الطريق
الإثنين 6 مايو 2024 05:56 مـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

في ذكرى ميلاده.. لماذا اتهم حمدي غيث بالشيوعية؟ وكيف أنقذه أبو ذر الغفاري؟

حمدي غيث
حمدي غيث

يمتلك صوت جهوري مميز، يتقن الفصحى ببراعة، وأحد أعمدة المسرح، يجيد رسم شخصياته للدرجة التي تجعلك تتذكر اسم الشخصية في معظم أعماله، هو "حسونة السبع" الفتوة الظالم الذي يقهر عائلة الناجي في "التوت والنبوت"، و"الشيخ بدار" الرجل الطيب في "ذئاب الجبل" الرافض لعادات وتقاليد عائلة هوارة، و"ريتشارد قلب الأسد" ملك إنجلترا الذي يشن الحرب ضد "الناصر صلاح الدين" و"المعلم شافعي" كبير التجار وصاحب الكلمة الأولى في "المدبح"، هو الفنان القدير حمدي غيث.

ولد حمدي غيث في مثل هذا اليوم 7 يناير 1924، والده من أصحاب الأملاك والأراضي الزراعية وعمدة قريته شلشلمون بمركز منيا القمح في محافظة الشرقية، توفي والده وترك 5 أبناء من بينهم حمدي غيث وشقيقه الفنان عبد الله غيث وكان حينها طفل رضيع ما جعل "حمدي" يحمل على عاتقه رعايته شقيقه واعتبره بمثابة ابنه.

انتقل "حمدي" و"عبد الله" إلي القاهرة بصحبة والدتهما التي عاشت مع شقيقها وكان أحد مشايخ الأزهر وعلى يديه أتقن الأخوين "غيث" اللغة العربية وحفظا القرآن الكريم، أحب حمدي غيث التمثيل والمسرح منذ نعومة أظافره وقرر الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية بالتزامن مع دراسته في كلية الحقوق.

تخرج من معهد الفنون في 1948 وهي أول دفعة للمعهد وكانت تضج بعمالقة الفن أبرزهم عبد الرحيم الزرقاني، صلاح منصور، عمر الحريري، شكري سرحان، وكان "غيث" ترتيبه الأول على الدفعة بينما فريد شوقي الأخير، رشح بعدها "غيث" لبعثة إلي فرنسا لدراسة الإخراج والتمثيل لمدة سنتين وكان عليه أن يختار ما بين السفر للبعثة أو أداء امتحان السنة النهائية في كلية الحقوق فاختار السفر إلى باريس بعد أن خطفته نداهة الفن من الحقوق، وبعد العودة عمل أستاذا بمعهد الفنون المسرحية.

كانت البداية من المسرح الأقرب إلى قلبه وبيته الأول وقام بإخراج وتمثيل عدة مسرحيات أولها مسرحية "كسبنا البريمو" بعدها مسرحية "تحت الرماد" و"سقوط فرعون"، ومن الأدب العالمي "عطيل، ماكبث، أرض النفاق، مأساة جميلة، راسبوتين".

حرص حمدي غيث على الاطلاع والقراءة في الشعر والأدب والفنون والقانون الذي لم يعمل به بعد دراسته، وفي السينما كانت بدايته في فيلم "صراع في الوادي" 1954" وتوالت أفلامه لعل أبرزها "الناصر صلاح الدين، الدخيل، المدبح، حارة برجوان، التوت والنبوت، اغتيال مدرسة، أرض الخوف".

كان للتلفزيون النصيب الأكبر من موهبة حمدي غيث وشارك في عدة مسلسلات أبرزها "محمد رسول الله، الشهد والدموع، بوابة المتولي، لا إله إلا الله، الأيام، العملاق، الفرسان، زيزينيا، جمهورية زفتى، السيرة الهلالية" وارتبط الجمهور بدوره في "ذئاب الجبل" وعرف بـ"الشيخ بدار".

اتهم حمدي غيث في أوائل الستينيات بالشيوعية وصدر قرار جمهوري بفصله من عضوية المسرح القومي، فاتجه للعمل في الإذاعة بالقطعة وبالصدفة كان الرئيس جمال عبد الناصر، يستمع إلى تمثيلية إذاعية عن أبو ذر الغفاري وأعجب بأداء الممثل الذي يجسد الدور، وعندما سأل عنه عرف أنه حمدي غيث، فقال إن الممثل الذي يجسد ذلك الدور بتلك البراعة والاتقان لا يمكن أن يكون شيوعيا وطالب بعودة حمدي غيث إلي وظيفته مرة أخرى في المكان الذي يختاره وبالمرتب الذي يحدده، وبالفعل رجع "غيث" للعمل ولكن في فرق مسرح التليفزيون.

شغل عدة مناصب إذ عمل أستاذا في أكاديمية الفنون، وتولى منصب نقيب الممثلين لأكثر من دورة، وكان أحد مؤسسي مسرح الأقاليم وتولى الإشراف على الهيئة العامة لقصور الثقافة الجماهيرية، وحصد عدة جوائز منها جائزة الدولة التقديرية للفنون، وشهادة تقدير في عيد الفن 1978 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.

تزوج حمدي غيث سيدة من خارج الوسط الفني وأنجب منها ابنتيه "ميادة" و"مي"، وبعد مشوار فني حافل بين السينما والتليفزيون والمسرح رحل عن عالمنا في7 مارس 2006 إثر إصابته بفشل في الجهاز التنفسي عن عمر ناهز 82 عاما وترك خلفه إرثا فنيا يشهد على تفرده وموهبته وأدوارا لا تنس.

اقرأ أيضا.. أول مهرجانات 2023.. حمو بيكا يطرح ديو ”شمس حياتي” برفقة مودي أمين.. فيديو