الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 09:22 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«رئيس جمهورية الفقراء».. لماذا رفض مصطفى محمود وزارة الأوقاف في عهد السادات؟

مصطفى محمود- Yandex
مصطفى محمود- Yandex

تحل اليوم، 27 من ديسمبر، ذكرى ميلاد الدكتور الراحل مصطفى محمود، الذي أثر في الثقافة المصرية كما لم يؤثر فيها أحد من قبله وتأثر بها حتى تشبع من رحيقها، وسط تحولات عاصفة هضمها كلها وظل هو نفسه بملامح ثابتة لا تغيرها الانفعالات.

رحلة البحث عن الحق

من المعروف عن مصطفى محمود أنه قضى حياته في رحلة ثرية للبحث عن ذاته متنقلًا من الشك إلى اليقين ومن الإيمان إلى الزهد ومن اليسار إلى اليمين ومن الاشتراكية إلى الرأسمالية، لكنه وبعد كل تلك التحولات العاصفة استطاع تثبيت شخصيته المثقفة الواعية ذات النظرة المستقبلة التي ما زالت تثبت عبقرية أفكاره حتى تاريخ كتابة هذه السطور.

وفي خضم رحلة البحث عن الحق، أعلن مصطفى محمود رفضه للتحولات التي طاردت أفكاره أحيان كثيرة، معلنًا إيمانه بالله الواحد الأحد، ومطوعًا علمه في تأويل المسائل الدينية التي تخدم البشرية.

صداقة طيبة مع السادات

ارتبط المفكر الدكتور مصطفى محمود، بعلاقة طيبة مع الزعيم الراحل محمد أنور السادات، فكان يحب روح الفكاهة التي يتحلى بها الرئيس، كما أنهما اتفقا في طريقة التفكير التي تبحث عن الحقائق والتجديد، والتأمل في الكون والاستفادة من الطبيعة، ولكن ذلك التوافق لم يشفع لكي يوافق مصطفى محمود على تولي منصب وزير الأوقاف.

مصطفى محمود

رجل لا يبحث عن السلطة

وبحسب أرشيف صحيفة الجماهير، كان مصطفى محمود صديقًا شخصيًا للسادات ولم يحزن في حياته أكثر من حزنه على مقتله وهو هنا يقول: كيف لمسلمين أن يقتلوا رجلًا رد مظالم كثيرة وأتى بالنصر وساعد الجماعات الإسلامية، ومع ذلك قتلوه بأيديهم وكان السادات قد عرض عليه أن يكون وزيرًا للأوقاف لكن مصطفى محمود رفضها فهو رجل لا يبحث عن السلطة أو يهوى المناصب.

واشتهر مصطفى محمود بزهده في الحياة وبحثه عن المعاني السامية فقد سعاد الفقراء وأعان الضعفاء من خلال مستشفيات جمعيته الخيرية؛ لدرجة أنه لقب آنذاك بالإنسان الأديب والمفكر، ورئيس جمهورية الفقراء

مصطفى محمود

رصيد مصطفى محمود

وكتب الدكتور مصطفى محمود 89 كتابًا ما بين القصة والرواية والمسرحية والكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والسياسية وقد أثرت حياته العملية الفكر الديني والثقافة العامة المصرية، وما زالت إصدارته تلقى رواجًا إلى الآن.

مصطفى محمود من مواليد المنوفية في 25 ديسمبر 1921 لأسرة متوسطة الحال، فقد كان والده موظف، بينما مرض هو كثيرا في طفولته مما أدى لرسوبه ثلاث سنوات في الابتدائية، وعدم قدرته على اللعب كباقي الأطفال، ورغم ذلك درس الطب وتخرج عام 1953 وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960.

اقرأ أيضًا: «إنذار أخير».. الظلام يحاصر مستشفى الكبد بشربين بسبب فواتير كهرباء بـ 16 مليون جنيه