الطريق
الخميس 25 أبريل 2024 07:01 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محطة زابوروجيه.. ماذا سيحدث حال وقوع انفجار نووي في أوكرانيا؟

محطة زابوروجيه ـ خرائط Google Earth
محطة زابوروجيه ـ خرائط Google Earth

محطة زابوروجيه.. اسم تصدر مواقع البحث خلال الساعات الماضية على المستويين العالمي والدولي، بسبب المخاوف المتزايدة من وقوع كارثة نووية، على إثر الصراع المتزايد بين روسيا وأوكرانيا، بالقرب من المحطة التي تغذي 22% من المدن الأوكرانية بالكهرباء.

«الطريق» تحدثت مع الدكتور أيمن سمير، الخبير في العلاقات الدولية، والذي يرى أن تعرض محطة زابوروجيه، لأي خطر يهدد حياة ملايين السكان، وأن الحل في تسليمها لبعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

16 مفاعلا في خطر!

وأضاف سمير، أن المحطة تستخدم في إنتاج الكهرباء، وبها 16 مفاعلا نوويا، وحاليا تسطير عليها القوات الروسية، في الوقت الذي يطالب فيه الجانب الأوكراني بوجود الأمم المتحدة متمثلة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لضمان أمن وسلامة المحطة.

فصل الكهرباء بالكامل

وأوضح الخبير في العلاقات الدولية، في تصريحات خاصة لـ«الطريق»، أن المحطة تم فصلها بشكل كامل عن خط الكهرباء الأوكراني، ما يشكل خطورة بالغة من الناحية الفنية، إذ إن جزاءً من الكهرباء التي كانت تنتجها المحطة، كان يستخدم في تبريدها، ولذا تخشى الأمم المتحدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن يؤدي فصل التيار إلى انتشار الغازات السامة، ويكمن الخطر الأكبر في زيادة الاشتباكات من حول محطة زابوروجيه.

سيناريو تشيرنوبل

وحذر سمير، من تكرار سيناريو تشيرنوبل - حال سقوط قذائف داخل المحطة - الذي وقع يوم السبت 26 أبريل عام 1986، شمال أوكرانيا، ما أدى إلى إجلاء 100 ألف شخص على الأقل من المنطقة، بينما قدرت جهات مسؤولة عدد القتلى بـ 93 ألفا.

أكثر الدول تأثرا

وأشار الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن أوكرانيا ستكون بالطبع الدولة الأكثر تضررًا حال وقوع انفجار نووي داخل محطة زابوروجيه النووية، وبكل تأكيد مناطق من روسيا.

توزيع أقراص اليود

كما ستتأثر رومانيا على وجه التحديد، والتي بدأت توزيع أقراص "اليود" على مواطنيها لمساعدتهم على استنشاق الهواء حال تسرب غازات سامة من المحطة النووية، وتساعدهم في البقاء على قيد الحياة، لحين تقديم الإسعافات الأولية لهم، ونقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، بحسب «أيمن سمير».

إلى جانب الدول السابقة، تأتي التشيك، وبولندا، وبلغاريا، ضمن قائمة الأعلى خطورة، وقد بدأت تلك الدول في إرشاد مواطنيها عبر وسائل الإعلام على طرق التعامل حال تسرب غازات، أو وقوع أي انفجار نووي.

ولفت إلى أن بعض الدول في شرق أوروبا طلبت الدعم الفني من ألمانيا، وأمريكا، وفرنسا، وأن تقدم لها "أجهزة تنفس" يمكن استخدمها في ظل وجود إشعاع نووي.

حجم الكارثة!

ومن خلال استخدامنا لموقع MISSILEMAP تبين أنه في حالة استخدمت روسيا القنبلة النووية Tsar Bomba (قنبلة القيصر في استهداف المفاعلات النووية) ستكون العواقب وخيمة.

بحسب الصور المرفقة، فإن الدائرة الصفراء "هي حجم الكرة النارية"، أما الدائرة الزرقاء "ستصبح منطقة مشعة بالكامل غير صالحة للحياة على المدى الطويل" وسيحدث دمار كامل يشمل حتى المباني تحت الأرض، والمباني الخراسانية، والسكنية.

أما الدائرة البرتقالي فتشير إلى المنطقة التي سيصيبها الإشعاع بشكل شبه قاتل، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض السرطانية.

محطة زابوروجيه

وتوضح الصور التالية، حجم الكارثة حال استخدمت روسيا قنبلة نووية كبيرة، أو قررت ضرب كييف.

أين الحل؟

وأكد خبير العلاقات الدولية، في تصريحات لـ «الطريق» أن الحل الأمثل لهذه الأزمة، أن يكون هناك بعثة أممية، تعمل على الجوانب الفنية في المحطة، وأن يتم إخلاء القوات الروسية والأوكرانية منها بالكامل، على أن تمارس دورا سياسي في أن تسمي الطرف الذي يحاول المساس بأمن المحطة، وربما يكون في ذلك رادعا له.

هدف روسيا

يتابع سمير: روسيا ترى أن المنطقة التي تقع فيها محطة زابوروجيه النووية ذات أغلبية روسية، وبالتالي هي ملك لها، وتطلق عليها الأراضي المحررة، وهدفها الأسمى، أن تعمل المحطة لتوليد الكهرباء إلى شبه جزيرة القرم، التي تعاني من انقطاع التيار بشكل مستمر، بدلا من أوكرانيا.

الخطر وشيك

وشدد سمير، خبير العلاقات الدولية، في تصريحاته لـ «الطريق» على أن خطر وقوع انفجار نووي، بات وشيكا، خصوصا بعد الانتصارات التي حققتها أوكرانيا في منطقة خاركيف، خلال الأيام الماضية.

واختتم تصريحاته، بأن روسيا ليس لديهم فكرة قبول خسارة جديدة بعدما حدث في خاركيف، وبالتالي ستدافع عن الأماكن التي تسيطر عليها بكل الوسائل، في الوقت الذي أجرت فيه أوكرانيا عمليات إنزال جوي بالقرب من محطة زابوروجيه، ما يشير إلى وقوع اشتباكات محتملة بالقرب منها، وهو ما يحذر منه المجتمع الدولي ويخشى تباعياته الجميع.

اقرأ أيضا| بوتين وماكرون يؤكدان ضرورة ضمان سلامة محطة زابورجيه النووية