الطريق
الإثنين 13 مايو 2024 01:40 مـ 5 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

روايات لم تقرأها من قبل

حرب أكتوبر 1973.. وثائق تكشف حقيقة حصار ثغرة الدفرسوار

الدفرسوار_ حرب أكتوبر 1973
الدفرسوار_ حرب أكتوبر 1973

ما زالت ثغرة الدفراسور في حرب أكتوبر 1973، مثار جدل حتي هذه اللحظة، حيث أن الإسرائيليين، يعتبرونها إنجازا لهم، وعملية ناجحة، بينما هي في حقيقتها لا تعدو كونها عملية تلفزيونية دعائية حسبما وصفها الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

وكشفت إحدى الوثائق التي أستعرضها، المحلل العسكري، أحمد عبد المنعم زايد، حقيقة "ثغرة الدفراسور" في حرب أكتوبر 1973، وما قامت به "تل أبيب" في استغلال هذه المعركة لتزييف الحقائق، وأكتساب نصرًا مزيفًا، قائلاً: " أري أن الإسرائيليين في نهاية الحرب، تحديدًا في أوائل نوفمبر 1973، وضعوا أنفسهم في وضع عسكري خطير".

ما مفهوم الثغرة عسكريًا؟

أردف المحلل العسكري، أن مفهوم الثغرة عسكريًا، يتمثل في كونها نوع من أنواع "المعارك الحربية"، وتقوم به قوة سريعة خفيفة، وذلك بهدف كسر تماسك القوة الأخرى في مواضع ضعيفة، فضًلا عن الإنتشار خلف خطوطها، وتهديد خطوط المواصلات، والإحتياطيات، ومراكز القيادة مما يخلق واقع جديد.

واستكمالاً لحديثة بشأن الحقائق حول ثغر الدرفراسور في حرب أكتوبر 1973، مؤكدًا: "بدأ الإسرائيليون تنفيذ خطتهم للعبور إلى غرب القناة، فور فشل تطوير الهجوم المصري، ويختلف المؤرخون حول ساعة العبور الاسرائيلي، إلا أن "شارون" يقطع في مذكراته كل شك".

الدفرسوار

خفايا مذكرات إرييل شارون حول ثغرة الدرفراسور

ويؤكد "إرييل شارون"، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، في مذاكرته أن واقع ثغرة الدرفراسور بدأت الساعة 0900 صباحًا 16 أكتوبر1973، وكانت لديه كتيبة دبابات، وكتيبة مظلات غرب القناة، ومن المرجح جداً أن تكون تلك القوة قد عبرت من الطرف الشمالي للبحيرات المرة، وليس من ثغرت الدفرسوار.

اقرأ أيضًا: «خفايا وأسرار».. أحداث ما بين حرب أكتوبر 1973 وما بعد معاهدة كامب ديفيد

وكانت مهمة تلك القوة الإسرائيلية في حرب أكتوبر 1973، تتمركز حول مهاجمة منصات الصواريخ سام 2، وسام 3، وذلك بواسطة أسلوب الضرب من مسافات بعيده بقوة 2 إلى 3 دبابة في كل هجوم، وقد علمت أن تلك الدبابات كانت "سوفيتية الصنع" من مخلفات حرب 67، وترفع العلم المصري وهي من طراز بي تي 76، وتوباز البرمائية، ونظراً لعدم وجود إنذار أوتحذير مسبق فقد فوجئت عناصر الدفاع الجوي المصرية، بقصف الدبابات الإسرائيلية عليها مستهدفة الرادارات، وهوائيات البطاريات مما أدى إلى تعطل عدد من البطاريات وفتح ثغرة في السماء.

تحليل البيانات ونتيجة قوة العدو في واقع ثغرة الدفرسوار

عقب الهجوم الإسرائيلي، جاءت بلاغات قوات الدفاع الجوي، إلى غرفة العمليات بهجمات العدو، كأول إنذار بوجود ثغرة، وتم تحليل تلك البيانات، والتوصل إلى نتيجة أن قوة العدو، ما هي إلا قوة إغارة لا تزيد عن سبع دبابات، وفورًا بدأت مدفعية الجيش الثاني الميداني، في ضرب منطقة الدفرسوار بالمدفعية، ونظراً لأنها منطقة زراعات مانجو كثيفة، فقد كان للضرب المدفعي تأثير ضعيف جدًا.

الدفرسوار

قامت قوة، يعتقد أنها تضم قوات فلسطينية، بمهاجمة قوة العدو، وفور إنسحابها إلى زراعات المانجو في الدفرسوار، أبلغ قائد القوة المحلية بأن قوة العدو لا تزيد بأي حال عن 10:7 دبابات، وأنه أجبرها على الإنسحاب، وهو ما لم يكن صحيحًا بالمرة فالقوة الإسرائيلية المعزولة، طبقاً لكلام "شارون"، وتكمن في 30 دبابة و تقبع وسط زراعات المانجو، وما يظهر فقط هوعدد منها يقوم بإغارات علي منصات الصواريخ، لتدميرها بعد أن فشل ضربها من الجو.

اقرأ أيضًا: بعد فيلم Golda.. تفاصيل الاجتماع السري لرئيسة وزراء إسرائيل قبل حرب أكتوبر

وبناءاً على بلاغ قائد القوة المحلية تهاونت قيادة الجبش الثاني، وقيادة القوات المسلحة في التعامل مع تلك القوة وإكتفت بالضرب المدفعي عليها مع إنذار قوات الدفاع الجوي فقط، ولم تفطن القيادة المصرية من مغذي تدمير عدد من بطاريات الصواريخ في تلك المنطقة تحديداً إلا بعد فوات الأوان.

ما تعرض له اللواء 16 مشاة في ثغرة الدفرسوار؟

قد لا يكون هناك وحدة في الجيش المصري قاتلت، وتعرضت لقتال عنيف مثلما تعرض لها اللواء 16 مشاة، واللواء 16 مشاة هو الجانب الأيمن في رأس جسر الفرقة 16 مشاة و هو يمثل أقصى الجانب الأيمن للجيش الثاني الميداني، ورأس جسر الفرقة 16 مشاة يضم أيضاً، قيادة الفرقة 21 المدرعة التي منيت بخسائر في تطوير الهجوم.

وعادت إلى رأس الجسر للتمركز به لذلك ففي رأس جسر الفرقة 16 كان هناك 6 لواءات على الورق، (3 ألوية من الفرقة 16 مشاة، و3 ألوية من الفرقة 21 المدرعة)، مما جعله مكتظاً إلى أقصى درجة، ومما جعل القصف الاسرائيلي المركز ضد الفرقة مؤثراً للغاية في حجم الخسائر.