الطريق
الجمعة 29 مارس 2024 01:49 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

محمود عبد العزيز.. صاحب البهجة و«مزاجنجي» التمثيل

محمود عبد العزيز
محمود عبد العزيز

يمتلك مواصفات الـ"جان"، يقطر موهبة لا تعرف حدود، بطل من البداية حتى آخر العمر، واحد من أهم فناني السينما ورموزها، متلون في تقمص شخصياته، مبهج لديه "كاريزما" غير عادية، ساحر يجعلك تقع في سحر فنه دون إرادة، هو "منصور بهجت" صاحب نظرية البهجة في "الساحر" و"الشيخ حسني" الذي يخشى صراحته أهل "الكيت كات" و" رأفت الهجان" البطل الذي خدع العدو، و"مزاجنجي" المطرب الفاشل في "الكيف" هو صاحب كل الأدوار الصعبة والمركبة الفنان محمود عبد العزيز.

النشأة

ولد محمود عبد العزيز، في 4 يونيو 1946 في حي "الورديان" بالإسكندرية، لأسرة متوسطة الحال، التحق بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية وقادته قدما ناحية مسرح الكلية وانضم إلى فريقها ليكتشف في نفسه أنه ممثل لا يجب عليه أن لا يمتهن سوى التمثيل، حصل على البكالوريوس في 1966 ثم على درجة الماجستير وخطفته نداهة الفن من تربية النحل.

البدايات عند محمود عبد العزيز

كانت البداية مع المخرج نور الدمرداش وعمل معه كمساعد مخرج ولمح فيه موهبة التمثيل ومنحه دور صغير في مسلسل "كلاب الحراسة" 1972، أحبت الكاميرا وجهه جعلت "الدمرداش" يضاعف له مساحة دوره في مسلسل "الدوامة" مع محمود ياسين ونيللي، ولفت إليه الأنظار وكانت السينما على موعد مع "جان" جديد.

أفلام محمود عبد العزيز

استقبلته السينما بفيلم "الحفيد" 1974 مع عاطف سالم، واحتضنته بطلا في العام التالي وقدم أولى بطولاته في فيلم "حتى آخر العمر" ومن حينها لم يتوقف عن العمل وقدم في فترة السبعينيات 25 فيلمًا أبرزها "طائر الليل الحزين، شفيقة ومتولي"، كان حريص على التنوع ما بين الرومانسي والكوميدي ومع بداية الثمانينيات شاهده جمهوره بوجه مختلف في فيلم "العار" 1982 ويقدم مع نور الشريف حسين فهمي مباراة ويثبت قدرته على أداء الشخصيات الصعبة والأكثر صعوبة.

بلغت ذروة موهبة محمود عبد العزيز في الثمانينيات وتعامل مع كبار مخرجي السينما وقدم مع حسين كمال فيلمي "أرجوك أعطني هذا الدواء، العذراء والشعر الأبيض" ومع يحيي العلمي "تزوير في أوراق رسمية" ومع عمر عبد العزيز "الشقة من حق الزوجة" وكان "إعدام ميت" أيقونة تلك الفترة وقدم مع علي عبد الخالق واحد من أجمل أفلامه وبرع في تجسيد شخصية الضابط "عز الدين" والجاسوس"منصور الطوبجي"، ومع عاطف الطيب في "البرىء" ومع رأفت الميهي مخرج أفلام "الفانتازيا" في 3 أفلام "السادة الرجال، سمك لبن تمر هندي، سيداتي سادتي".

كان محمود عبد العزيز لا يجعلك تفيق من دهشتك وقدم واحد من أجمل أدواره "جمال أبو العزم" أو "مزاجنجي" كما يلقبه أفراد الفرقة التي تعمل في الأفراح ويقضى معهم ساعات الليل في تعاطي "الحشيش" في فيلم "الكيف" للمخرج علي عبد الخالق، وكتابة عبقرية للكاتب محمود أبو زيد، وأطلق"عبد العزيز" من خلاله عدد من الإفيهات التي تتردد حتى الآن منها "بحبك يا ستاموني مهما الناس لاموني" و"إحنا اللي خلينا الشكرمون طاخ في الترالولي" و"أنا بادهبزه وأدهرزه عشان يبرعش ويحنكش ويبقى أخر طعطعة"، وبعد نجاح "العار" تقابل مع حسين فهمي ونور الشريف في فيلم "جري الوحوش" وكان الأغلى أجرا بينهما.

اوائل التسعينيات قدم واحد من أجمل شخصياته في تعاون مع المخرج داود عبد السيد وبرع في رسم تفاصيل شخصية "الشيخ حسني" في فيلم "الكيت كات"، وبعده قدم للسينما عدة أعمال مهمة أبرزها "البحر بيضحك ليه، الجنتل، القبطان" وفي الألفية الجديدة قدم للسينما على استحياء "النمس، سوق المتعة، رحلة مشبوهة، الساحر" وبعده جلس في مقعد المتفرج 7 سنوات ثم عاد بفيلم "ليلة البيبي دول" وكانت المفاجأة في فيلم "إبراهيم الأبيض" في واحد من أقوى أدواره "عبد الملك زرزور".

مسلسلات محمود عبد العزيز

دخل قلوب جمهور الشاشة الصغيرة من مسلسل "رأفت الهجان" ومع النجاح الطاغي قدم منه 3 أجزاء، وقدم خلال مشواره عدد من المسلسلات أبرزها "البشاير، محمود المصري، جبل الحلال، باب الخلق" وأخرها "راس الغول"، وللمسرح قدم "لوليتا، 727، خشب الورد".

الجوائز

كان محمود عبد العزيز صائد للجوائز التي نالها من مهرجانات دولية ومحلية، أبرزها جائزة أحسن ممثل من مهرجان دمشق السينمائي عن أفلامه "الكيت كات، القبطان، الساحر"، وعن فيلم "سوق المتعة" حصل على جائزة أحسن ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

الحياة الخاصة

في حياة محمود عبد العزيز الخاصة زيجتان الأولى من السيدة جيلان زويد، وأنجبا ابنان الممثل والمنتج محمد محمود عبد العزيز، والممثل كريم محمود عبد العزيز، ووقع الانفصال بعد 20 عامًا من الزواج، والزيجة الثانية من الإعلامية بوسي شلبي.

النهاية

سنوات من الفن والعطاء حتى عرف المرض طريقه وتوفي في 12 نوفمبر 2016 عن عمر ناهز 70 عامًا، رحل الساحر وبقى اسمه وفنه يملأ شاشات السينما والتليفزيون ويعيش في قلوب محبيه وجمهوره.

اقرأ أيضًا| «حملة تشوية للماضي»… هاني شنودة يخرج عن صمته بسبب الذكاء الاصطناعي.. القانون هو الحل!