الطريق
الأحد 28 أبريل 2024 05:42 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حرارة قاتلة.. هل نحن على وشك الوصول إلى نقطة لا رجعة فيها؟

بلغت درجة الحرارة في وادي الموت 54 مئوية
بلغت درجة الحرارة في وادي الموت 54 مئوية

تجاوزت درجات الحرارة المرتفعة الأرقام القياسية في جميع أنحاء العالم، مما يتسبب في معاناة ملايين الأشخاص من ارتفاع مستويات الحرارة والرطوبة لعدة أيام متتالية.

سجل وادي الموت في أمريكا درجة حرارة بلغت 53.3 درجة مئوية يوم 16 يوليو 2023، ومن المرجح أن شهر يوليو الحالي هو الأكثر سخونة على الإطلاق في تاريخ الأرض.

أحد التساؤلات التي يطرحها العديد من الناس هو: "ما هي أعلى درجة حرارة يمكن للإنسان أن يتحملها؟"

الإجابة الموجودة هنا لا تنحصر في درجة الحرارة المرئية على المقياس، ولكنها ترتبط أيضاً بمستوى الرطوبة، وفقًا لموقع ساينس ألرت.

عندما تتعاطى الحرارة والرطوبة سوية، يتعرض الأفراد لمخاطر متزايدة، وتصبح هذه الدرجة مكونة للخطورة عند مستويات أدنى من تلك التي كان العلماء يعتقدونها في السابق.

توضح الدراسة السابقة، التي نُشرت في عام 2010، أن الحد الأقصى للسلامة يكون عند 46 درجة مئوية مع نسبة رطوبة 50٪، وعند ذلك الحد لا يستطيع جسم الإنسان تبريد نفسه بتبخر العرق من سطح الجسم للحفاظ على درجة حرارته الأساسية المستقرة.

لتجربة هذه الفرضية، أجرى الباحثون تجربة باشتراك عدد من المتطوعين، حيث قام كل مشارك بابتلاع حبة صغيرة للقياس عن بعد لرصد درجة حرارة الجسم أو الجسد بشكل مستمر. بعد ذلك جلسوا في غرفة بيئية، وقاموا بالحركة بما يكفي لتحاكي النشاط الحد الأدنى للحياة اليومية، مثل الاستحمام والطبخ وتناول الطعام.

زاد العلماء تدريجيا إما حرارة الغرفة أو نسبة الرطوبة في مئات التجارب المختلفة وراقبوا زمن بداية ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية التي قفزت بشكل مخيف.

الحد البيئي الحرج

التركيبة المؤلفة من درجة الحرارة والرطوبة، التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية بشكل مستمر، تشير إلى ما يعرف بـ "الحد البيئي الحرج".

بناءً على هذه الحدود، يستطيع الجسم الحفاظ على درجة حرارة أساسية ثابتة نسبياً لفترات طويلة. عند تجاوز هذه الحدود، يحدث زيادة مستمرة في درجة الحرارة الأساسية، وتتزايد مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة عند التعرض لفترات طويلة.

عندما تزيد حرارة الجسم، يُلزم القلب بالعمل بجهد أكبر لضخ تدفق الدم إلى الجلد لتبديد الحرارة، ومع العرق أيضاً، يُقلل ذلك من سوائل الجسم. في أحد الحالات الأكثر خطورة، قد يؤدي التعرض لفترات طويلة إلى الإصابة بالضربة الشمسية، وهي مشكلة تهدد الحياة وتستدعي تبريداً فورياً وعلاجاً طبياً.

الحد الآمن للبيئة

تشير الدراسات التي تتعلق بالشباب والشابات الأصحاء إلى أن الحد الآمن للبيئة هو أقل من 35 درجة مئوية مع نسبة رطوبة تبلغ 50٪، في حين أن الحد الحرج يعتبر 38 درجة مئوية مع رطوبة تصل إلى 60٪.

تتعدى الظواهر الجوية الحارة الحالية الحدود البيئية المهمة في جميع أرجاء العالم.

وأظهرت ورقة بحثية حديثة أنه يتم بدء ارتفاع معدل ضربات القلب قبل ارتفاع درجة حرارة جسمنا الأساسية، حيث نقوم بتوجيه الدم إلى الجلد.

وعلى الرغم من أن تجاوز هذه الحدود لا يعني بالضرورة وجود أسوأ سيناريوهات، إلا أن التعرض لفترات طويلة قد يكون أمرًا مرعبًا بالنسبة للأفراد الضعفاء من الناس مثل كبار السن وأولئك الذين يعانون أمراض مزمنة.

تعتبر الفئة العمرية التي تزيد أعمارها عن 65 عامًا ما بين 80٪ إلى 90٪ من الأشخاص الذين يفقدون حياتهم نتيجة موجة الحر.

اقرأ أيضًا: أحر من الجمر.. جرس إنذار من «الأرصاد» بشأن حالة الطقس حتى نهاية يوليو