة لبحث كيفية المضي قدمًا في مكافحة التغير المناخي.

ويدور حوار المناخ حول رد الفعل على أزمات شديدة التعقيد وهي التغييرات المناخية، ومشاكل إمدادات الطاقة بسبب حرب أوكرانيا ونقص الغذاء في مناطق حول العالم.

وتسبب أزمات الديون في بعض الدول النامية عاملًا إضافيًا في إعاقة قدرة هذه الدول على التعامل مع هذه الأزمات.

الخسائر والأضرار

ويناقش الحوار تحت عنوان «الخسائر والأضرار» كيفية التغلب بصورة مشتركة على تداعيات التغير المناخي في دول فقيرة لم تسهم سوى بقدر ضئيل في الأضرار الناجمة عن التغير المناخي.

وتأتي مشاركة مصر في حوار بطرسبورج تقديرًا للدور الحيوي الذي قامت به في إطار مفاوضات تغير المناخ على مدار السنوات الماضية.

أكبر تهديد للعالم

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال افتتاح حوار بطرسبورج للمناخ في برلين، المجتمع الدولي إلى بذل جهود مشتركة ومكثفة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري التي يتسبب فيها الإنسان، مؤكدة أن أزمة المناخ تمثل الآن أكبر مشكلة أمنية لجميع سكان الأرض.

وشددت بيربوك على أن «أزمة المناخ لا تتوقف عند حدود، لذلك لا يجب أن تتوقف الحلول عند أي حدود، والهدف هو القدرة على احتواء أكبر تهديد أمني لهذا القرن على المستوى الدولي وعلى نحو مشترك».

حرق الفحم

وذكرت أنه مع الحرب التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا تكثف ألمانيا جهودها لتوسيع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وستضطر إلى إعادة تنشيط محطات الطاقة التي تعمل بالفحم كاحتياطي طارئ لفترة قصيرة.

وأكدت بيربوك في المقابل أن «هذا لا يعني تخلي ألمانيا عن هدف الحد من زيادة ارتفاع درجة حرارة الأرض عن 1.5 درجة مئوية، ولا يعني أيضًا أننا نتباطأ في سعينا لتوسيع مصادر الطاقة المتجددة».

دعم الدول النامية

وفي ضوء التوترات الجيوسياسية العالمية، دعا وزير الخارجية سامح شكري الدول الأعضاء في مؤتمر المناخ العالمي إلى الإيفاء بالأهداف المناخية المتفق عليها.

وقال شكري إنه «لا يجب استخدام الوضع الحالي في العالم كذريعة لعدم الوفاء بالالتزامات السابقة، خاصة فيما يتعلق بدعم الدول النامية».

وتحدث شكري عن توترات جيوسياسية غير مسبوقة من شأنها أن تؤثر على الأمن الغذائي والموثوقية في سلاسل التوريد الدولية، مؤكدا أنه من المهم في الأوقات المضطربة الحالية التصرف بسرعة وضمان بقاء حماية المناخ على رأس جدول أعمال الدول.

وشدد وزير الخارجية المصري على أنه إذا لم تقم دول العالم بزيادة أهدافها المناخية الآن، فلن يكون هدف الـ 5. 1 درجة قابلا للتحقيق.

كارثة الاحتباس الحراري

وعلى وقع أزمة التغير المناخي، حذر مجيب لطيف خبير ألماني في مجال المناخ، من أن الوقت قد نفد بالفعل أمام محاولات الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لترتفع بواقع 5.1 درجة كحد أقصى مقارنة بما قبل الثورة الصناعية.

وأكد لطيف في تصريحات لموقع «الطريق»، أنه «بالنظر إلى المعدلات الحالية لانبعاثات غازات الدفيئة، سنتجاوز هذا المستوى خلال أقل من عشر سنوات».

