الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 06:55 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حالة زعر.. حقيقة الضوء الأزرق الذي ظهر أمس في سماء الإسكندرية

صورا من الضوء الأزرق في سماء الإسكندرية أمس
صورا من الضوء الأزرق في سماء الإسكندرية أمس

أثار ضوء أزرق في سماء محافظة الإسكندرية أمس الاثنين، حالة من الزعر بين سكان المدينة، اعتقادا بكونه نذير لوقوع كارثة زلزالية على وشك أن تضرب مدينة الإسكندرية خلفا للمدن التركية التي أصابها الزلزال المدمر.

ونشر أحد مستخدمي موقع فيسبوك يقول: "اللون الأزرق الذي شاهده أهل الإسكندرية، في السماء حقيقي واسمه ضوء الزلزال، وهو ظاهرة طبيعية نادرة تحدث وقت حدوث الزلازل الكبرى وفي الغالب قبلها يا إما بساعات أو بأيام"، محدثا جدلا واسعا خلال الساعات الماضية.

وأوضح الكثير من سكان مدينة الإسكندرية أن الضوء المشاهد في السماء ليس له علاقة بالزلزال، إنما هو ضوء ليزر كان في منطقة المنتزه وتداول الكثيرين في الإسكندرية صورا للسماء منها ظهر فيها الضوء الأزرق ومنها ما نفي ظهوره.

وكتب طارق العوضي على حسابة الشخصي بفيسبوك: "سبب اللون الأزرق في الإسكندرية، أضواء من حفلة، بس طبعا لازم نهبد ونقول ونعيد وإلا هيقولوا اللي مهبدش أهو".

وأوضح دكتور سعيد إبراهيم، عضو هيئة المساحة الجيولوجية والثورة المعدنية بعدن، أنه ‏كثر الكلام حديثًا عن ظهور وميض ضوئي في سماء المناطق التي أصابها الزلزال ولعل آخرها الذي وقع في تركيا.

وأشار إلى وقوع نفس المشاهد في الشمال السوري قبل ثواني من وصول الموجة الزلزالية، وكانت ومضات زرقاء فوق البحر أعقبها وصول الزلزال.

وهذه المشاهد تعرف بظاهرة البرق الزلزالي أو ما يمكن أن نسميه الشفق الزلزالي، تشبيها بالشفق القطبي، وهي ظاهرة ضوئية واقعية ترافق الزلازل الشديدة جدا، وقليلة العمق مثل الزلزال الذي حدث مؤخرا في تركيا.

وأوضح إبراهيم، التفسير العلمي لهذه الظاهرة قائلا: "يؤدي تصادم الرياح الشمسية مع الذرات في الطبقات العليا للغلاف الجوي، إلى إحداث تحريض لهذه الذرات، مما يؤدي لقفز الإلكترونات إلى مدارات خارجية ذات طاقة أعلى، مشيرا إلى أن الذرة تصبح غير مستقرة في الهواء نتيجة حالة التحريض هذه، ولكنها تعود لحالة الاستقرار بعودة الإلكترونات إلى مداراتها الأصلي، موضحا أنها تطلق الطاقة التي تلقتها من الرياح الشمسية بشكل إشعاعات طيف ضوئي حَسَبَ نوع ذرات الغازات الموجودة في الغلاف الجوي، يحدد لونه".

وتابع عضو هيئة المساحة الجيولوجية، قائلا:" أن الصخور بالقشرة الأرضية تتعرض لعملية تحريض مشابهة، في أثناء حدوث الزلزال، فتتأثر الذرات نتيجة عمليات التسخين المفاجئ والشديد الذي تتعرض لها الصخور نتيجة الضغط الهائل والاحتكاك الناتج عن الاهتزاز الزلزالي، وقفز الإلكترونات عن مداراتها، يتسبب في إطلاق ذرات الصخور لموجات إشعاعية ضوئية شديدة، تظهر في سماء المنطقة التي تقع فيها الزلزال، نتيجة اختراق الطبقات الصخرية، وهذا ما نشاهده في أثناء الزلزال الأخير في تركيا.

وعن ما ظهر أمس في سماء تركيا فالوضع مختلف، لان من خصائص البرق الزلزالي، الذي يسبق الزلزال هو أن يكون ومضات ضوئية بلون أزرق تنبثق من الأسفل فوق نقاط حدوث الحركة والتصدع، وتحدث قبل وقوع الزلزال بوقت قصير، لأن سرعة الضوء أسرع من الأمواج الزلزالية (مثل الفارق بين رؤية البرق ووصول صوت الرعد المرافق له)، ولكن ما شاهده الأهالي في الإسكندرية كان ضوء ثابت في السماء وليس به ومضات.

اقرأ أيضا: باحثة في علوم التنبؤ بالزلازل: «الهزات الارتدادية طبيعية وقد تستمر لشهور»