الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 07:32 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حفرها اللصوص وفازت بها السياحة.. تفاصيل اكتشاف مقبرة أثرية جديدة في مدينة المدائن

أرشيفية
أرشيفية

اكتشاف أثري مهم عثر عليه لصوص بالجيزة في أثناء حفرهم للتنقيب عن الآثار، لكن يقظة الأجهزة الأمنية حالت دون تهريب أو بيع تلك القطع الأثرية التي لا تقدر بمال كونها ثروة البلاد وتراثها القومي.

وعثرت الأجهزة الأمنية على حفر دائري الشكل ينتهى بممرين أحدهما بالناحية الشمالية، وهو عبارة عن مبنى من الحجر الجيري القديم بنهايته حجرتين، والآخر بالناحية الجنوبية ويؤدى إلى حجرتين من الحجر الجيري.

الملك رمسيس الثاني

ويوجد نقوش بالكتابة الهيروغليفية على الجدران لأسماء وألقاب لبعض ملوك العصر الفرعوني أهمهم الملك رمسيس الثاني، إضافة إلى شواهد أثرية عبارة عن كتل من الحجر الجيري الأثرية، وكسرات من الفخار، فضلا عن الأدوات المستخدمة في الحفر.

وبمعاينة موقع الحفر بمعرفة لجنة من مفتشي الآثار تبين أنه مبنى أثري هام يعود للعصور الفرعونية القديمة ويُعد اكتشافا أثريا.

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين، إن الاكتشاف الجديد عبارة هو مقبرة مهمة لأنه مكتوبا عليها «خرطوش» رمسيس الثاني وهو أهم ملوك الأسرة 19 وبالتالي نحن أمام كشف ذا أهمية قصوى.

أول عاصمة لمصر الموحدة

وبيّن في تصريحات خاصة لـ«الطريق» أنه موقع الاكتشاف كان في البدرشين ميت رهينة وهي منف أو ممفيس بالغة الفرعونية، وتعتبر أول عاصمة لمصر الموحدة منذ الملك مينا، وجاء اسمها من نفر بمعنى الجدار الأبيض، وظلت منف من أهم المدن حتى بعد نقل العاصمة عدة مرات.

مدينة المدائن في مصر القديمة

وأوضح أن «منف» تعرف باسم مدينة المدائن في مصر القديمة وهي أول عاصمة لمصر الموحدة، ويعتقد أنها شيدت في عهد الملك نعـرمر، وعرفت أيضا بأسماء «إنب حج» وتعني الجدار الأبيض، واسم «من نفر» ويعني شيء ثابت وجميل، وأطلق عليها «ميت رهينة» وتعني طريق الكباش.

وأضاف أن «منف» وصفت بالكثير من الصفات واستمرت عاصمة لمصر منذ الأسرة الأولى وحتى الثامنة ومنها خرجت إحدى نظريات خلق الكون (نظرية بتاح صاحب الأرض البارزة)، وفيها عبد الثالوث الشهير «بتاح- سخمت- نفرتوم»، وارتبط باسمها أشهر وأكبر جبانات مصر (جبانة منف) وإليها سعى ملوك مصر ليتركوا فيها أثرا لتخـليد ذكراهم، حيث زارها الإسكندر الأكبر واستقرت مومياءه فيها لعام أو أكثر انتظارا لأعـداد مقبرته في الإسكندرية.

خرج منها تمثال رمسيس الثاني

وتابع أن هذه المنطقة خرج منها تمثال رمسيس الثاني الضخم الذي كان يزين ميدان رمسيس ثم نقل للمتحف الكبير، وسماها الإغريق «ممفيس» وأطلق هذا الاسم في العالم الغربي على العديد من المدن.

وأشار إلى أن منف التي تعرف حاليا بميت رهينة تتبع مركز البدرشين، لافتا إلى أنه رغم أن المدينة ظلت طوال التاريخ المصري القديم تتبوأ مكانة مرموقة إلا أنها دخلت في بعض الفترات في دائرة النسيان وأصابها الزحف العمراني والزراعي وعبث الإنسان، ولا يمكن للمرء أن يتصور أن مدينة بهذه الأهمية وبهذا التاريخ الطويل لم يتبق فيها سوى أطلال لبعض المنشآت تتناثر هنا وهناك ولعل بعض ضربات الاحتلال الأجنبي لمصر القديمة قد أصاب منف إصابات مباشرة.

وكشف أن احتلال الملك بعنخي (أحد ملوك مملكة نباتا بالسودان القديم ) وسيطرة الآشوريين على المدينة على يد أسرحدون ثم آشور بانيال أدت إلى تدمير ونهب المدينة، ثم كانت الضربة القاضية على يد الملك الفارسي قمبيز الذي خرب المدينة وقتل كهنة الإله بتاح بل وقتل العجل أبيس

تخريب المعابد

ونوه إلى أنه رغم أن المدينة استردت أنفاسها في العصر البطلمي وفي أوائل العصر الروماني فإن المرسوم الذي أصدره الإمبراطور الروماني ثيودسيوس بتخريب المعابد وتحطيم تماثيل الآلهة قد حول المدينة إلى حطام، وفي العصور التالية أصبحت المدينة بمثابة محجر تنقل أحجار منشآتها لتشيد بها منشآت أخرى لأغراض أخرى للأسف وتضمنت المدينة مجموعة من المعابد المكرسة للإله بتاح ولبقية الثالوث منها ذلك المعبد الشهير الذي يعرف بـ«حت كابتاح».

وألمح أن المدينة كانت تضم مجموعة من القصور أحدهما للملك مرنبتاح والثاني للملك واح إيب رع (أبريس) من الأسرة 26 ولا تزال أطلال المدينة تضم ذلك التمثال الضخم الراقد والمنحوت من الجرانيت الوردي والذي يعتبر آية في فن النحت في مصر القديمة ومجموعة من تماثيل واقفة تحمل اسم رمسيس الثاني لكنه بعد دراسة متأنية اتضح أنها تخص الملك سنوسرت الأول من ملوك الأسرة 12.

تمثال أبو الهول

واستكمل أن المنطقة تضم أيضا ثاني أضخم تمثال لأبي الهول بعد تمثال الجيزة وهو منحوت من حجر الألبستر ويرجع للدولة الحديثة وهناك لوحة من عهد الملك أبريس.

واختتم بالإشارة إلى أنه من آثار المنطقة معبد التحنيط الذي كان مخصصا لتحنيط العجل أبيس قبل دفنه في سرابيوم سقارة ويؤرخ المعبد للأسرة 26 ولا يزال يضم بعض مناضد وأواني التحنيط وإلى الجنوب من معبد التحنيط عثر على مقبرة للأمير شاشانق من الأسرة 22 كما عثر على جبانة من الدولة الوسطى وفى أحد التلال المنطقة عثر على أطلال معبد حاتحور شيد في الأسرة 19.

اقرأ أيضًا: ما مصير السلع المكدسة بالموانئ؟.. 24 ساعة وتحدث الانفراجة