الطريق
الجمعة 17 مايو 2024 01:09 مـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

خبير أمني يكشف لـ«الطريق» خطة «الالتفاف والتطويق» في القارة الإفريقية

الصراعات في القارة الأفريقية
الصراعات في القارة الأفريقية

تعيش القارة الإفريقية حالة من الصراعات، وتحديدًا غرب إفريقيا المتمثلة في "النيجر ومالي وبوركينا فاسو"، لا سيما أن الامر يسبب بشكل بالغ على الأمن والاستقرار، فيما أعلنت منظمة إيكواس الاقتصادية التدخل العسكري في النيــجر لعودة النظام الدستوري، وبالتالي ما الأضرار التي ستقع على قارة المسقبل في حالة نشوب حربًا.

تكسير النفوذ الفرنسي في القارة الأفريقية

من ناحيته، أكد العقيد حاتم صابر، خبير مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، أم ما يحدث في القارة الأفريقية من أوضاع أمنية يدور في عدة نقاط أبرزها خطة "الالتفاف والتطويق"، حيث أن روسيا بدأت الدخول في خط الدول ذات النفوذ الفرنسي والغربي، وبالتالي تقوم بتكسيرها مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو، والتي تسهدف قطع خط الإمداد المالي وتصدير اليورانيوم.

اقرأ أيضًا: هل أوضاع القارة الإفريقية تسمح بالتدخل في النيجر؟.. خبير عسكري يكشف

نقاط خطة "الألتفاف والتطويق" في القارة الأفريقية

أضاف "الخبير الأمني"، في تصريح خاص لـ"الطريق"، أن هذه النقاط المؤثرة على القارة الأفريقية في خطة الالتفاف والتطويق"، وهو يعد مصطلحًا عسكريًا يطلق على المناورة بعيدة المدى في الحرب، مشيرًا إلى أنه يستهدف حصار العدو بشكلًا تكتيكياً من كافة الاتجاهات، الهدف منه إخضاعة للهزيمة.

حربًا باردة بين الدول الكبار في القارة الأفريقية

تابع العقيد "صابر" أن النقطة الثانية في خطة الالتفاف والتطويق في القارة الأفريقية تتمثل في حربًا باردة جديدة تلوح في الأفق بين، الدول الكبار "روسيا والصين" من ناحية، و الإتحاد الإوروبي وأمريكا من جهة أخرى، فضًلا عن أن تلك الحرب ظهرت بشكل أوضح في الفترة الأخيرة خاصة مع الحرب الروسية الأوكرانية، وبالتالي تضييق الخناق على روسيا التي استطاعت برشاقة تنفيذ مناورة "التفــاف وتــطويق" على الخصم، بالإضافة إلى أنه بدأت في تضييق الخناق على الغرب في الــقارة الأفــريقية المستعمرة الفرنسية القديمة.

اقرأ أيضًا: من المؤهل لتحسين الأوضاع الإفريقية وتنميتها؟.. محلل سياسي يكشف دور مصر

الإنقلابات ضد الحكومات الموالية لفرنسا في القارة الأفريقية

واصل "حاتم" أن النقطة الثالثة في خطة الالتفاف والتطويق في القارة الأفريقية، تتمثل في استطاعت كلاً من "مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر"، من تنفيذ إنقلابات عسكرية بدعم روسي وأضحًا وصريحًا ضد الحكومات المواليه لفرنسا، وبدأت في وقف تصدير صادرات اليورانيوم، وهو ما يعتبر ضربة قوية لباريس التي تعتمد على هذه المادة الحيوية في توليد الكهرباء، ويساعد محطاتها النووية على توليد 70% من الطاقة، وكذلك وقف تصدير الذهب الخام مما يشكل خطرًا جسيمًا، ويهدد الاقتصاد الفرنسي علي المدي القريب، ويؤثر سلباً على دعمها لحلف الناتو على المدى البعيد.

الصراعات في القارة الأفريقية

مواجهة الدول الثلاثة ومجموعة إيكواس في القارة الأفريقية

أردف أن القارة حاليًا تشهد شبه اتحاد الثلاث دول عسكريًا، "بدعم روسي" في مواجهة أي حرب ضدهم من قبل مجموعة الإيكواس، موضحًا أن مجموعة «الإيكواس» تتكون من 15 دولة من دول غرب إفريقيا منها، "مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر"، والمعروف للجميع أن اللوبي الفرنسي متحكم فيها منذ نشأتها عام 1975.

الاتفاقية العسكرية بين روسيا ودول أفريقية

لفت إلى أن ضمن خطة الألتفاف والتطويق في القارة الأفريقية توقيع روسيا العديد من الإتفاقات العسكرية مع معظم دول أفريقيا، مما يشكل تهديدًا واضحًا وصريحًا للنفوذ الاميركي الاوروبي داخل افريقيا، مشددًا على أنه ينهي مستقبلاً سيطرة الاتحاد الاوروبي على القارة السمراء، وذلك بعد عقود طويلة من الاحتلال الفرنسي لها ونهب ثرواتها لصالح حلف الناتو عدو روسيا الجديد.

أغفال نجم داعش في القارة الأفريقية

أختتم "الخبير الأمني" أن هذا المشهد يفسر إغفال نجم داعش، وانحسارها، وسهولة القضاء على قادتها ورموزها كونها اصبحت بلا تأثير يذكر على الساحة إلي حين، مبينًا أننا أمام تغيرات جيوسياسية خطيرة، ستحدد مستقبل المنطقة، ولكن من شبه المؤكد أن أكبر خاسر في كل هذا، هو حلف الناتو وفرنسا بصفة خاصة، حيث بأت واضحًا للجميع أن روسيا والصين، تنجح كل يوم في إزاحة حجر جديد من أحجار العرش الفرنسي في أفريقيا وتهدم كل يوم احدى قلاعه التاريخية التي عاشت سنوات علي خيراته المنهوبه.