الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 12:22 مـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

واشنطن بوست: تغير المناخ يشكل تهديدا لرفاهية الإنسان والصحة على كوكب الأرض

أرشيفية
أرشيفية

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا، سلط الضوء على تأثير الأنشطة البشرية على أزمة المناخ، إذ تسببت هذه الأنشطة في أضرار جسيمة للنظام البيئي، وحذر بعض العلماء خلال الآونة الأخيرة من خطط مكافحة التغييرات المناخية، موضحين أن بعض هذه الخطط قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة بدلًا من علاجها.

وبحسب التقرير الصادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، أنه من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة لأكثر من 1.5 درجة مئوية، وعلى الأرجح لن تتمكن دول العالم من تحقيق أهدافها المتعلقة بخفض درجات الحرارة، كما أفاد العلماء بأن الكوارث المناخية ستكون أكثر تطرفًا بحيث سيكون من الصعب على البشر التكيف معها، وستؤدي موجات الحر إلى حدوث مجاعات وانتشار الأمراض وفقد الملايين من البشر.

ومن جهته، حث "أنطونيو جوتيريش" الأمين العام للأمم المتحدة الولايات المتحدة على التخلص بشكل نهائي من انبعاثات الكربون بحلول عام 2040، موضحًا أنه في ظل وجود عدد قليل من الدول على المسار الصحيح للوفاء تعهداتها المناخية ومعاناة العالم النامي بسبب الكوارث المناخية وضعف التمويل، فإنه من المفترض أن تتحمل الدول الغنية مسؤولية التصرف بشكل أسرع من نظيراتها ذات الدخل المنخفض.

اليوم العالم يمتلك المعرفة والأدوات والموارد المالية اللازمة التي تساعده على تحقيق الأهداف المناخية

ونوه التقرير إلى العالم اليوم يمتلك المعرفة والأدوات والموارد المالية اللازمة التي تساعده على تحقيق الأهداف المناخية، لكن العديد من الدول قد تجاهلت التحذيرات، ما أدى إلى تفاقم الأزمة.

ويوضح التقرير أن تغير المناخ يشكل تهديدًا لرفاهية الإنسان والصحة على كوكب الأرض، ولفت إلى أن تنفيذ الإجراءات اللازمة للتحول إلى الطاقة النظيفة سيكون له آثار في الوقت الحاضر والمستقبل.

وأعلن "جوتيريش" عن أجندة لتسريع الإجراءات العالمية بشأن المناخ، موضحًا أن الاقتصادات الناشئة بما في ذلك الهند والصين التي تخطط للوصول إلى خفض الانبعاثات أن تسرع في تنفيذ هذه الخطط.

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى التخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة واللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ العالم إلى التخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز، إذ تؤدي تلك المشتقات النفطية إلى انبعاث نحو 75% من غازات الاحتباس الحراري العالمية المسؤولة عن أكثر من ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، مشيرًا إلى أن كل دول تعد جزءًا من الحل، وطالب الآخرين بالتحرك.

ويُظهر التقرير المجمع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن الإنسان قد غير نظام الأرض بشكل جذري لا رجعة فيه، إذ أدت الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري وأنشطة الاحتباس الحراري الأخرى إلى زيادة متوسط درجات الحرارة العالمية بما لا يقل عن 1.1 درجة مئوية منذ بداية التصنيع.

التغييرات المناخية تسببت في تضاؤل أعداد الأسماك والمزارع أصبحت أقل إنتاجية وتكاثرت الأمراض المعدية

وتسببت التغييرات المناخية في تضاؤل أعداد الأسماك والمزارع أصبحت أقل إنتاجية وتكاثرت الأمراض المعدية وكوارث المناخ تتصاعد بشكل غير مسبوق، تبين أن المخاطر الناجمة عن المستوى المنخفض من الاحترار أكبر مما توقعه العلماء.

ويوضح التقرير أن حدة المعاناة جراء تفاقم أزمة المناخ يظهر جليًا في الدول الفقيرة، رغم إن مشاركتها في تفاقم أزمة المناخ وتلوث البيئة لا يتجاوز 1% من إجمالي مشاركة الدول الغنية، لكن مع زيادة الاضطرابات المناخية وارتفاع درجات الحرارة لن تكون أكثر الدول الغنية في مأمن من ذلك.

ويقول بعض الباحثين إنه على الأرجح ستتجاوز درجة حرارة الكوكب 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030، وفي ذلك الوقت سيكون من الصعب على الدول الأخرى إدارة الأزمة.

