الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 02:42 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الرحلة الأخيرة.. حكاية القبطان المصري المفقود في المحيط الهندي

القبطان المفقود
القبطان المفقود

سبع أيام مرت على فقدان القبطان المصري سامح سيد، وأحد أصدقائه في المحيط الهندي دون العثور عليهما حتى الآن، بعدما أعلن قائد السفينة غرقها عقب إخلاء طاقمها بالكامل إلا أن الطالبين المصريين الذين كانا على متنها لا يعلمون أين هم؟ هل ابتعلهما المحيط الهندي أم أن هناك حلقة مفقودة في القضية لم تعلن من قبل لحل لغز اختفاء القبطان المقفود وصديقه.. أم هناك أياد خفية وراء الاختفاء؟.

رحلة سفر القبطان المفقود

تخرج الطالب سامح سيد من الأكاديمية البحرية الأردنية دفعة ٢٠٢٠/٢٠٢١ وقرر السفر مرة أخرى لحصوله على سنة الامتياز حتى يصبح قيطانا متمكنا في مجاله ليحقق أمنية والدته التي لطالما كانت تحلم برؤية نجلها شيء يفتخر به وسط أسرتها وأصدقائه ومحبيه، وبالفعل استكمل الطالب رحلة الكفاح التي بدأها منذ سنوات مضت حمل بين جنباته طوح وأحلاما لم تكن وليدة الحظة.

بفرحة وسعادة غادر القبطان المصري أرض الوطن، فبراير الماضي رغبة في تحقيق حلمه، ومنذ أن وطأت قدماه الأردن الشقيق كان دائما التواصل مع أسرة لطمأنتهم عليه في رسائل نصية وأخرى صوتيه، حتى جاءت لحظة الخوف والفزع التي أربكت الأسرة من رسال توحي بعدم عودته إلى أحضان أسرته التي تنتظر عودته على عجل.

الرسائل الأخيرة للقبطان المفقود

الرسائل الأخيرة لم تكن تطمئن الأسرة بعدما أرسل لهم نجلهم الوحيد القبطان المفقود رسائل عدة بأن السفينة التي يستقلونها غير صالحة للعمل «المركبة اتخرمت وبايظة والناس مش عاوزين ينزلوهم ومكملين بيهم وبيلحموا السفينة» وموضحا أنهم استقلوا السفينة من اليابان وصولا إلى كوريا والصين وجزر المالديف والسفينة "مخرومة"، وأرسل القبطان صور لأسرته أن السفينة خرقت والمياه تقتحمها، بحسب أقوال أسرة القبطان المفقود.

يوم 20 يونيو الماضي أخبر القبطان أسرته عبر الرسائل نصية بتعرضه وزملائه إلى مشاكل مع قبطان السفينة قائلا: «رجّعوا واحد مصري من إسكندرية من كتر المشاكل اللي عملوها» وفي يوم 14 يوليو الجاري استقبلت أسرة «سامح سيد» اتصالا هاتفيا من أحد زملائه الناجين أن المركب التي كان يستقلها برفقة نجلهم أخبرهم أنها غرقت وعلى متنها ١٢ فردا من الطاقم، ونزلوا في زورق في نص المحيط الهندي وعملوا استغاثة، وكانت أقرب سفينة لهم على بعد ١٢ ساعة.

أسرة القبطان تروي اللحظات الأخيرة لفقدان نجلهم

وبعد غرق السفين بساعة سقط القبطان «سامح» من الزورق في المياه والموج أخده بعيدا عن الزورق، وحاول أحد أصدقائه القبطان «محمد جمال» من محافظة الإسكندرية إنقاذه ولكنه لحق به في البحر موضحا أنهما كان يرتديان لايف جاكيت وبعدوا عن المركب، وبعد مرور قرابة العشر ساعات من غرق السفينة حدث عطل في الزورق ومن ثم حضرت إحدى السفن واستقلها 10 من طاقم السفينة الغارقة من أصل 12 شخصا، ولكن «سامح ومحمد» لم يستقلها معهم ولم يعلم مكانهم حتى الآن، بحسب رواية الأسرة.

وقالت أسرة القبطان المفقود إن عملية غرق السفين مدبرة، على حد قولهم، كما أخبرهم نجلهم لحصول صاحب السفينة على تأمين السفينة، مشيرين إلى أن تلك الجريمة تعد من قضايا الاتجار بالبشر، لمعرفة صاحب السفينة بعدم صلاحيتها وعلى الرغم من ذلك أجبرهم على استقلالها مطالبين بسرعة تحرك الأجهزة المعنية لعودة نجلهم حتى ولو جثة هامدة علشان.

رحلة السفينة الغارقة

وعن رحلة السفينة الغارقة كشف عمرو إسماعيل، أحد البحارة المصريين الناجين من حادث غرق مركب المحيط الهندي، التي كانت مُتجهة إلى ليبيا، في تصريحات صحفية سابقة عن تفاصيل الرحلة الأخيرة للقبطان المصري المفقود، أن أفراد المركب المفقودة كانوا مجموعة، مكونة من 11 فردا، 6 مصريين، و5 سوريين، وأنهم تحركوا من مطار القاهرة يوم 15 فبراير مُتجهين إلى اليابان، ومكثوا أسبوعين في فندق في اليابان، ومن ثم تم استلام المركب يوم 1 مارس من ميناء أوساكا وكانت حالتها متهالكة.

وعقب استلام المركب سافروا من اليابان إلى كوريا الجنوبية ومن ثم إلى الصين، وتم شحن حديد كوبلت لتسليمه في ميناء مصراتة في ليبيا، مشيرا إلى أن صاحب المركب كان متواجدا معانا، وهو سوري الجنسية، ونزل من سيريلانكا هو وقبطان السفينة، وجاء بدلا منه قبطان آخر، بالإضافة أن أعمدة المركب بدأت في التفكك عن بعضها، ومياه المحيط بدأت تدخل في عنابر السفينة وللبضاعة أيضا.

دخول السفينة إلى ورش الإصلاح والإعمار

وأوضح "إسماعيل" أن الوضع كان سيئا للغاية، قائلا: "في ناس تواصلت مع أهلها إنها تنزل من على المركب، والقبطان رفض ينزلهم، بحجة عدم حوزتهم على فيزا، وبعدها تحركوا من سيريلانكا إلى المالديف، وتم دخول السفينة إلى ورش الإصلاح والإعمار، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن أعمدة المركب كانت قد انفصلت عن بعضها البعض.

وأضاف عمرو إسماعيل: "نزلت في المالديف أنا وزميل مصري آخر معي، يُدعى جابر، وصعد بدلا منا مهندس وقبطان جديد، ولحَّام؛ كي يتعامل مع وضع الحديد المتهالك بالمركب".

وأكد عمرو إسماعيل أن قبطان المركب وقت الغرق، كان بحوزته 3 عوامات إنقاذ، استقل القبطان واحدة منها بصحبة مصريين اثنين، وفجأة وقع أحدهم في المحيط مما دفع صديقه المصري لمحاولة إنقاذه، لكنه لم يتمكن وغرق معه، ولم ينجو إلا القبطان.

وأضاف أن الناجين الباقين في العوامات الثلاث طلبوا الاستغاثة، وبعد 12 ساعة جاء إليهم مركب “كونتينر”، ونقلهم من المحيط الهندي إلى دولة كينيا، وأن عددا من نجوا ووصلوا كينيا حتى الآن 8 سوريين ومصريان.

موضوعات متعلقة