الطريق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 11:01 مـ 14 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
فاطمة محمد علي وبناتها بحلقة غنائية في ”معكم منى الشاذلي ” الخميس الحكومة تخصص 179 مليار جنيه استثمارات لقطاع الزراعة بموازنة العام المقبل معيط: تخصيص 134.2 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة العام المالي المالية: تخصيص 154.5 مليار جنيه لدعم المواد البترولية العام المالي المقبل «المركزي»: ارتفاع الدين الخارجي إلى 168 مليار دولار بنهاية ديسمبر مصر تنفي تماما تداول أي حديث مع إسرائيل حول اجتياح رفح «سمير»: حريصون على تقديم كافة الدعم لتعزيز نفاذ الصادرات المصرية للأسواق الخارجية ”الزعيم الصغنن”.. محمد إمام يحتفل بمولوده الجديد الرقابة تسمح بالتعامل على أسهم الخزينة من خلال سوق الصفقات الخاصة والسوق المفتوح التخطيط: 186 مليار جنيه استثمارات موجهة للتنمية العمرانية بخطة العام الجديد التخطيط: 150 مليار جنيه لتنفيذ المرحلة الثانية من حياة كريمة العام المالي المقبل الجيزة: ضخ المياه بصورة طبيعية للمناطق المتأثرة بعد الانتهاء من أعمال الإصلاح

محمد هلوان يكتب: معارض الكتاب بين أزمة النشر وحقوق البيئة

محمد هلوان
محمد هلوان

معرض الكتاب هو صرح دولي، يتم فيه تبادل الخبرات والثقافات ليس أكاديميا فقط، بل على المستوى الشعبي والمجتمعي، لذا دورة يصب في مصلحة الثقافة المصرية، كمحاولة للارتقاء الفكري والمعرفي في أوساط المجتمع، فضلا عن أنه ينقل صورة جيدة للمجتمع، وفي ظل اقتراب موعد معرض الكتاب الدولي المصري في نسخته الـ54، سأحاول قليلاً مناقشة أزمة النشر بشكل عام، وارتباط تلك الازمة بالتغيرات الأخيرة على الصعيد الدولي من حيث الأزمة الاقتصادية وأزمة الطاقة العالمية وأيضا الأزمة الثقافية.

أزمات معارض الكتاب يمكن تلخيصها في أزمة الكتاب بحد ذاته، فالكتاب أصبح مشكلة حقيقية، لارتفاع مستلزمات الطباعة وتكلفة النشر والتوزيع، فضلا عن الصعوبات التي يواجهها الناشر في توثيق أعماله والحفاظ على حقوقه المادية والمعنوية تجاه أي سطو قد يحدث مستقبلا، لذا نلاحظ إغلاق بعض دور النشر، وارتحال بعضها لدول أخرى كمحاولة لتجنب المشكلات الحالية والمستقبلية التي تمنع تقدمها وانتشارها، ويمكن تقسيم هذه الأديرة لعدة مناحي ذات اتجاهات فكرية مختلفة، فمنهم الدار المتخصصة في فن أو مجال معين تهتم بكل جوانبه، وتلجأ لتحكيم الأعمال المقترحة لنشرها، ويكون دورها أكاديميا أكثر وفعال في خدمة النظام التعليمي ككل، وتكون أبعد اهتماماتها الأبعاد المادية والأرباح من هذا العمل، فعلى الرغم من وجود قطاع وزارة الثقافة المتمثل في دار الكتب والوثائق المصرية والهيئة العامة للكتاب وقصور الثقافة وخلافهم، إلا أن تلك الأديرة تلعب نفس الأهمية وتغطي مساحات أكبر في هذا المضمار.

وهناك أيضا دور النشر التي تهتم بالجانب الترفيهي بالتوازي مع الاتجاه الأدبي عن طريق دعم الشباب في إنتاج أعمال فنية وأدبية كالشعر والقصص القصيرة والمسرحيات وغيرها، وإن كان دورها الأكاديمي أقل في نشر المعرفة إلا أن دورها في فرض حالة من القراءة بين الشباب والقراء تنم عن أهميتهم في المجتمع، وهكذا، فإن كل دار أو مركز للنشر همه الأكبر – على الأغلب – توصيل فكرة أو وصف حالة أو الإضافة للحياة المادية والمعنوية بشكل أو بآخر، ولكن للأسف على الرغم من كل تلك الإيجابيات إلا أن هناك العديد والعديد من السلبيات.

الأزمة لا تتلخص في الكتاب وحده، بل في الكاتب أيضا، ففي ظل وجود العديد من الكُتاب الجدد المعدومي الخبرة، الغير مصقلين بالدراسة، والتي تتبناهم الدار نتيجة لعدد متابعينهم الكثر على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى وإن كانوا غير جديرين بالنشر، فهامش الربح منهم وقلة الأعمال الحقيقية في المجال تدفع تلك الدار لتنبي مواقف لمصلحتها الشخصية، ولا أقصد بذلك كل الدور المعنية بالنشر، بل هي قلة ولكنها قادرة على فهم طبيعة الجمهور أكثر من مراكز نشر اقترب وجودها مما يزيد عن قرن وأكثر.

اقرأ ايضاً| صدام العقائد مع لغات البرمجة المنطقية.. إلى أين؟

وهناك مشكلة أخرى في عدم تواكب تلك الدور في التطور العلمي الحادث في النشر كما هو الحال في المجالات الأخرى، فالكتب تكلفتها أونلاين أقل بكثير من تكلفة طبعها وعناء توزيعها ونشرها عما سبق، فحتى وإن كان القارئ للكتب الورقية ما زال موجودا إلا إنه سينمحي مع مرور الوقت، فالقراءة على الأجهزة الإلكترونية كالموبايل والتابلت واللاب توب والكيندل أصبح أسهل بكثير على القارئ مما سبق، وفي ظل الأزمة العالمية للطاقة والبيئة أصبح الكتاب الإلكتروني ضرورة ملحة ينبغي أن تلجأ لها المدارس والجامعات ودور النشر فضلا عن عناء التغيرات في الأسعار لخامات الطباعة، وأيضا سيقلل من قطع الأشجار التي تستخدم في صناعة الورق، وستقلل من تكاليف النقل والاستيراد وبالتالي ستوفر من سرعة إصدار الكتاب وتوفير الطاقة المتمثلة في البنزين أو الغاز وأمثالها في النقل والصناعة.

صناعة الورق تتحول يوما بعد يوم لصناعة تكاد تقترب من الاختفاء، سيتم استخدام الأوراق في الرسميات فقط، فحتى الحكومات حول العالم أصبحت تتعامل بوسائل التكنولوجيا في معاملاتها، وتلجأ فقط للورق في الحالات القصوى، لأهداف الترشيد والحفاظ على الطاقة واختصارا للوقت.

الحل يكمن فيما سبق وقلناه، الاهتمام أكثر بالتكنولوجيا، وتسريع وتيرة التحول التكنولوجي بخاصة في الوسط التعليمي والأكاديمي والثقافي بكافة اشكالهم، وتدريب الأجيال الجديدة على هذا التحول، والتنبية على أهمية احترام الطبيعة وتقدير الموارد الحالية المتاحة، وعمل حساب للمستقبل خاصة للأجيال القادمة، فنحن من سنرسم لهم المضمار، وإلا ستكون النتيجة كارثية.

اقرأ ايضاً| فطرة.. دعوة حقيقية لرفض الفساد الخلقي