الطريق
الإثنين 29 أبريل 2024 03:28 صـ 20 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

رمضان زمان| رأفت الهجان.. دراما وطنية وأيقونة رمضانية صنعت أسطورة محمود عبد العزيز

مشهد من رأفت الهجان
مشهد من رأفت الهجان

تنتعش الدراما في شهر رمضان وتتمتع بنسبة مشاهدة عالية من أي وقت آخر طوال العام، وينتظر عرضها الجمهور والحرص على متابعتها، وللمسلسلات التلفزيونية تاريخ ممتد من رمضان زمان، وحققت بعض المسلسلات نجاح كبير حتى بعد عرضها بسنوات يضاهي نجاحها عندما عرضت لأول مرة منها مسلسل "رأفت الهجان".

"سيرينا أهاروني، محسن ممتاز، هيلين، عزيز الجبالي" شخصيات لا تنسى كانت تدور في فلك رأفت الهجان أو رفعت علي سليمان الجمال البطل المصري الذي قرر التلفزيون تقديم دوره الوطني في واحد من أقوى وأهم الاعمال الدرامية "رأفت الهجان" في ملحمة وطنية من ملفات المخابرات المصرية، وحقق نجاح منقطع النظير وقت عرضه في شهر رمضان 1988 وسط حالة من الإنبهار بقصة البطل القومي الذي حير العالم وساعد وطنه.

كانت الكتابة لرائد وأديب الجاسوسية صالح مرسي بعد نجاح مسلسله "دموع في عيون وقحة" ليقدم واحد من الأعمال المهمة التي باتت من علامات الدراما الوطنية، سنوات وتحضيرات كثيرة سبقت العمل قضاها "مرسي" الذي يهتم بأدق التفاصيل حتى خرج بالشكل النهائي الذي جعل الملايين تلتف حول الشاشة كل يوم في إنتظار مغامرات "الهجان" الذي تم زرعه في إسرائيل لمدة 17 عاما وأمد جهاز بلده بمعلومات مهمة ودوره الفعال في تزويد مصر بمعلومات عن خط بارليف.

رفض عادل إمام "الفلاش باك" وهو بداية المسلسل بالنهاية في المشهد الأول الذي يدور حول أخر دقائق في حياة "ديفيد سمحون" الاسم الإسرائيلي الذي كان يحمله "رأفت الهجان" وهو يصارع مرض السرطان ويخبر زوجته الألمانية "هيلين" قبل وفاته أنه ليس يهوديا بل مصري مسلم، ملاحظات "إمام" على السيناريو جعلت المسلسل يذهب إلي محمود عبد العزيز الذي صنع به أسطورته.

كان أداء محمود عبد العزيز عبقري وهو يتنقل بين الشخصيتين "ديفيد" و"رأفت" في تقمص شديد وتفاصيل قدمها بمنتهى الإتقان، كان الأداء التمثيلي لكل الشخصيات مبهر من الأدوار الرئيسية "محسن ممتاز" التي جسدها يوسف شعبان وكانت واحدة من أعظم الشخصيات التي قدمها طوال مشواره الفني أو شخصية "عزيز الجبالي" التي جسدها محمد وفيق، وشخصية "سيرينا" التي قدمتها تهاني راشد بصدق شديد جعلت زوجها المخرج يحيي العملي يعتذر لها بعد المسلسل أنه كان يرفض أن تعمل معه طوال السنوات الماضية حتى لا يقال أنه يسند الأدوار إلي زوجته، أو حتى الشخصيات الفرعية التي لم تنل مساحة كبيرة مثل "هيلين" التي قدمتها يسرا أو الشخصية التي قدمتها زوزو نبيل.

توظيف الأدوار الصحيح من ناحية المخرج يحيي العلمي كان من العوامل التي لفتت الإنتباه وكأن كل ممثل جسد شخصية لا يسطيع غيره تجسديها من شدة الإتقان والتقمص، بجانب موسيقى التتر التي تخترق القلب من صناعة العبقري عمار الشريعي وتصميم المقدمة والنهاية للمخرج جمال عبد الحميد الذي حصد جائزة عن إخراجه للتر.

حالة من النجاح صنعها الجزء الأول دفعت صناعه إلي تقديم جزئين أخرين، وحقق الجزء الأول وقت عرضه نسبة مشاهدات عالية تليق بالملحمة الوطنية وظل المسلسل حتى الآن قيمة وعلامة في تاريخ الدراما المصرية والعربية.