الطريق
الخميس 28 مارس 2024 06:21 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كبير الأثريين يرد على أسامة الأزهري: «فرعون مصري أصيل ودمه حامي»

تشكيل وجه فرعون بتقنية المسح الضوئي
تشكيل وجه فرعون بتقنية المسح الضوئي

انشغل الرأي العام خلال الساعات الماضية بتصريحات الداعية الدكتور أسامة الأزهري، عن أنّ فرعون لم يكن مصريا أصيلا، وإنما كان من الهكسوس، والتي أثارت جدلاً واسعا بين المصريين.

جاءت تصريحات «الأزهري» في سياق حديثه عن ذكرى يوم عاشوراء، التي يحتفل فيها المسلمون بنجاة نبي الله موسى عليه السلام من فرعون وجيشه وغرق الأخير في البحر.

وقال أسامة الأزهري، الأستاذ بجامعة الأزهر، في لقاء إذاعي: «يوجد بحث تاريخي -وهو الأصح- أنّ فرعون لم يكن مصريا أصيلاً، بل كان من الهكسوس.. فالمصري لا يصل لهذا الحد من البعد عن الله بأي حال من الأحوال، والخلاصة أن الله في هذا اليوم وضع خط النهاية لفرعون».

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إنّه لا توجد أي وثائق أو برديات تثبت صحة حديث أسامة الأزهري، بأن فرعون موسى لم يكن مصريا أصيلا، وكل ما أثير في هذا الشأن ليس يعدو كونه مجرد افتراضات لا تستند إلى أي أدلة.

وبيّن «شاكر» أنّ الفرق ما بين الهكسوس الذين ذكرهم الأزهري وفرعون مصر حوالي 2000 سنة أي فترة زمنية بعيدة كل البعد عن حقبة سيدنا موسى وقصة فرعون ذاك الزمان، مشيرا إلى أن الهكسوس جاءوا إلى مصر في مرحلة مبكرة من التاريخ المصري.

فرعون موسى وإشكالية الأصل

وأوضح كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أنّ جميع القرائن التي استنبطها خبراء الآثار أو ما أكده رجال الدين، يظل في عهد الدولة الحديثة التي ظهر فيها لقب فرعون لأول مرة لكنه لم يكن موجودا قبل ذلك في عصر الهكسوس، وهو ما يدلنا إلى خطأ اعتقاد أن فرعون موسى لم يكن مصريا وكان من الهكسوس.

وأشار «شاكر» إلى أنّه يوجد الكثير من البرديات المفقودة والتي تحمل الكثير من الأسرار حول المصريون القدماء الذين غيروا مجرى التاريخ، مشيرا إلى أن الهكسوس احتلوا جزء من مصر شمال الدلتا وظلوا فيه نحو 108 سنوات فقط.

وأكد كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن لقب فرعون لم يظهر إلا في عصر تحتمس الثالث، موضحا أن البعثات التي لها خلفيات يهودية حاولت البحث والتنقيب كثيرا في شمال الدلتا عن أي أثر يقود إلى وجود فرعون موسى لكنهم لم يجدوا أية أدلة.

أين الدليل؟

وردا على تصريحات أسامة الأزهري قال «شاكر» أريده أن يقول له أين دليله وعلى أي أساس كان فرعون موجودا في عصر الهكسوس؟، موضحا أنه حتى الآن لا توجد أي برديات عن فرعون موسى.

وأردف أن الهكسوس لم يحكموا مصر بشكل مطلق بل سيطروا على جزء بسيط شرق الدلتا، بعدما كانوا عبارة عن بدو يعيشون في الصحراء، تسللوا فيما بعد لاحتلال هذا الجزء، بينما كان الملك المصري يحكم باقي الأراضي المصرية.

وكشف أن المصري كان دائما «دمه حامي ويخاف على حريمه جدا لدرجة أنه لما طلب ملك الفرس الزواج من بنت الملك المصري رفض رغم هزيمة الجيش وقتها، لكن الموقف اللي حصل مع عزيز مصر في سورة سيدنا يوسف، يدل على أنه كان من الهكسوس، ولم يكن فرعونا أصيلا، إنما فرعون موسى مصري أصيل ودمه حامي».

اقرأ أيضًا: هل نجحت المقاومة الفلسطينية في تهديد الاحتلال الإسرائيلي؟