وقال: «إذا ما نظرنا إلى ما يفعله الساسة في أنحاء العالم حاليًا، فنحن في سبيلنا إلى تسجيل أكثر إلى 3 درجات، إننا نقترب من النقطة التي يتعين على المرء أن يقر فيها: بأنه قد فات الأوان».

وشدد لطيف على أن حدوث ارتفاع في درجة حرارة الأرض بواقع 3 درجات سيكون «كارثة»، معربًا عن أسفه حيث يبدو أنه كانت هناك دائمًا قضايا أكثر إلحاحًا من حماية المناخ.

تغير المناخ يضرب العالم

ويشهد جميع أنحاء العالم في الوقت الراهن موجات حر وفيضانات وجفاف أصبحت أكثر تواتراً وشدة بسبب تغير المناخ.

وتسببت درجات الحرارة الحارقة في حدوث حرائق غابات في العديد من البلدان، حيث أعلنت إسبانيا أن حريقا أدى حتى الآن إلى إحراق ما لا يقل عن 4 آلاف هكتار من الأراضي.

كما أبلغت إيطاليا وكرواتيا وفرنسا والبرتغال عن حرائق غابات مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع.

وجلبت بداية شهر يوليو المجموعة الرابعة من الفيضانات خلال 18 شهرا إلى ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، وتأثرت منطقة سيدني الكبرى بشكل خاص، حيث شهدت تساقط أمطار غزيرة، وتحولت الطرق إلى أنهار مما أدى إلى إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم.

وتضرب العواصف باكستان منذ منتصف يونيو، مما أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا وإلحاق أضرار بالمنازل والطرق والجسور ومحطات الطاقة.

وبعد هطول أمطار شتوية شحيحة وشهور من الجفاف، أعلنت الحكومة الإيطالية حالة الطوارئ في خمس مناطق ستستمر حتى نهاية العام، فيما فرضت بعض المدن والمناطق قيودا على استخدام المياه، وتعتبر أخطر أزمة مياه منذ 70 عاما في منطقة حوض (بو) في البلاد، وهي منطقة حيوية للزراعة والثروة الحيوانية في إيطاليا.

حتى قبل بدء موسم حرائق الغابات في الولايات المتحدة رسميا، اشتعلت النيران في أجزاء من البلاد، إذ اندلع حريق في شمال كاليفورنيا في بداية يوليو وتضاعف حجمه بين عشية وضحاها مما أدى إلى إجلاء مئات الأشخاص.

وتعاني الصين من أسوأ موجة حر منذ عقود. ضربت الحرارة الحارقة أجزاء من البلاد في شهري يونيو ويوليو، ومع ارتفاع الطلب لتشغيل أجهزة تكييف الهواء سجل الحمل على شبكات الكهرباء أرقاما قياسية، في غضون ذلك، عانت عدة مناطق جنوبية من أمطار غزيرة وفيضانات، ويعود السبب في ذلك إلى التغير المناخي.

وتسببت الانهيارات الأرضية والفيضانات في أعقاب الأمطار الغزيرة في القضاء على المساكن في ولاية بيرنامبوكو شمال شرق البرازيل في مايو، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص، فالأحياء الفقيرة المبنية على سفوح التلال معرضة لمثل هذه الكوارث ويقول الخبراء إن تغير المناخ يساهم في زيادة هطول الأمطار.

وفي أبريل، ضربت أمطار غزيرة الساحل الشرقي لجنوب إفريقيا، مما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية أودت بحياة أكثر من 400 شخص ودمرت أكثر من 12 ألف منزل وأجبرت ما يقدر بنحو 40 ألف شخص على ترك منازلهم.

وتشهد منطقة شرق إفريقيا واحدة من أسوأ حالات الجفاف منذ عقود، حوالي 20 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة هذا العام بعدما فاقم تأخر موسم الأمطار جفافا حادا.

اقرأ أيضا.. حوار بطرسبرج للمناخ برئاسة مصر وألمانيا

موضوعات متعلقة