الطريق
السبت 4 مايو 2024 08:52 صـ 25 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

«أرخص ليالي».. حين تنبأ يوسف إدريس بأزمة انقطاع الكهرباء وتأثيرها في زيادة النسل

غلاف المجموعة
غلاف المجموعة

تعاني مصر هذه الأيام موجة حارة شديدة، تسببت في الانقطاع المستمر للكهرباء، لعل هذا ما نتبأ به الأديب الكبير الراحل يوسف إدريس في مجموعته القصصية "أرخص ليالي" الصادرة عام 1954.

وتعد "أرخص ليالي" هي المجموعة القصصية الأولى للكاتب يوسف إدريس والتي تغرق في الواقعية المصرية، حيث تحتفي بحياة القرية والمدينة المصرية، عبر نسج هموم الشخوص وارتباطهم بالأرض والزمان والمكان والزمان.

ويقدم "إدريس" في قصصه، عدد كبير متنوع من الشخصيات التي تظهر بسيطة في مظهرها، لكن المضمون الذي يريد المؤلف توصيله أعمق بكثير من بساطة شخصياته.

التمرد على اللغة

وعندما صدرت تلك المجموعة القصصية، أثارت النقاد والقراء معًا، حيث يأتي عنوان المجموعة أول محاولة من "إدريس" للتمرد على القواعد اللغوية، فقد كان من المفترض لغويًا أن يكون العنوان "أرخص ليالٍ" إلا أن يوسف صمم علي إضافة "الياء"، حيث أصر على أن يكون العنوان هو "أرخص ليالي".

انقطاع الكهرباء وزيادة النسل

وقد ربط يوسف إدريس في "أرخص ليالي" ما بين عدم وجود كهرباء أو انقطاعها وزيادة النسل، حيث يصور هؤلاء الناس البسطاء الذين يعانون من غياب الكهرباء، وانعدام أية وسيلة للتسلية، فيلجأون إلى الجنس باعتباره أرخص الليالي.

ففي مقطع من القصة يقول المؤلف عبر الراوي: "عندما جاءت السيدة الفاضلة من جمعية رعاية الطفل لزيارتنا، فقد سألتنا: لماذا ننجب أطفالًا كثيرين، فما كان من زوجتي التي كانت في ضيق، والتي قالت لها الحقيقة البسيطة: لو كانت لدينا المقدرة، لذهبنا إلى السينما في المساء، ولكن هذا هو الحال، فلأننا لا نجد المال، نذهب إلى السرير، وهكذا يولد الأطفال".

شخصيات يوسف إدريس

فهكذا يضغط يوسف إدريس على المشكلات الأساسية فى حياة المواطن المصري البسيط، مثل أزمة انقطاع الكهرباء، وتحقيق رغبات المرء الجنسية والوجدانية، والعلاقة بين المدينة والقرية.

ونلاحظ أن هناك ثمة نماذج تناقض في مشاعر شخصيات "إدريس" في مجموعة "أرخص ليالي" وتكوينها النفسي.

اقرأ أيضا.. بالأغاني الوطنية.. قصر ثقافة السلام يحتفل بذكرى ثورة يوليو

موضوعات متعلقة