البشرية ستضطر إلى التخلص من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050

وتتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن البشرية ستضطر إلى التخلص من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050، لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية وبحلول عام 2070 لتجنب ارتفاع درجات الحرارة عن درجتين.

وأظهر التقرير أنه ما لم تتبن الدول سياسات بيئية جديدة وتحولا اقتصاداتها بسرعة بعيدًا عن الوقود الأحفوري، فإن متوسط درجات الحرارة العالمية يمكن أن يتجاوز 3.2 درجات مئوية بحلول نهاية القرن. وفي هذا الإطار، سيرتفع مستوى سطح البحر بشكل غير مسبوق، وسينقرض مئات الأنواع من الحيوانات، وسيهاجر ملايين الأشخاص من مناطق لأخرى.

وقالت "مادلين ضيوف سار" كبيرة مسؤولي المناخ في السنغال ورئيسة مجموعة:" إن العالم لا يفعل ما يكفي، والفقراء والضعفاء يتحملون فشل الدول الغنية في علاج أزمة المناخ"، مشيرة إلى الأضرار التي تسبب فيها إعصار "فريدي" والتي أدوت بحياة مئات الأشخاص وتشريد الآلاف في جنوب إفريقيا، ومدغشقر، وأكدت أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من قوة العواصف وأن ارتفاع مستوى سطح البحر يزيد من حدة الفيضانات الناجمة عن هذه العواصف، مضيفة أن عدد الضحايا جراء هذه الكوارث أعلى 15 مرة في الدول الضعيفة مقارنة بالدول الغنية.

ذكرت اللجنة الحكومية المعنية بتغير المناخ أنه إذا ظلت درجات حرارة الأرض ترتفع ستكون أضرار الفيضانات في المستقبل أعلى 4 مرات من الأضرار الحالية.

ويُذكر أن أكثر من 40% من انبعاثات الكربون قد تراكمت في الغلاف الجوي منذ 1990، وفي ذلك الوقت نشرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالمناخ تقريرها الأول عن عواقب ارتفاع درجات الحرارة، أظهرت الهيئة أن حوالي 10% من الأشخاص في الدول الغنية يتسببون في زيادة التلوث بثلاثة أضعاف من حوالي 50% من الأشخاص في البلدان الفقيرة.

التأخير في تنفيذ خطط المناخ قد حرم العلم من الانتقال السهل والتدريجي إلى الاقتصاد النظيف الأكثر استدامة

وأفادت الهيئة بأن التأخير في تنفيذ خطط المناخ قد حرم العلم من الانتقال السهل والتدريجي إلى الاقتصاد النظيف الأكثر استدامة.

ومن جهته، قال "كريستوفر تريسوس" مدير مختبر مخاطر المناخ في مبادرة المناخ والتنمية الإفريقية في جامعة "كيب تاون": إن التلوث لا يصدر فقط نتيجة لإنتاج الطاقة وطريقة استخدامها، وإنما من الطرق التي تستهلكها بها الشعوب في الطعام وغيره من الأنشطة.

وألمح التقرير إلى أنه منذ آخر قمة عقدت للمناخ في نوفمبر الماضي، لم تتحرك سوى عدد قليل من المؤسسات نحو تعزيز الطاقة النظيفة وتخفيض النفط، والغاز الطبيعي والفحم، كما ظلت بعض الدول مثل الصين في تعزيز إنتاج الطاقة عن طريق الفحم، كما أن شركات النفط رأت أنه من الصعب تقليل الإنتاج في الوقت الراهن، حتى لا تخسر الأرباح التي تجنينها.

وتطرق التقرير إلى الخطوات الجادة التي اتخذها بعض الدول لإنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، مثل: طاقة الشمس، وطاقة الرياح التي تعد أرخص من الوقود الأحفوري في الوقت الراهن، وقد خفضت تلك البلدان من انبعاثات الكربون، كما أنها ساهمت في تنمية الاقتصاد، وتسعى مراكز الأبحاث في الوقت الراهن لنقل تجارب نجاح الدول المتقدمة، وكذلك تنمية الاقتصاد، من خلال تقديم أبحاث حول تحسين جودة الهواء، وتعزيز الصحة العامة.

وشددت الهيئة الحكومية على ضرورة تغيير الدول لخططها المتعلقة بخفض انبعاثات الكربون التي اتفق عليها في "باريس" عام 2015، حتى تتناسب مع الوقت الحاضر.

وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إنه ما لم يلتزم العالم بانبعاثات أقل خلال هذا العقد، فسيكون من الصعب الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية أو درجتين.