الطريق
الجمعة 3 مايو 2024 02:35 صـ 23 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

السعودية تعين سفيرا في فلسطين لأول مرة منذ عقود.. خبراء لـ «الطريق»: المملكة الجدار الأخير لحل القضية

العلم السعودي
العلم السعودي

«بالنسبة لنا، القضية الفلسطينية مهمة للغاية، ونحن بحل لهذا الجزء، ولدينا مفاوضات جيدة للاستمرار حتى الآن، وسنرى أين ستذهب، ونأمل أن يصل الأمر إلى حل يخفف حياة الفلسطينيين».. بتلك الكلمات رد الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء، على السؤال عن مستقبل العلاقات مع إسرائيل، خلال مقابلة أحدث ردود فعل واسعة مع قناة "فوكس نيوز الأمريكية".


نايف السديري سفير السلام

بعدها بأيام قليلة، قدم نايف بن بندر السديري، أوراق اعتماده كسفير لخادم الحرمين الشريفين في فلسطين (غير مقيم)، في خطوة حققت ردود فعل عالمية وعربية، بشأن العلاقات بين السعودية وفلسطين، والحديث حول حل القضية الفلسطينية.

ويعتبر "السديري" أول سفير للملكة العربية السعودية لدى فلسطين، منذ 3 عقود، وكان لتصريحه الذي أعلنه للعالم من فلسطين بجوار الرئيس محمود عباس، رسائل قوية للدخل والخارج، والذي قال فيه إن بلاده تدعم إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مردفا: "المرة المقبلة سنذهب إلى القدس معا".


التقارب لن يكون بلا ثمن

في هذا الصدد، يقول الدكتور محمد صالح الحربي، الخبير السياسي وعضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية، في تصريحات خاصة لـ "الطريق"، إن الخيار الاستراتيجي المعلن من السعودية هو السلام بشأن المناقشات لبناء علاقات مع إسرائيل، مشددا على أن عملية التقارب لن تكون بلا ثمن.


وأوضح أن الثمن هو حل الدولتين، والعمل بالاتفاقيات المنصوص عليها في هذا الإطار، فـ "الأرض مقابل السلام" وهذه أمر مشروع.


وشدد الخبير السياسي على أنه لا يمكن تجاوز الحكومة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني في الاتفاقيات المستقبلية في هذا الصدد، مؤكدًا قوله: "الكرة الآن أصبحت في ملعب إسرائيل".

وأكد "الحربي" أن موقف المملكة العربية السعودية ثابت وراسخ، وهو أن "حل الدولتين وحقوق الفلسطينيين خيار استراتيجي للسلام، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على التطبيع بين إسرائيل والعالم العربي مقابل حل الدولتين، لافتا إلى أن السعودية تريد اتفاقا استراتيجيا ذو بعد وإطار مستدام، وليس حلا مؤقتا.

الجدار الأخير لفلسطين

في السياق ذاته، يقول الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي في حركة فتح، إن المملكة العربية السعودية هي الجدار الأخير للشعب الفلسطيني، ولذلك أي عملية تقارب بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه بما فيها قيام الدولة الفلسطينية، هو انتهاء القضية الفلسطينية، وتجمد مسارات السلام الفلسطينية الإسرائيلية لسنوات طويلة.

وشدد على أنه لن يتحقق السلام في المنطقة طالما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه، وهي عبارة عن الحد الأدنى من الحقوق التي طالب فيها العرب، خاصة في قمة بيروت عام 2002 وتبني المبادرة السعودية لتصبح عبارة عن مبادرة العرب نحو السلام .

مبادرة العرب نحو السلام

وأوضح في تصريحات خاصة لـ "الطريق" أن هذه المبادرة قابلها الاحتلال الإسرائيلي ببرود وليس من المنطق أن تذهب المملكة العربية السعودية للانقلاب على مبادرة قامت بطرحها القيادة السعودية وقبل فيها الفلسطينيون.


وذكر أن تعيين السفير السعودي في الأراضي الفلسطينية وهو سفير غير مقيم خطوة مهمة "لدعم صمود شعبنا الفلسطيني" وتحريك عملية السلام في ظل حكومة يمينية متطرفة ترفض الاعتراف بالشعب الفلسطيني من الأصل ويطرح وزرائها خطة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه تحت شعار خطة الحسم.

وتابع: نتمنى ألا تفتح مسارات مع الاحتلال الإسرائيلي قبل تحقيق المبادرة العربية للسلام وما أخشاه أن تختزل المبادرة العربية بموافقة من القيادة الفلسطينية بعقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة أممية وعلى أساس حل الدولتين عوضا عن تنفيذ المبادرة العربية للسلام كاملة .

السعودية تراوغ بذكاء

أوضح أنه بين تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قبل وبعد لقاء ولي العهد مع قناة «فوكس نيوز» يوضح أن المملكة العربية السعودية تراوغ بذكاء في هذا الأمر، فلا سلام مع الاحتلال مجانا، وفي نفس الوقت لا يتم وصد الأبواب أمام الوسيط الأمريكي الذي يريد رئيسه أن يذهب للانتخابات وقد حقق إنجازا من خلال التطبيع بين المملكة العربية السعودية والاحتلال الإسرائيلي.

السعودية لن تتخلى عن فلسطين

وذكر أنه رغم التباين في المواقف «أتوقع كمتابع ومحلل سياسي أن القيادة السعودية تدرك أنها الجدار الأخير والمهم للشعب الفلسطيني وأن أي تطبيع دون تحقيق الحقوق الفلسطينية هو تحقيق لفكر زئيف جيبوتنسكي الذي يتبناه نتنياهو ويسعى لكسر الشعب الفلسطيني من خلال هذا التطبيع، وبذلك لا أتوقع أن تتخلى القيادة السعودية عن الشعب الفلسطيني، ولن تذهب لتوقيع أي اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي دون إرضاء الشعب الفلسطيني، وأتمنى ألا تخذلنا القيادة الفلسطينية وتقبل بثمن بائس يختزل كما أشرت بمؤتمر دولي للسلام».

اقرأ أيضا| باحث سياسي لـ «الطريق»: السعودية تبذل جهودا كبيرة لعودة الدور الإقليمي لسوريا