الطريق
الإثنين 6 مايو 2024 03:07 مـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

انهيار رابع بنك أمريكي.. سيناريو الأزمة المالية العالمية يتكرر

الفيدرالي الأمريكي
الفيدرالي الأمريكي

يتجه العالم إلى الدخول في أزمة مالية جديدة، وذلك مع دخول رابع بنك أمريكي في حالة انهيار، حيث أصبح بنك باك ويست بانكورب يحدث مخاوف للمستثمرين حول أداء البنوك الإقليمية الأميركية، إذ فقد ما يزيد عن نصف قيمته خلال تعاملات اليوم الخميس، وذلك عقب يوم من إعلان رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن السلطات النقدية كانت على وشك احتواء الاضطراب الذي أودى بأربعة مصارف منذ بداية 2023.

انهيار البنوك الأمريكية

وشهد بنك باك ويست بانكورب ضغوطًا بيعية، عقب ورود أنباء تفيد أنه يدرس خيارات استراتيجية بما في ذلك البيع، ولم ينجح تأكيد البنك على تواصل العديد من المستثمرين المحتملين معه في تهدئة المخاوف، لتنخفض أسهمه بنسبة تصل إلى 48% في التعاملات المبكرة اليوم الخميس.

وأطلق هبوط السهم موجات بيعية على أوراق البنوك، كما هبط صندوق متداول في البورصة يتتبع البنوك الإقليمية لأدنى مستوى منذ 2020.

وتؤكد تحركات السوق أن المستثمرين لديهم مخاوف مرتفعة بشأن القطاع المصرفي، وذلك على الرغم من تأكيدات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن سيطرة الحكومة على مصرف فيرست ريبابليك بنك وبيعه إلى جيه بي مورجان تعد خطوة مهمة نحو انتهاء تلك الفترة من الإجهاد الشديد بالنسبة للبنوك الإقليمية.

ولا تزال البنوك الأميركية الكبرى بعيدة عن أزمة القطاع المصرفي، إلا أن تراجع أسهم بنك باك ويست ستؤدي لزيادة الضغط على مسؤولي السياسة النقدية لدعم البنوك الأصغر حجماً، التي تكافح لمواجهة حملة التشديد النقدي الأكثر جرأة منذ الثمانينيات، حيث يحذر الخبراء من أن القطاع المصرفي بصدد مواجهة المزيد من الضغوط في المستقبل.

ورفع الفيدرالي الأمريكي، أمس الأربعاء، أسعار الفائدة مرة أخرى بمقدار 25 نقطة أساس، وألمح جيروم باول إلى أنها قد تكون الزيادة الأخيرة، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام المسؤولين لمواصلة رفع تكاليف الاقتراض، في حال استمرار التضخم في الارتفاع، كما عارض باول بقوة التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بحلول نهاية 2023.

الأزمة المالية العالمية

وتسبب ارتفاع أسعار الفائدة في تحقيق البنوك خسائر غير عادية تقدر بنحو 1.84 تريليون دولار، كما تزيد الضغوط بقطاع العقارات التجارية من حدة المتاعب، وهذه الضغوط تزيد تركيز السوق على البنوك الأصغر، التي عادة ما تكون لديها موارد أقل للدفاع عن نفسها.

ويحذر الكثير من المختصين من دخول العالم في حالة ركود اقتصادي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، مما يعيد للأذهان الأزمة المالية العالمية في 2008، والتي تعرف أيضا بانهيار سوق الأوراق المالية، وتعتبر الأسوأ من نوعها منذ أزمة الكساد الكبير، والتي بدأت في الظهور مع تعثر عدد كبير من الشركات الأمريكية، وعلى رأسها البنوك الاستثمارية الرائدة وشركات التأمين وبنوك الرهن العقاري، وسرعان ما تفاقمت لتصبح أزمة عالمية أدت لانهيار الكثير من البنوك الأوروبية وانخفاض مؤشرات البورصة، وتراجع كبير في القيمة الشرائية للأسهم والسلع في جميع أنحاء العالم.