الطريق
السبت 27 أبريل 2024 01:02 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كريمة يثير الجدل بشأن عرض مومياوات الفراعنة في الفاترينات.. ورد حاسم من الإفتاء

د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة بالأزهر
د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة بالأزهر

أثار الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة، الجدل بشأن فتوى تليفزيونية عن حكم نبش قبور الفراعنة.

وقال كريمة في فتواه، إنه لا يجوز نبش جثامين الفراعنة فهو محرم، مشددا على أن نبش قبر الميت لا يكون إلا لعذر طبي فقط.

وقال كريمة، إن المولى عز وجل قال في كتابه الكريم:|"{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِىٓ آدَمَ وَحَمَلْنَٰهُمْ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍۢ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}، كما قال عز وجل في سورة عبس: (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ )، مضيفا:"علماء الفقه علمونا ان القبر زي البيت".

وتابع:"إذا كان التنقيب عن الآثار من طرف الدولة وأجهزتها المعنية لأمور علمية، فلا شئ فيه، أما إذا كان يتم من قبل أحد أفراد الشعب أو العصابات فلا يجوز استخراج جثث ومومياوات الفراعنة وعرضها في الفاترينات"، مضيفا:"هذا مخالف للشريعة".

وأوضح"لو كنت صاحب رأي لأمرت بإعادة جثامين الفراعنة فورا إلى قبورهم، فجسد الإنسان مكرم، مين يرضى على نفسه يتحط في فاترينة زجاجية والناس تتفرج عليه؟، تراب الأرض للإنسان مثل رحم الأم يستر ويحنو على جسد الإنسان، مستشهدا بقوله تعالى: "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ".

وأكدت دار الإفتاء المصرية، في فتوى سابقة لها، أنه من المقرر شرعًا أنّ جسد الإنسان حرمته عند الله عظيمة؛ فقد حرَّم الله تعالى التمثيل بالموتى حتى وإن كانوا غير مسلمين، ويعتبر تشريح جثث الموتى من الوسائل التي اهتم بها الباحثون على مَرِّ الزمان للتعرُّفِ على طبيعة الإنسان.

وأضافت الإفتاء المصرية، أنه عَرْض هذه المُمْيَاوَات لدراستها والإشادة بها بعيد كل البعد عن التمثيل بالموتى، ولا حرج فيه شرعًا، ولا حرج كذلك في إقامة المتاحف؛ لأنها وسيلة الحفاظ على هذه الآثار.

اقرأ أيضا: بدء التسجيل في اختبارات القدرات للقبول بجامعة الأزهر

وأكدت الإفتاء فلا مانع شرعًا من إخراج الجثث المحنطة وعرضها في المتاحف لأنّها توضع على سبيل: التَعلُّم، والتأريخ، وغير ذلك من الأغراض المباحة في الشريعة الإسلامية.

وقالت الإفتاء إن إقامة الهيئات المختصة للمتاحف أمر ضروري في عصرنا الحاضر؛ لأنَّه الوسيلة العلمية الصحيحة والوحيدة لحفظ آثار ومومياوات الأمم والحضارات السابقة وتهيئتها للدارسين، وهذا الأمر سبيله التنقيب عن الآثار، وهو لا يتعارض شرعًا مع حرمة الميت؛ لأنَّ الأصل في عملية التنقيب عن الآثار أن يقوم به فريقٌ مُتخصِّصٌ ومُدَرَّبٌ على ذلك، ويكون بعلم الجهات المختصة.

وأوضحت أنه يراعى في عملية التنقيب كل أنواع الاحترام الإكرام لجسد المومياء، حيث يتم إخراج تلك المومياوات من قبورها بشكل دقيقٍ، ليتم الحفاظ عليها، وحمايتها في المتاحف لدراستها وعَرْضها، وليس الأمر كما يفعل لصوص المقابر من نَبْش القبور وسرقة ما فيها فضلًا عن انتهاك حُرْمة الموتى دون مراعاةٍ لكرامة صاحب القبر.