الطريق
الخميس 9 مايو 2024 07:00 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد 30 سنة زواج.. مسنة تطلب خلع زوجها

صورة تعبيرية عن مسنة
صورة تعبيرية عن مسنة

"جاء اليوم الأول من شهر رمضان الكريم وكان رمضان السابع عشر الذى أستقبله وحيدة منذ مقاطعة زوجى، وجهزت لنفسى، طعام الإفطار البسيط الذى يتناسب مع حالتى الصحية كمسنة، فوضعت طبق الشوربة والسلاطة الخضراء والعصير وطبق اللحم، وجلست أنتظر مدفع الإفطار".

تكمل الزوجة حديثها: بعدها خيّم على المكان صمت حزين وتذكرت أيام السعادة التي كانت مائدة رمضان تجمعنا فيها مع زوجى وابنىْ والأحاديث الجميلة والضحكات التي نقطع بها وقت الإنتظار ثم،"يضرب المدفع"، لتناول الطعام بين أسرتى.

تستكمل الزوجة حديثها: "وجدت دموعى تتساقط بغزارة فى طبق الشوربة، وتختلط بها فلم أحتمل الجلوس إلى المائدة أكثر من 5 دقائق ثم نهضت عنها وقد عافت نفسى عن الطعام رغم الصيام، وخرجت إلى الشرفة ونظرت طويلا إلى نهر النيل الذى لا يكف عن الصخب و تطلعت إلى السماء وأشهد ربى على ما أعانيه من إحساس بالمرارة، والوحدة والنكران".

تروي الزوجة لحظات زواجها قائلة: " تزوجت من 30 سنة من شاب عن قصة حب تولدت من شرفة المنزل، فهو يعمل بمحلات الأثاث الموجودة أمام منزلنا، وبعد سنتين، تقدم للزواج ووافق والدي ولم يمر الا القليل وتم الاتفاق على الزفاف وسط الأهل والاقارب، أثمر تلك الزواج بإنجابى طفلى "عماد" والذى يبلغ من العمر حاليا 29 سنة".

"عشنا حياة زوجية سعيدة، لا يشوبها الخلافات، ولم يحاول ولو مرة واحدة، أن يترك زوجى المنزل ولو ليوم، لكن سرعان ما مر الوقت وتغير حال زوجى بعدما بلغ "عماد" من العمر 13 سنة، خرج من المنزل ولم يعد وبعد طول انتظار وبحث وجدت زوجى بمنزل صديقتى المقربة، وهو يرتدى بجامة النوم ويقوم بطردها من منزلها.

حتى لا يوجد شرخ ولو بسيط بين الأبن وأبيه فلم أجد غير الحيلة البسيطة وهى كذبة كلما قام الولد بسؤالي عن والده، "أبوك مسافر"، وأكملت حياتى دونه، ولم يحاول ولو لمرة السؤال عنا، وظل الوضع على ذلك 17 سنة، وكبر الشاب ودخل الجامعة وبعد التخرج فكر بالزواج وسافر الى خارج مصر، كما فعل والده فعل هو" ما بيسألش عليا ولو بمكالمة هاتفية".

وفى الصباح 4/2/ 2022، اليوم الموافق الخميس،استيقظت من النوم على صوت جرس الشقة فنهضت لأفتحه، وأنا على علم بأنه محصل النور، فمن غيره يأتى لزيارتى، فوجدت أمامي ابنى "عماد" صاحب الشارب الغليظ الذى يجعل وجه يشع جمالاً، وهو يحتضن ابنه الرضيع، يبكي ويريد تقبيل قدمي لتعويضي عن أيام الهجرة الطويلة"، لساني معقود، من الدهشة واقترب هو منى خجلاً ومنكسرا ثم قبّلنى وهو يبكى بكاء مرار، ودعوته للدخول وجلست وطفله فى أحضانى ولا أستطيع أن أرفع عينى عنه".

وبعدما انتهى حديثه سأل عن والده ووجدت نفسي ودون مبررات أفصح عما بصدرى له عما فعله والده، وبعدها ترك الرضيع وفر هارباً لمنزل والده متحدثاً معه فوجده يملك من الأطفال ثلاثة، يعتنى بهم ويشرف على دراستهم ويقوم بتلبية متطلباتهم، فعاد باكيا بعد ما سمع سؤال والده "انت مين"، طالبني أن نقطع علاقتنا نهائياً بتلك الأب القاسى.

فأرسلت له رسالة ولأول مرة بعد 17 سنة، مكتوب بها "عايزة أطلق"، رد بمكالمة هاتفية وهو يبكى، " مش هطلق وهعيش معاكم"، فلم يكن أمامي الا الذهاب الى محاكم الأسرة للتخلص من تلك الأب القاسى، المستنكر، برفع دعوى خلع ضده حملت رقم 2370 لسنة 2022، ومازالت الدعوى منظورة حتى الأن.

تختتم المسنة حديثها وهى مبتسمة أمام المحرر قائلة : "وأجمل ما فى الموضوع رجوع ولدى وزوجته وطفله لحضنى ورجوع السعادة المبهجة للمنزل المهجور، وجبر ربنا فى أن يقضى عائلتى معى رمضان ، وتعود السعادة الى منزلنا".

اقرأ أيضاً:السيطرة على حريق اندلع في مدرسة دولية بالتجمع الأول