الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 08:26 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«نأخذُ من كل رجُلٍ قبيلة».. أين ذهبت الدراما الدينية؟

محمد سعد يجسد أحد أفراد كفار قريش
محمد سعد يجسد أحد أفراد كفار قريش

«نأخذُ من كل رجُلٍ قبيلة»، لم يبقى في ذاكرة أجيالنا الصغيرة من ذكرى الهجرة على المستوى الدرامي سوى تلك الجملة الساخرة التي وردت على لسان الممثل محمد سعد في أحد أفلامه الكوميديا، ولعل أخر الأعمال الجادة التي أُنتجت في هذا المجال قد أُنتجت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عدا بعض الأعمال التي تُعد على أصابع اليد، وتعاني الدراما المصرية من قلة الأعمال الدينية المنتجة وليست الدينية فقط بل على المستوى التاريخي بشكل عام.

دراما دينية شكلت وعي الأجيال

ولطالما شكلت الدراما الدينية وعي أجيال كاملة ولا ننسى مسلسلات كـ «لا إله إلا الله مُحمد رسول الله، أو مسلسل عصر الأئمة، أو عمر بن عبدالعزيز أو أبو حنيفة النعمان، أو السهرات الدينية العديدة التي قدمها التليفزيون عن القضاة في الإسلام»، وكنا نستيقظ ونحن صغار فنعرف أن اليوم هو رأس السنة الهجرية عندما نفتح التلفاز ونرى فيلم الشيماء أو هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

رأي النقاد في مستوى الدراما الدينية الحالي

وعن أسباب غياب الدراما الدينية يقول الأستاذ أحمد سعدالدين الناقد الفني، أن الدراما المصرية كانت رائدة على المستوى العربي والإسلامي في الأعمال الدينية والتاريخية، وكانت تمتلك الممثلين المُجيدين للغة العربية الفصحى بشكل ممتاز، كما كانت كل العناصر الفنية والإنتاجية متوفرة لإخراج عمل درامي مميز.

وأضاف «سعد الدين»، أن مشكلة الدراما الدينية في وقتنا الراهن ومنذ بداية الألفية الجديدة أنها غير جذابة لجمهور الشباب ما جعل قطاع الإنتاج في الإذاعة والتليفزيون والتابع للدولة يعزف عن التوسع في الإنتاج الدرامي الديني، ومع الوقت إنسحب قطاع الإنتاج في الإذاعة والتليفزيون من الإنتاج الدرامي العام بشكل شبه كامل، واحتلت مكانه شركات القطاع الخاص الهادفة للربح وفقط.

وأكمل الناقد الفني، أن ترك الإنتاج الدرامي بشكل كامل من قبل الدولة شَكل خطًأ استراتيجيًا، وأصبحت شركات القطاع الخاص تنتج ما يُدرعليها الأموال وبشكل سريع، أما الدراما الدينية فأموالها عائد أرباحها بطئ إذا تحقق.

وأردف «سعدالدين»، أن الخطأ الإستراتيجي في إنسحاب الدولة من الإنتاج، جعل الإنتاج العربي خاصةً السوري منه يحتل مكان الدراما المصرية ويأخذ جزء هام من قوة مصر الناعمة.

اقرأ أيضَا: بعد انتشاره في 74 دولة.. كيف نفرق بين جدري القرود و«المائي» و«العادي»؟

يقول أحمد علي، أحد الشباب الجامعيين، عن رأيه وما يتذكره من مشاهد في الدراما الدينية «أنا فاكر مشهد الغار، ومشهد سُراقة لما كان يجري يبحث عن النبي صلى الله عليه وسلم فاكر دول بس وفاكر اللمبي هو بيقول نأخذ من كل رجل قبيلة»، فأحمد وغيره الكثير يحتاجون إنتاجًا دراميًا حقيقيًا بتكلفة تُخرج عملًا ينافس عربيًا وإقليميًا على مستوى الصورة والأداء الفني والمصادر التاريخية الموثوقة.