الطريق
الخميس 16 مايو 2024 01:33 مـ 8 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

النكبة الفلسطينية.. مأساة عمرها 75 عامًا

يحيي الفلسطينيون ذكرى 75 عامًا على فقدان الوطن تحت شعار "النكبة" ذو المدلولات القاسية على الفلسطينيين والعرب والمسلمين.

ما هي النكبة، وكيف ترتبط بالـصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولماذا يتم إحياء الذكرى في 15 مايو؟

ماذا تعني النكبة؟

يشير المصطلح إلى الفـلسطينيين الذيـن فقدوا وطنهم أثناء وبعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.

هناك حوالي 700,000 شخص في ما يعرف الآن بإسرائيل والأراضي الفلسطينية إما فروا أو أجبروا على ترك منازلـهم. حكما تشير دلالة النكبة إلى أن العديد من اللاجئين الفلسطينيين في الخارج ما زالوا بلا جنسية حـتى يومنا هذا.

بحلول الوقت الذي انتهت فيه الحرب، غادر حوالي 700000 فلسطيني منازلهم أو طُردوا منها.

ما هو يوم النكبة؟

كان 15 مايو 1948 بداية الحرب العـربية الإسرائيلية، وباتمنذ فترة طويلة يومًا يخرج فيه الفلسطينيون إلى الشوارع للاحتجاج على تهجيرهم. ويحمل الكثيرون أعلامًا فلسطينية ويحضرون مفاتيح منـازلهم القديمة أو يحملون لافتات عليها رموز مفاتيح.

ترمز المفاتيح إلى الأمل في العودة إلى الوطـن وما يراه المجتمع على أنه حقهم في العودة. في الماضي، تحولت بعض الاحتـجاجات إلى اشتباكات عنيفة.

مصطلح يوم النكبة صاغه في عام 1998 الزعيم الفلسطيني آنذاك ياسر عرفات. وحدد الموعد ليكون اليوم الرسمي لإحياء ذكرى فقدان الوطن الفلسطيني.

لماذا اضطر الفلسطينيون إلى المغادرة؟

حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت فلسطين تحت الحكم التركي كجزء من الإمبراطورية العثمانية. ثم سقطت تحت السيطرة البريطانية، او ما يسمى بالانتداب البريطاني. خلال تلك الفترة انتقل عدد متزايد من اليهود من جميع أنحاء العالم إلى هناك.

بعد تجربة الهولوكوست في ألمانيا النازية، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين. رفضت جامعة الدول العربية الخطة، ووافقت الوكالة اليهودية لفلسطين، وفي 14 مايو 1948، تم إعلان إسرائيل باعتبارها.

كرد فعل، أعلن تحالف من خمس دول عربية الحرب، وخلال الحرب، تم تدمير أكثر من 400 قرية عربية. بينما ارتكبت انتهاكات، فإن مجزرة دير ياسين وهي قرية على الطريق بين تل أبيب والقدس لا تزال محفورة بشكل خاص في الذاكرة الفلسطينية حتى يومنا هذا. قُتل ما لا يقل عن 100 شخص، من بينهم نساء وأطفال. وأثارت المجزرة مخاوف واسعة النطاق بين الفلسطينيين ودفعت الكثيرين إلى الفرار من منازلهم.

بحلول نهاية الحرب، سيطرت إسرائيل على حوالي 40٪ من المساحة التي كانت مخصصة في البداية للفلسطينيين بموجب خطة التقسيم التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 1947.

أين ذهب الفلسطينيين؟

انتهى الأمر بمعظم الفلسـطينيين كلاجئين عديمي الجنسية في الدول العربية المجاورة، وانتقلت أقلية فقط إلى الخارج.

حتى اليوم، تقدم عدد ضئيل فقط من الجيل القادم من الفلسطينيين بطلبات للحصول على جنسية أخرى أو حصل عليها. نتيجة لذلك، بقيت الغالبية العظمى من حوالي 6.2 مليون فلسطيني في الشرق الأوسط بلا جنسية في الجيل الثالث أو الرابع.

وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، لا يزال معظم الفلسطينيين في المنطقة يعيشون في مخيمات اللاجئين التي تحولت بمرور الوقت إلى مدن لاجئين. ويتمركزون بشكل رئيسي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا والأردن والقدس الشرقية.

تشير التقديرات إلى أن عدد الفلسطينيين في الشتات الدولي قد زاد إلى ما يقرب من 6 إلى 7 ملايين شخص. إذا كان هذا دقيقًا، فسيبلغ العدد الإجمالي للفلسطينيين قريبًا من 13 مليون شخص. ومع ذلك، لا توجد هيئة عالمية لتتبع الفلسطينيين في الشتات، ولا تتوفر بيانات دقيقة.

في السنوات الـ 75 الماضية، تحولت العديد من مخيمات اللاجئين إلى بلدات للاجئين.

ما هو حق العودة للفلسطينيين؟

وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، وكذلك قرار الأمم المتحدة رقم 3236 لعـام 1974، واتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، فإن الفلـسطينيين الذين يعتبرون لاجئين فلسطينيين لهم "حق العودة".

لكن إسرائيل ترفض "حق العودة" للفلسطينيين قائلة إن ذلك سيعني إنهاء هوية إسرائيل كدولة يهودية. وتنفي إسرائيل مسؤوليتها عن تهجير الفلسطينيين.

هل هناك حلول مقترحة؟

على مدى السنوات الـ 75 الماضية، كانت هناك مقاربات مختلفة لحل القضية الفلسطينية. يبقى الحل الأكثر أهمية هو حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين) وتقسيم القدس إلى عاصمتين. ومع ذلك، هناك شكوك بين الجانبين حول مدى واقعية ذلك.

ويشير المنتقدون إلى تزايد عدد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة والتي قد تستبعد وجود أرض فلسطينية موحدة.

ومن الحلول المقترحة الأخرى الاعتراف بوضع اللاجئ من قبل إسرائيل والحصول على تعويض، ولكن دون عودة أو إعادة توطين محدودة أو نظام جواز سفر مزدوج في دولة واحدة.

ومع ذلك، لا يزال الحل الملموس بعيدًا عن الأنظار في الوقت الحالي.

اقرأ أيضا: السفير دياب اللوح: فلسطين تستوفي متطلبات العضوية الكاملة والانتخابات تعرقلها إسرائيل

موضوعات متعلقة