الطريق
الخميس 28 مارس 2024 07:20 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

عادل أدهم.. البرنس الذي خطفته السينما من بورصة القطن

عادل أدهم
عادل أدهم

يمتلك صوت أجش مميز وملامح صارمة تميل ناحية المكر ساعدته ليؤدي أدوار الشر ببراعة، تملكه حب الفن وبات مخلصاً له حتى النفس الأخير، موهبة هو الشرير الأنيق خفيف الظل "عزيز" في "حافية على جسر الذهب" والمعلم "زكي قِدره" في "حكمتك يارب" و"الشبلي" الفتوة في "الشيطان يعظ" و"داغر الشهاوي" صاحب "الفرن" الظالم و"حسني بك حشمت باشا" الذي يتحدي زوجته سليلة الأسرة المالكة التي تعيش على أنقاض الماضي ويفتتح محل لبيع الورد، تعددت الأدوار والموهبة واحدة، تجده المعلم والنصاب والدكتور وزعيم العصابة، هو "البرنس" عادل أدهم.

النشأة
ولد عادل أدهم في 8 مارس 1928 بالأسكندرية، عشق الفن منذ نعومة أظافره وحالت الظروف بين الفن وتجارة القطن، إذ كان خبير أقطان فى اتحاد المصدرين وفي بورصة الإسكندرية، ينتهز الفرص ليسافر إلي القاهرة ليشاهد مسرحيات الريحاني و يحرص على حضور الحفلات التي تحييها الفرق ويقوم بالرقص الذي تعلمه في مدرسة يونانية بمدينة الإسكندرية حتى ذاع صيته، تعرض للانتقاد من الفنان أنور وجدي في بداية مشواره عندما قال له "أنت لا تصلح إلا للتمثيل أمام المرآة" ليدخل السينما من بوابة الرقص من خلال فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وبعده في فيلم "البيت الكبير" وارتبط بصداقة مع المخرج علي رضا الذي رشحه للظهور كراقص في فيلم "ماكنش ع البال" 1950 ليرقص أمام راقية إبراهيم، وكانت مقطوعته المفضلة هي "زوربا اليوناني".

بداية المشوار
بعد التأميم ترك بورصة القطن وفكر في الهجرة خارج البلاد، ولكن أعاد اكتشافه المخرج أحمد ضياء الدين ومنحه أول فرصة تمثيلية في "هل أنا مجنونة" 1964 وشارك في نفس العام في 4 أفلام أخرى أهمها "الجاسوس" بعد أن فرد له المخرج نيازي مصطفى مساحة دور كبير ليبرز من خلاله طاقته التمثيلية.

عادل أدهم والسينما
أحب "أدهم" السينما التي فتحت له ذراعيها وشارك في منتصف الستينيات حتى نهايتها في نحو 15 فيلماً أبرزها "أيام الحب، الخائنة" و"أخطر رجل في العالم" مع فؤاد المهندس والذي أبرز الجانب الكوميدي في موهبته بشكل مختلف، وتوالت أعماله في فترة السبعينيات إذ قدم نحو 37 فيلماً أبرزها "ثرثرة فوق النيل" في دور "علي السيد" و "فؤاد الشامي" في "إمتثال" عندما قدمه المخرج حسن الإمام بديلاً لفريد شوقي وراهن علي موهبته ولم يخسر رهانه، ودور "زكي قِدره" في "حكمتك يارب" بينما كان دور "عزيز" في "حافية على جسر الذهب" هو أحد أجمل أدواره وظلت إفيهاته تردد حتى الآن منها "أنا مش إنسان أنا عزيز" و "يا قطة".

ملك الافيهات
فترة الثمانينات قدم نحو 28 فيلماً أبرزها "السلخانة" في دور "المعلم نجم" واستعان قبل تصوير الفيلم ببعض الجزارين لتدريبه على أعمال الجزارة وكيف يمسك بالسكين، وفيلم "المدمن" بعدما برع في تجسيد شخصية الدكتور، وفيلم "الفرن"، وأطلق من خلاله عدة إفيهات منها "هنرقص دانس يا روح أمك" وعندما يخبره يونس شلبي "الحق هو اللي يمشي يا معلم" ليرد عليه "طب ما تمشي ياض" و "الراقصة والطبال" في دور "ناصح" والإفيه الشهير "خلصتي التعميرة ياما ليه ده الضنا غالي" كان بحر من الإيفيهات لا ينضب ويتنقل بين الأدوار في خفة فقدم دور "المستشار كمال عزت" في "رجل لهذا الزمان" و"بركة" في "بستان الدم".

برنس السينما المصرية
كان "أدهم" يؤدي أدواره بكل ما أوتي من موهبة، لا يعنيه ترتيب أسمه على "الأفيش" أو حجم الأدوار بقدر ما يعنيه الدور الجيد الذي يجد فيه نفسه ويتفرغ له ويدرس كل تفاصيل الشخصية حتى تخرج على الشاشة من لحم ودم، ما جعل الجمهور يلقبه بـ "برنس" السينما المصرية، ويكتب أسمه بحروف من نور ضمن عمالقة الشر في السينما، وقدم أدهم في فترة التسعينيات للسينما معشوقته الأولى على استحياء 6 أفلام أبرزها "سواق الهانم" مع أحمد زكي، وكان آخرها "علاقات مشبوهة".

حياة عادل أدهم الخاصة
تزوج عادل في بداية حياته من جارته اليونانية في الإسكندرية "ديمترا" وطلبت الطلاق وسافرت إلي اليونان، بعدها تزوج من السيدة لمياء السحراوي في 1982وعاشت معه لأخر عمره ولم تتزوج بعد وفاته وحتى رحيلها في 5 مارس 2018.

النهاية
كانت المحطة الأخيرة في مشوار شرير السينما هو فيلم "علاقات مشبوهة" بطولة وإنتاج سمير صبري الذي سافر معه إلي باريس في رحلة علاج بعدما داهمه المرض أثناء تصوير الفيلم وبعدها عاد إلي القاهرة ليستكمل باقي الفيلم الذي لم يشاهد عرضه بعد أن خسر معركته مع المرض وتوفي في 9 فبراير 1996 بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد عن عمر يناهز 67 عاما، رحل "برنس" السينما وصانع الإيفيهات وترك خلفه أعمالا شاهدة على موهبته.

اقرأ أيضًا: أندرو محسن يشيد بأداء هاجر عفيفي في مسلسل «أزمة منتصف العمر»