الطريق
الخميس 9 مايو 2024 08:33 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

فاطمة فتحي غوينم تكتب.. «العِشرة ما تهونش»

نحن نعيد بناء مصر.. تلك حقيقة لا يختلف عليها اثنان وكذلك الطريق لهذا البناء هو المشروعات القومية الكبرى وتلك حقيقة أخرى لا خلاف عليها ولكن ما يمكن أن نختلف عليه حقيقة هو هل لدينا مقومات النجاح في هذه المهمة الصعبة.

قد يقول البعض نعم وقد يعترى اليأس البعض الأخر فيقول لا وأصدقكم القول فأنا مع من يقول لا أم لماذا؟ فلأنني ما زلت أرى سلوكيات تصدر من البعض لا تبشر بالخير خاصة إذا سلمنا أن أهم مقومات النجاح هو إخلاص وتفاني الأفراد في عملهم وحبهم لبعضهم البعض والتكاتف لدفع الضرر عن المجتمع وهذا بصرحة ينقصنا بشكل كبير.

فمازال البعض يتعامل مع الجمهور في العديد من القطاعات الخدمية بنفس المنطق القديم وحتى لا تذهب عقول بعيداً أقول ان ما رأيته خلال الأيام الماضية فى أحدي المستشفيات الحكومية شيء محزن حقاً، وكأن الإنسانية جاءت على باب المستشفي وتوقفت أو قام بعض العاملين بنهرها ومنعها من مقابلة المسئولين، كما يفعلون مع المرضى وخاصة كبار السن الذين أتوا من محافظات مختلفة، ومنهم من جاء منذ صلاة الفجر، ولكن للأسف الشديد جهاز التحليل معطل وحين يشتكى أحد المرضى من طول الجلسة، يفاجئ بمعاملة سيئة تصل إلى حد أن موظف من سن أبناءه ينهره ويزجره ويعنفه وهو لا يعلم أن هذا المسن قد يكون كبير عائلة وعزيز في قومه.

فترى دموعه قد سالت على خديه شعوراً بالذل وبقسوة المرض الذى ألجأه لهذا الهوان على يد من هو دون أبناءه فى السن.

أهؤلاء الموظفين الذين ما زالوا يعيشون في الماضي هم الذين يمثلون عناصر نجاح بناء الوطن هل الذين نهروا واستهزءوا برجل مسن لمجرد أنه يبحث عن عصاه التى يتوكأ عليها وفقدها فى المستشفي أما فقدها عن سهو أو سرقت منه؟ والشىء بالشىء يذكر الرجل لم يبك لما رأه من هؤلاء ولكنه في كلمة بسيطة علم كل من حاول مواساته من زملاءه المرضى درساً ليت يتعلمه هؤلاء الموظفين.

فقد قال الرجل أنا لا أبكى من شىء سوى أن هذه العصاه استخدمها منذ 11 سنة وبقلب طيب يقول ( إنها عِشرة ) فكم يحب هذا الرجل عصاه (الجماد).. وكم نحن محتاجون لهذا الحب بين البشر في بلدنا الطيب